يواصل فيروس كوفيد-19 اقتحام المصالح العمومية بمدينة الدارالبيضاء، وسط ارتباك كبير، وعشوائية في التعامل مع الوضع، خصوصا وأن المدينة تسجل لوحدها ما تسجله جهات مجتمعة بأكملها في المغرب، حيث تسجل بين 300 و500 إصابة بفيروس كورونا المستجد بصفة يومية، آخرها 536 من أصل 651 سجلتها الجهة، من مجموع 1672 كحصيلة أول أمس الأربعاء بالمغرب ككل، وهو ما أسقط موظفين وأمنيين، وأربك مصالح كثيرة ضمنها مركز تسجيل السيارات بمقاطعة مولاي رشيد. وحسب مصادر "أخبار اليوم"، فإن رئيس الدائرة بإحدى مقاطعات عمالة الفداء مرس السلطان، قد كشفت التحليلات المخبرية إصابته بفيروس كورونا المستجد، وهو ما استنفر المصلحة بأكملها، وإخضاع العاملين بها إلى التحليلات، باعتبارهم مخالطين، الشيء الذي أربك سير المصلحة، أمام حيرة المواطنين، وذلك في إطار الموجة الكبيرة للجائحة العالمية التي عادت لتضرب المغرب بقوة من خلال العاصمة الاقتصادية، التي تضم عشرات الآلاف من الأسر، وعاملين في كل القطاعات الحيوية، والتي كانت إلى وقت قريب في منأى عن الإصابة بالفيروس، غير أن فترة الصيف شهدت استهتارا كبيرا في التعامل مع الاحتياطات والتدابير الوقائية لتفادي الفيروس الذي كان يتربص بكامل جيوشه الضخمة، التي دكت أسوار حصون تبين أنها هشة ولا تغدو إلا واجهة مزيفة لإيهام المواطنين أنها قلاع قوية لمواجهة عدو شرس هزم دولا قوية في القطاع الصحي، واستعصى عليها المغرب بعزمه وإصراره. وإضافة إلى اكتشاف الفيروس في الدائرة الحضرية، فقد أكدت المصادر ذاتها دخوله إلى مجموعة من الدوائر الحضرية والأمنية، كإصابة موظفة مسؤولة عن الأشغال بالمقاطعة الجماعية، وموظف بعمالة الفداء مرس السلطان، علاوة على إصابة موظفين اثنين بالمقاطعة الجماعية ببوشنتوف، بعد إجراء تحاليل مخبرية للكشف عن الفيروس التاجي، إضافة إلى موظفتين بالمصلحة الإدارية التابعة للمقاطعة الجماعية نفسها. وعرج الفيروس التاجي على مديرية الضرائب، حيث أصاب موظفين داخل المصلحة، إضافة إلى شرطي بإحدى الدوائر الأمنية مسؤول عن شواهد السكنى، وهو ما جعله في احتكاك مباشر مع المواطنين، وما قد يصعب عملية حصر المخالطين، خاصة وأن الفترة تتزامن مع إغلاق مجموعة من الأحياء والأزقة بالعاصمة الاقتصادية، وفق قرارات مشتركة بين وزارتي الصحة والداخلية، وبقرارات عاملية. وبمنطقة ليساسفة، جرى توقيف مواطن ثبت أنه مصاب بفيروس كورونا المستجد، حيث أفادت مصادر نقلا عن مصادر مسؤولة، أن عناصر الدائرة الأمنية 20 بحي ليساسفة، عملت على توقيف مشتبه فيه على مستوى ليساسفة 1، وبعد توقيفه أكد لهم أنه مصاب بفيروس كورونا ويتلقى العلاج المنزلي، ليجري التعامل مع الأمر وفق البروتوكول الصحي، وتعقيم سيارة الأمن التي كان يستقلها، مشيرة إلى أن رجال الأمن كانوا يتخذون احتياطاتهم الاحترازية، وهو ما جعلهم في منأى عن مخالطة المصاب في هاته النازلة. وبعمالة مولاي رشيد، التي سبق للسلطات العمومية أن أغلقت بعض أحيائها لوجود بؤر سكنية، فقد قررت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية تعليق الخدمات المقدمة بمركز تسجيل السيارات بمقاطعة مولاي رشيد بالدارالبيضاء حتى إشعار آخر، وذلك بسبب اقتحام فيروس كورونا للمصلحة العمومية، وهو ما أربك مدارس تعليم السياقة، وبعثر برنامج الامتحانات المقررة وفق أجندة زمنية دقيقة. وأعلنت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية "نارسا" أن كافة الخدمات المقدمة لمرتفقي مركز تسجيل السيارات بمقاطعة مولاي رشيد بالدارالبيضاء جرى تعليقها ابتداء من الاثنين المنصرم، وحتى إشعار آخر، موضحة أن هذا الإجراء الاضطراري يندرج في إطار التدابير الاحترازية لمحاربة تفشي فيروس كوفيد19 الكفيلة بضمان سلامة وصحة الموظفين والعاملين والمرتفقين على حد سواء. وحسب مصادر مطلعة، فإن الأمر يتعلق بإصابة 7 موظفين بالمركز بالفيروس التاجي، بعد إجرائهم للتحاليل المخبرية للكشف عن الفيروس، على خلفية وفيات لمهنيين بالقطاع ثبت ترددهم على المركز، مما عطل مجموعة من المصالح المتعلقة بإجراء الامتحانات للحصول على رخص السياقة بالنسبة إلى المدارس المهنية، إضافة إلى توقيف خدمة البطائق الرمادية، وكافة الإجراءات الإدارية داخل المركز، غير أن الوزارة قررت إعادة برمجة الجدول الزمني لإجراء اختبارات السياقة للحصول على الرخصة، مع مراعاة ظروف الجائحة..