تطور مثير تشهده الأبحاث الأمنية المتعلقة بحسابات “حمزة مون بيبي”، فقد واصلت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية الاستماع، صباح أمس الجمعة، للمغنية دنيا باطما، على خلفية شكاية سبق للمركز الوطني لحقوق الإنسان أن تقدم بها، منتصف يوليوز المنصرم، أمام الوكيل العام للملك لدى استئنافية مراكش، حول تعرّض رئيسه وبعض المحامين، من أعضاء مكتبه أو من الذين ينوبون عنه أمام المحاكم، للقذف والتشهير على إحدى صفحات الحسابات المذكورة، وهي الشكاية التي طالبت بالاستماع إلى المغنية المذكورة، كما يأتي الاستماع إليها بعد اتهامها من طرف العديد من الضحايا المفترضين بأنها هي من تقف وراء هذه الحسابات، موضحين بأنهم وما إن دخلوا معها في خلافات حتى تعرّضوا لحملات عنيفة من طرف الحسابات الافتراضية الوهمية على “سناب شات” و”أنستغرام”، ناهيك عن ظهورها في العديد من الفيديوهات وهي تغني وتهتف باسم “حمزة مون بيبي”. وقد تم الاستماع إلى المغنية المثيرة للجدل مباشرة بعد وصولها، زوال أول أمس الخميس، للمغرب قادمة من البحرين، وتولى مسطرة الاستماع إليها محققو المكتب الوطني لمحاربة الجريمة المرتبطة بالتقنيات الحديثة بمقر الفرقة الوطنية بالدار البيضاء، الذي كان وجّه إليها استدعاءً للمثول أمامه، قبل حوالي أسبوعين، لتستمر العملية حتى وقت متأخر من مساء اليوم نفسه، وليتم استئنافها صبيحة أمس الجمعة. وعلمت “أخبار اليوم” بأن المكتب الوطني لمحاربة الجريمة المرتبطة بالتقنيات الحديثة أجرى معاينة أولية للهاتف المحمول للمغنية، سليلة العائلة الفنية المعروفة وخريجة البرنامج الفني “أراب آيدول لسنة 2011″، قبل أن يتم حجزه لإحالته على الخبرة التقنية، استكمالا للأبحاث الأمنية الجارية في شأن “السب والقذف والتشهير والابتزاز والمس بالحياة الخاصة للأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي”. وقبل ذلك بيوم واحد، اقتادت فرقة أمنية تابعة للمكتب نفسه شقيقتها ابتسام، زوال الأربعاء المنصرم، من منزل في ملكية أختها المغنية بمراكش إلى مقر الفرقة الوطنية بالدار البيضاء، وذلك للاستماع إليها، على خلفية ورود اسمها في الأبحاث الأمنية والقضائية المجراة في العديد من الملفات المتعلقة بالحسابات المذكورة، التي قامت بحملات عنيفة ضد مجموعة من المشاهير، وقد استغرقت مسطرة الاستماع إليها يومي الأربعاء والخميس الماضيين، قبل أن يتم إخلاء سبيلها مساء أول أمس، بعد حجز هاتفها النقال لإخضاعه للخبرة التقنية. وكان أول ملف أثير فيه اسم دنيا وابتسام هو الذي يتابع فيه طالب منحدر من أكَادير، يُدعى “أ.ج” (20 سنة)، في حالة اعتقال، كان موضوع تحقيق إعدادي أجراه قاضي التحقيق بابتدائية مراكش، محمد الصابري، على خلفية الشكايات العديدة التي تقدم بها ضحايا مفترضون للحسابات المذكورة، بينهم المغنية سعيد شرف، التي صرحت، تمهيديا، بأنها تعرّضت لحملة تشهير وسب وقذف وصلت لحد الطعن في وطنيتها، متهمة المشتبه فيه المذكور بأنه له علاقة بالحسابات المذكورة، وموضحة بأنه سرّب معلومات ومعطيات شخصية عنها تم نشرها في تلك الحسابات الوهمية، بعد أن كانت زودته بوثائق وصورها الشخصية لاسترجاع حسابها على “أنستغرام” بمقابل مالي وصل إلى 2000 درهم، كما اتهمت أشخاصا آخرين، بينهم دنيا باطما وشقيقتها ابتسام والصحافي “سيمو بلبشير” بأن لهم علاقة مباشرة بهذه الحسابات المثيرة للجدل. وبعد مراقبة أولية لهاتفه النقال، تبين بأن المشتبه به أجرى محادثات مطولة مع ابتسام على الواتساب طالبته فيها بقرصنة حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما ردّ عليه، خلال مرحلتي البحث التمهيدي والتحقيق الإعدادي، بأن الأمر يتعلق بحساب على تطبيق أنستغرام كان يكيل السباب والشتائم لعائلة باطما وقد طلبت منه قرصنته. وعلى إثر توجيه مراسلة من الشرطة إلى شركات تحويل الأموال، تبين بأن المشتبه فيه توصل ب 48 حوالة مالية تتجاوز قيمتها المالية الإجمالية 23 مليون سنتيم، مرسلة إليه من المغرب ومن دول الخليج العربي، خاصة من الإمارات العربية المتحدة والسعودية، توصل بها من لدن عدة أشخاص، بينهم نهيلة أملقي، المعروفة بلقب “باربي”، التي استمعت إليها الشرطة بشأن تحويلاتها المالية إلى المشتبه فيه، والتي وصلت إلى 14000 درهم، فصرّحت بأنه كان مكلفا بالتسيير والصيانة التقنية لحسابها على موقع أنستغرام مقابل 2500 درهم شهريا، قبل أن يكشف الاطلاع الأولى على هاتفها بأنها أجرت معه محادثة تعهّد لها فيها بحماية حسابها من القرصنة من طرف “حمزة مون بيبي”، الذي أخبرها بأنه على معرفة به، بل أكد لها بأنه يتوفر على رقم هاتفه المحمول. وخلصت الضابطة القضائية، في ختام بحثها التمهيدي، إلى العديد من القرائن ضد المشتبه فيه، من قبيل علاقته المباشرة مع كل من ابتسام باطما و”س.ج”، الناشطة في مواقع التواصل الاجتماعي (بلوغر)، المعتقلة احتياطيا حاليا على ذمة التحقيق الإعدادي الجاري في شأن ملف آخر متعلق بالحسابات المذكورة، إلى جانب كل من “م.ض”، وهو مراسل لجريدة إلكترونية وطنية، و”ع.س”، مالك وكالة لكراء السيارات، لاشتباه النيابة العامة في ارتكابهم لجنح تتعلق ب” توزيع ادعاءات كاذبة قصد المساس بالحياة الخاصة للأشخاص والتشهير بهم، التهديد بإفشاء أمور شائنة، دخول نظام المعالجة الآلية للمعطيات عن طريق الاحتيال، والنصب”، كل حسب المنسوب إليه. وقد أنتج التحقيق الإعدادي، بعد ذلك، أدلة كافية على ارتكابه لجنح: “المشاركة في دخول نظام المعالجة الآلية للمعطيات عن طريق الاحتيال، المشاركة عمدا في عرقلة نظام المعالجة الآلية للمعطيات وإحداث خلل فيه، المشاركة في إدخال معطيات في نظام المعالجة الآلية للمعطيات وإتلافها وتغيير طريقة معالجتها عن طريق الاحتيال، التهديد بإفشاء أمور شائنة والمشاركة في ذلك، القيام عمدا ببث وتوزيع أقوال ومعلومات صادرة بشكل خاص دون موافقة أصحابها والمشاركة فيها، والمشاركة في بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة قصد المساس بالحياة الخاصة للأشخاص والتشهير بهم”، ليُحال على المحاكمة، إذ انعقدت الجلسة الأولى، الثلاثاء الفارط، وتم تأجيلها لجلسة الاثنين المقبل. ملف آخر أثير فيه اسم ابتسام يتابع فيه شخص، يُدعى “ع.ب” (31 سنة)، ويشتبه في أنه كان مسيرا لأحد هذه الحسابات، وسبق لإحدى ضحاياه المفترضات أن صرّحت أمام الضابطة القضائية بأن ابتسام، بالإضافة إلى كل من “ع.ع”، وهي مصممة أزياء مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأختها “ح.ع”، و”س.ج” الملقبة ب”سكينة كَلامور”، هنّ من كن يزودن المتهم بالصور ومقاطع الفيديو التي كان ينشرها بالحساب المذكور.