حذر سفير الإمارات في الولاياتالمتحدة، يوسف العتيبة، اليوم الجمعة، بأن خطة إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربيةالمحتلة ستعرقل أي احتمال لحصول تقارب بينها والدول العربية. وكتب العتيبة في مقالة بعنوان "إما الضم، أو التطبيع"، نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، وقال: "حتى الفترة الأخيرة، تحدث قادة إسرائيليون بحماس عن التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة، ودول عربية إضافية، لكن هذه الأقوال تتناقض مع خطة الضم الإسرائيلية". وشدد المتحدث نفسه على أن الضم "سيقوض بالتأكيد، وعلى الفور التطلعات الإسرائيلية لتحسين العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية مع العالم العربي، والإمارات"، مؤكدا أن "استمرار الحديث عن التطبيع سيكون مجرد أمل مغلوط في تحسين العلاقات مع الدول العربية". وأكد العتيبة أن "خطة الضم الإسرائيلية تتحدى الاجماع العربي – وعمليا الدولي، أيضا – في ما يتعلق بالحق الفلسطيني". وتكشف إسرائيل في الأول من يوليوز المقبل استراتيجيتها لتنفيذ الخطة الأمريكية للسلام، التي تنص على ضم إسرائيل غور الأردن، ومستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة منذ عام 1967. وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أواخر يناير الماضي، عن خطة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، تنص على ضم إسرائيل المستوطنات، وتلحظ في المقابل إقامة دولة فلسطينية، منزوعة السلاح على مساحة صغيرة من دون القدس الشرقية، التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم الموعودة. وكان العتيبة من السفراء العرب القلائل، الذين كانوا حاضرين عند إعلان ترامب تفاصيل خطته للسلام. ويرفض الفلسطينيون هذه الخطة رفضا قاطعا، ويسعون إلى تعبئة داعميهم، لا سيما في أوربا، للضغط على إسرائيل، وحملها على التخلي عن هذه الخطة. وجعلت الدول العربية باستثناء مصر، والأردن، اللتين وقعتا اتفاق سلام مع إسرائيل، من تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا لتطبيع علاقاتها مع الدولة العربية. ولا ترتبط الإمارات بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل على غرار غالبية الدول العربية، لكنها سمحت في الفترة الأخيرة لرياضيين، ومسؤولين إسرائيليين بدخول أراضيها للمشاركة في فعاليات دولية، ومؤتمرات، كما أرسلت الثلاثاء طائرة ثانية تحمل شعار الشركة محملة بمساعدات طبية للفلسطينيين، في سابقة من نوعها. وكتب العتيبة أن معظم العرب "يودون أن يصدقوا أن إسرائيل هي فرصة، وليست عدوا" موضحا: "نحن نواجه الكثير من الأخطار المشتركة، ونرى الإمكانات الكبيرة لعلاقات دافئة، سيكون قرار إسرائيل بشأن الضم بمثابة إشارة لا لبس فيها حول ما إذا كانت هي ترى الأمور بالطريقة نفسها". كما حذر من أن "الضم سيؤدي، أيضا، إلى جعل وجهات النظر العربية حول إسرائيل أكثر تشددا في الوقت الذي بدأت فيه المبادرات الإماراتية للتو بفتح المجال للتبادل الثقافي، والفهم الأوسع لإسرائيل، واليهودية". من جهته، يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن تطبيع العلاقات مع الدول العربية سيشجع السلام مع الفلسطينيين.