وسط مخاوف استمرار زحف فيروس كورونا المستجد داخل السجون، وصل الفيروس لأول مرة إلى سجن رأس الما بفاس، موازاة مع المطالب بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف الذين يضم سجن فاس جلهم. وقالت المندوبية العامة لإدارة السجون، في بلاغ لها أصدرته في وقت متأخر من مساء أمس السبت، إنه تم تسجيل إصابة نزيل في سجن راس المابفاس بفيروس كورونا المستجد، وهو السجن الذي يضم أكبر مجموعة من معتقلي حراك الريف، من ضمنهم القيادي في الحراك ناصر الزفزافي. ووسط تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد في صفوف نزلاء المؤسسات السجنية، وتسجيل عشرات الإصابات في صفوف موظفيها، أطلق حقوقيون، هذا الأسبوع، نداء جديدا، من أجل التدخل لفائدة نزلاء المؤسسات السجنية، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم معتقلي حراك الريف، والصحافيين، وتدخل الحكومة بشكل عاجل لوقف زحف الوباء في السجون. وكانت مندوبية السجون قد أعلنت أمس عن المنع المؤقت لإخراج المعتقلين إلى مختلف محاكم المملكة لمدة شهر على الأقل، وذلك في إطار التدابير الاحترازية التي اتخذتها للوقاية من تفشي فيروس كورونا (كوفيد -19) بالمؤسسات السجنية. وكشف بلاغ للمندوبية أن تعليق إخراج السجناء للمحاكمات سيعوضه عملية التقاضي عن بعد، وذلك عن طريق تنسيق محكم مع السلطة القضائية لعقد جلسات محاكمة السجناء عن بعد، نظرا أنه جميع الجهود المبذولة من طرف السلطات القضائية بخصوص عقلنة الاعتقال الاحتياطي، وتقليص عدد النزلاء الذين يتم إصدار أوامر بإحضارهم إلى المحاكم، فقد تبين أن ذلك لا يكفي لجعل المؤسسات السجنية في منأى عن انتقال العدوى إليها، بالنظر إلى أعداد المعتقلين الذين يتم إخراجهم إلى المحاكم. يشار إلى أن أعداد السجناء المصابين بفيروس كورونا المستجد قد تجاوز المائتي سجين، أكبر عدد منهم في سجن ورزازات الذي انتقلت فيه العدوى بشكل كبير بين السجناء والموظفين، ومست حتى مديره.