نبيل بنعبد الله: الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بعد 19 سنة على اعتلاء الملك محمد السادس عرش أسلافه، يمكن أن نؤكد بأن المغرب عرف تحولات كبيرة على مستويات مختلفة، فقد شهد هذا العهد إصلاحات كبرى، خاصة في بداياته، سواء على المستوى السياسي والديمقراطي أو بالأخص على المستوى الحقوقي والمؤسساتي. هذا التحول الكبير تبين أيضا وبشكل جلي، من خلال الشق الاقتصادي، فقد تم تحقيق عدد من الأوراش الكبرى التي مكنت البلاد من التوفر على بنيات تحتية لم تكن موجودة من قبل، أما بخصوص المستوى الاجتماعي فقد تم وإن كان نسبيا تحسين بعض الأوضاع الاجتماعية، وثقافيا تم تكريس طابع الانفتاح في مجتمعنا خلال عهد الملك محمد السادس، وذلك من خلال الانفتاح على التعدد الهوياتي للمملكة، خاصة فيما يتعلق بالجانب المرتبط بمكانة الأمازيغية. كل هذه التطورات المهمة التي عرفها المغرب سمحت له بأن يحتل موقعا جديدا على الساحة الإقليمية، الإفريقية والدولية، ولا أنسى على هذا المستوى الموقع الجديد الذي أضحى يطلع عليه المغرب فيما يخص قضيته الأولى الصحراء المغربية من خلال مقترح الحكم الذاتي. اليوم من الطبيعي أن تكون هناك ترسبات لبعض الاختلالات والنقائص القائمة، ومن أجل ذلك نحن في أمس الحاجة، كما أكدنا على ذلك في المؤتمر الوطني الأخير لحزبنا، إلى نفس ديمقراطي جديد يتسم بدفعة جديدة على المستوى السياسي، بما يعيد للعمل المؤسساتي والحزبي توهجه، وبما يمكن من الرفع من مصداقية المشهد السياسي الوطني وإحداث مصالحة جديدة بين الشعب والعمل السياسي عموما. كما أن الأوضاع الاقتصادية الراهنة تستلزم الشروع الفعلي في ذلك التوجه الأساس للنموذج التنموي الجديد، الذي أكد على ضرورة إحداثه الملك محمد السادس في خطاب افتتاح البرلمان. وعلى المستوى الاجتماعي، المغرب في أمس الحاجة إلى مبادرات خلاقة من شأنها الحد من مظاهر الفقر والإقصاء، وإحداث توازنات اجتماعية جديدة تسهم في إذكاء عدالة اجتماعية ومجالية أكبر.