كشف حقوقيون أن المغرب بدأ فعليا في وضع السياج الحديدي الشائك على محيط مدينة سبتةالمحتلة بعدما سحبته إسبانيا، لمنع تدفقات المهاجرين على المدينة، موجهين انتقادات شديدة اللهجة للحكومة المغربية، ومعتبرين أن هذا الإجراء “تكريس لاستعمار المدينة”. وفي ذات السياق، قال مرصد الشمال لحقوق الانسان، اليوم الخميس، إن أعضاء منه عاينوا خلال الأسبوع الجاري، إقدام السلطات المغربية على إقامة أسلاك شائكة على طول الحدود الوهمية الفاصلة بين سبتةالمحتلة وباقي التراب المغربي. وأوضح المرصد الحقوقي، أنه حسب الزيارة الميدانية، فإن السلطات المغربية تسابق الزمن لإقامة الأسلاك الشائكة على طول المدينة، لمنع تسلسل المهاجرين غير النظاميين إلى المدينة للمحتلة وسط تكتم كبير. ويرى مرصد الشمال لحقوق الانسان أن إقامة السياج تكريس لاستعمار المدينةالمحتلة واعتراف للسلطات المغربية بوضعية المدينة، وهو ما يرفضه المرصد بشدة، كما أن إقامة السياج الحدودي “دليل كبير على أن المغرب أصبح يلعب دور دركي أوروبا”، ففي الوقت الذي أعلنت اسبانيا على نزع الشفرات الحادة عن السياجات بسبب الضغط الحقوقي في محاولة لما يسمى” أنسنة” حدودها ، فإن المرصد يستغرب إقدام المسؤولين المغاربة على لعب دور الدركي ضدا على سيادته وعلى المواثيق الدولية لحقوق الانسان. ويؤكد مرصد الشمال لحقوق الانسان أن السياجات الجديدة الشائكة، والإجراءات الأمنية التي تم اعتمادها مؤخرا، ومنها الرفع من عدد نقط المراقبة على طول السواحل، واعتماد المراقبة بالكاميرات والحوامات العسكرية، لن تقف عائقا أمام استمرار تدفق المهاجرين غير نظاميين في ظل استمرار اعتماد دول الشمال على المقاربة الأمنية وتصريف مراقبة الحدود الى دول شمال افريقيا من بينها المغرب. ويتوقع مرصد الشمال لحقوق الانسان استمرار تدفق المهاجرين بحرا عن طريق استعمال القوارب المطاطية، وهو ما سيجعل غرب المتوسط مقبرة للمهاجرين خلال سنة 2019 في حال عدم ايجاد حلول جذرية لظاهرة الهجرة.