حذّر مسؤولون في حزب العدالة والتنمية، من السّكوت عن تنامي ظاهرة الهجرة السرّية، التي باتت حديث النّاس في كل مكان، وذلك حيث باتت قوارب الموت تحمل العشرات من الشباب من شواطئ مغربية، نحو ضفاف إسبانيا، في واضحة النّهار، وأمام عدسات الهواتف والكاميرات. وأكّد عبد الرّحيم النَّاو، الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بعمالة إقليمالمضيقالفنيدق، في تدوينة له على جداره بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، أن ظاهرة الهجرة بالشكل الذي عليه الآن قضية غير بريئة، وذلك قبل أن يصفها ب “المهزلة” التي يجب إيقافها، حسب قوله. واعتبر النّاو، أن هناك عدّة مؤشرات، تبرز أن تنامي ظاهرة الهجرة السرية ليست بريئة، وفي مقدّمتها غياب أي انزال أمني سواء في البر أو البحر لمنع العمليات، باستثناء بعض المطاردات الطفيفة، رغم اجتماع مئات الشباب والنساء على امتداد الشواطئ منتظرين قارب “الفانطوم”. وشدّد عضو المجلس الاقليمي لعمالة المضيقالفنيدق، أن السّكوت عن ظاهرة الهجرة السريّة بشكلها الحالي، حيث يتم الإركاب في واضحة النهار، ومجاناً من دون مقابل، سيكون له انعكاس خطير على مستقبل الشباب المغربي. ومن جهته، أوضح أحمد أشكور، الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية بمدينة مرتيل، أن ظاهرة الهجرة السّرية تحوّلت إلى هجرة علنيّة، وقال: “الهجرة القسرية من السرية إلى العلنية لعب بالنار، والشباب حطب يرمى فيه دون رقيب أو حسيب، ولهذا يجب ربط المسؤولية بالمحاسبة”. وأشار على جداره بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إلى أن الفصل 21 من الدستور ينص على أن “السلطات العمومية تضمن سلامة السكان وسلامة التراب الوطني”، إلا أن “الفانطوم” يخطف أبناء الوطن من الشواطئ نهارا جهارا، وأمام أعين السلطات العمومية البحرية والبرية، حسب قوله. وتساءل أشكور في نفس السياق، عن الجهة التي تتحمّل مسؤولية تنامي ظاهرة الهجرة السريّة، وأضاف: “بعض الشباب يصل للمجهول، والبعض الآخر ينتهي به الأمر في قعر المياه الدولية، فهل ستقطف رؤوس أكباش فداء، أم أنهم ينتظرون آخر مواطن ليطفئ آخر شمعة بهذا الوطن؟”، على حدّ تعبيره.