بالرغم من غيابها عن أشغال مؤتمر اتحاد مجالس منظمة التعاون الإسلامي، التي احتضنه مقر البرلمان المغربي منذ الإثنين الماضي، واختتم مساء اليوم الخميس، تسببت إيران في خلافات حادة داخل أشغال المؤتمر، انتهت بفشل غير مسبوق، في إصدار بيان ختامي للمؤتمر. الدولة التي قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية معها، وبعد منعه لأعضاء في وفدها من دخول المغرب، لترد إيران بمقاطعة المؤتمر، وعودة الوفد من مطار الدارالبيضاء إلى طهران، أثير حول البلد الشيعي، جدل كبير في الاجتماعات التي شهدها مقر البرلمان المغربي على مدى أربعة أيام. وقال مصدر مسؤول ل”اليوم 24″، إن إصرار الوفد الإماراتي على تضمين حق الامارات في استرجاع جزرها المحتلة من طرف إيران في البيان الختامي للمؤتمر، هو النقطة التي أفاضت الكأس. المطلب الإماراتي ساندته بقوة كل من السعودية ومصر والبحرين، بينما، وفي ظل غياب إيران، عبرت لبنان عن رفضها للمطلب الإماراتي، من خلال تشبث أعضاء في الوفد اللبناني، ينتمون إلى حزب الله الشيعي، بإبعاد موضوع الخلاف الإماراتي الإيراني حول الجزر المتنازع بشأنها عن البيان الختامي. وبحسب المعطيات التي حصل عليها الموقع، وفي إطار ردود الفعل، بادر الوفد اللبناني إلى المطالبة بإدراج موضوع النزاع في اليمن بالبيان الختامي، وهو ما صعَّب عملية التوافق حول البيان الختامي، بعد اعتراض السعودية ومصر والإمارات بشدة، ليتقرر العدول عن إصدار بيان ختامي للمؤتمر. وفي الجلسة الختامية للمؤتمر، وبالرغم من إعلان الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب ورئيس المؤتمر، عن أن المؤتمر سيختتم دون إصدار بيان ختامي، جدد الوفد الإماراتي التأكيد على مطلب تضمين دعوة إيران إلى إنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث. وفي نفس السياق، احتج الوفدين التونسي والجزائري على عدم إصدار البيان الختامي، واكتفى الحبيب المالكي في رده على تدخل الوفدين المغاربيين بالقول، “عالمنا الإسلامي ليس بخير، لذلك اعتبرنا تقوية الاتحاد في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من بين أولوياتنا”، ليختتم المؤتمر وسط انقسام حاد.