ما يزال 40 مهاجرا ينتظرون مصيرهم داخل سفينة "ساروست 5" العالقة منذ حوالي أسبوعين في مياه البحر الأبيض المتوسط، بعد أن رفضت إيطاليا ومالطا وتونس استقبالهم في موانئها وعلى أراضيها. وكانت إيطاليا ومالطا رفضتا استقبال السفينة المحملة بمهاجرين تم إنقاذهم بعد تعطل المركب الذي كان يقلهم في رحلة غير شرعية من سواحل ليبيا، بحجة وجودها في المياه الإقليمية التونسية، غير أن هذه الأخيرة لم تسمح لها بالرسوّ في موانئها، رغم الضغوطات التي تمارسها الدول الأوروبية عليها لاستقبال مراكب المهاجرين. ومع مرور الوقت، تتمّسك الدول الثلاث بمواقفها، حتى ازداد الأمر سوءا، حيث انتشرت مقاطع فيديو من داخل السفينة التابعة لشركة نفط تونس التي تكفلت بعملية الإنقاذ على صفحة "المهاجر نيوز"، المهاجرين كأنهم محتجزين داخلها، ينتظرون مصيرهم، وعلامات التعب بادية على وجوههم. وقال عضو الهلال الأحمر بمدينة مدنين جنوبتونس، شمس الدين مرزوق، في تصريح ل"العربية.نت"، إن السفينة لا تزال عالقة في مياه البحر المتوسط قبالة السواحل التونسيةالجنوبية، تنتظر تعليمات جديدة، بعدما رفضت السلطات التونسية الإذن لها بالدخول إلى ميناء جرجيس، وكذلك الشأن بالنسبة لإيطاليا ومالطا. وأرجع مرزوق قرار تونس الرافض، إلى المخاوف من أن تصبح أراضيها منصة لاستقبال المهاجرين غير الشرعيين بعد إنقاذهم في البحر المتوسط، مضيفا أن السفينة أنقذت المهاجرين في المياه الدولية في منطقة تابعة لمالطا، إلا أن هذه الأخيرة منعت دخولها، وهو ما دفعها إلى التوجه إلى المياه الإقليمية التونسية. وأوضح مرزوق، أن المهاجرين العالقين الذين يتكفل الهلال الأحمر التونسي بتوفير المساعدات الإنسانية لهم والتموين، يرفضون الدخول إلى تونس ويتمسكون بالذهاب إلى إيطاليا أو أي دولة أوروبية أخرى، بعد أن خاطروا بحياتهم من أجل الوصول إليها. وكانت إيطاليا، أغلقت مؤخرا موانئها أمام سفن الإنقاذ العاملة في البحر المتوسط، ودعت إلى التضامن معها وتقاسم عبء نزوح مئات المهاجرين الذين يتم انتشالهم من المياه، لكن مرزوق يقول إنه "على إيطاليا تحمل مسؤولياتها، واحترام الاتفاق الذي أبرمته مع دول الاتحاد الأوروبي والقاضي باستقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر، والذي تحصل بمقتضاه سنويا على أموال طائلة".