قرر القضاء في جمهورية إيران الحكم بإعدام صحافي بتهمة "الإفساد في الأرض"، وفق ما نقلت وكالة سبوتنيك، اليوم الخميس. وأعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين إسماعيلي، إصدار حكم الإعدام على روح الله زم، مدير قناة "آمد نيوز" بتهمة الإفساد في الأرض. وقال إسماعيلي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إنه قد "تم إصدار الحكم في الموعد المحدد، وأصدرت المحكمة قرارا بإدانة زم، لكن هذا الحكم ابتدائي"، وتابع: "حكم على روح الله زم بالإعدام لعدة تهم من بينها الإفساد في الأرض". ولفت المتحدث نفسه الانتباه، إلى أن المتهم حُكم عليه، أيضًا، بالسجن، مشددا على أنه "بالطبع، فإن حكم الاعدام لم يكتسب الدرجة القطعية، وإذا استأنف الحكم، فستحال القضية إلى المحكمة العليا، وسيتم النظر فيها". ويعبتر روح الله زم، "إبنا للنظام" الحاكم في إيران، قبل أن يقرر معارضته، حيث ولد في طهران عام 1973، والده هو رجل الدين الإصلاحي، محمد علي زم، الذي تولى مناصب في الحكومة الإيرانية، بين عامي 1980 و1990. وكانت نقطة التحول في علاقته بالنظام الإيراني في 2009، عندما اندلعت احتجاجات في إيران أثناء الانتخابات الرئاسية الإيرانية، لتقرر السلطات الإيرانية سجنه لبعض الوقت. وانشق روح الله عن النظام، وتمكن من الهرب إلى فرنسا وطلب اللجوء، واستقر في العاصمة باريس، وظل ناشطا من هناك في عمله الصحفي، وكان له موقع إلكتروني اسمه "آمدنوز ميديا"، وهي قناة على تطبيق "تلغرام" تتهمها السلطات الإيرانية بأنها أدت دورا أساسيا في موجة الاحتجاجات، التي هزّت إيران في دجنبر 2017. وحرص روح الله، عبر موقعه، المتوفر على أكثر من 1.4 مليون متابع، على نشر أشرطة فيديو، وأخبار عن الاحتجاجات، كما نشر وثائق تكشف فساد المسؤولين الإيرانيين، وهو ما أزعج النظام الإيراني كثيرا ليصنفه على أنه صحافي مارق، ومناهض للثورة. وكان الصحافي الإيراني قد اعتقل، في العام الماضي، في واقعة لا تعرف تفاصيلها لحد الآن، فيما تقول وزارة الخارجية الفرنسية إن "روح الله زم" غادر البلاد في 11 من أكتوبر، وبعدها بثلاثة أيام أعلن الحرس الثوري بإيران اعتقاله. والحرس الثوري قال إن روح الله زم "كان موجهًا من قبل جهاز الاستخبارات الفرنسي، ويتلقى الدعم من أجهزة استخبارات أمريكا، والكيان الصهيوني، وعلى صلة بأجهزة استخبارات أخرى، وكان يحظى بالحماية على مدار الساعة بصورة خفية وعلنية وفي أطر مختلفة، ومتعددة الحلقات"، وفقا لما نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية وقتها. وأشار بيان الحرس الثوري أن روح الله زم كان "مُناهضًا للثورة"، وخلال الأعوام الأخيرة كان يدير عمليات حرب نفسية واسعة، لزرع الخلافات في أركان الدولة في الجمهورية الإسلامية وإثارة التخويف من إيران، وفبركة الأكاذيب، وإثارة الشبهات لدى جيل الشباب إزاء المعتقدات، والمبادئ الدينية، والدعاية، وتوفير أرضيات أعمال العنف، والإرهاب، وخلق الفوضى، والاضطرابات في البلاد".