أسئلة واستفهامات عديدة، سواء تلك التي طرحها الآباء والأساتذة، أو تلك التي اعتلت مواقع التواصل الاجتماعي طيلة الفترة السابقة، والتي تمركزت أساسا على الجانب الصحي، خاصة وأن القرار الإلزامي الذي يفترض أن يكون الآباء اتخذوه، مرتبط بسلامتهم وأبنائهم من خطر الإصابة بفيروس يعتبر "قاتلا"، ويستوجب تجنبه إجراءات لا تمت بصلة لثقافتها المجتمعية، بما فيها التباعد الاجتماعي والتعقيم المستمر، وتجنب الاكتظاظ، وهو أمر من المؤكد أنه غريب عنا وعن ممارساتنا اليومية. ويعتبر عبد النبي الحري، الخبير التربوي والأستاذ الجامعي، أن هذه السنة نعيش دخولا مدرسيا استثنائيا بكل المقاييس بسبب الوضعية الوبائية التي ازدادت تفاقما، الأمر الذي وضع الجميع في حيرة وارتباك. وزاد المتحدث: "إذا كانت الدولة ممثلة في وزارة التعليم قد وضعت الآباء أمام امتحان الاختيار بين تعليم أبنائهم حضوريا وبين تعليمهم عن بعد، فإن هذا الاختيار يبقى اسما من غير مسمى مادام قرار الحسم في شأن فتح هذه المؤسسة التعليمية أو تلك قرارا حصريا بيد السلطات المحلية، التابعة لوزارة الداخلية بموجب قانون الطوارئ المعمول به في المملكة بسبب الجائحة، وعليه، فإن من سيقرر في مدى إمكانية التعليم الحضوري هي السلطة (الوالي أو العامل...) حسب الوضعية الوبائية للمنطقة الخاضعة لنفوذه". وينصح الحري كل مواطن وأب ب "التريث فيما يتعلق باختيار التعليم الحضوري، والعمل على تأجيله شهرا أو شهرين، واعتماد تعليم عن بعد حتى لا ينقطع التلاميذ عن المعرفة المدرسية كليا". وتابع الحري بالقول: "إن هذه الدعوة إلى التريث سببها التضارب في الآراء بين الأطباء أنفسهم، فبعضهم يدعو إلى تعليم عن بعد ويحذر من احتمال وقوع بؤر مدرسية والبعض الآخر يقول العكس. فضلا عن أن قرار الوزارة نفسه متناقض، ففي الوقت الذي يتيح إمكانية تعليم حضوري، قام بتأجيل الامتحان الجهوي الخاص بالسنة الأولى باكالوريا"، مضيفا: "كما أن الشكوك تزداد حينما نجد كل مؤسسات التعليم الخصوصي تصر على التعليم الحضوري، رغم عدم توفرها على البنيات الضرورية لإنجاح هذا التعليم، وترفض مناقشة مسألة التعليم عن بعد، والتعاقد مع الآباء حول كلفته التي ستكون بالتأكيد أقل من كلفة الحضوري، وهو ما تتهرب منه هذه المؤسسات". واعتبر المتحدث أن الحكمة تقتضي "تأجيل التعليم الحضوري شهرا أو شهرين، واعتماد تعليم عن بعد في انتظار معرفة تطور الوضعية الوبائية، بحيث يمكن العودة تدريجيا إلى التعليم الحضوري، خاصة في المناطق والجهات التي تعرف انخفاضا في الحالات المصابة بهذا الفيروس، مع الحرص في كل الأحوال على اتخاذ التدابير الاحترازية الضرورية".