لأول مرة منذ اعتقاله قبل 6 أشهر، يواجه المفكر الإسلامي طارق رمضان، ولأول مرة اليوم الخميس، اثنين من النساء اللائي يدعين تعرضهن للإغتصاب والتهديد بالقتل من طرفه، في حين فجرت صحيفة فرنسية معطيات مثيرة في الموضوع. المواجهة الأبرز اليوم ستجمع طارق رمضان بالمدعية الأولى هندة العياري (41 عاما)، السلفية السابقة التي تحولت إلى ناشطة نسوية علمانية، والتي خضعت مؤخرا لجلسة استجواب من قبل قضاة التحقيق نهاية الشهر المنصرم، حيث جددت خلالها اتهام المفكر الإسلامي السويسري باغتصابها بالضرب والبصق عليها، لكنها غيرت تفاصيل مهمة في روايتها للحادث المزعوم، مما يهدد دعواها بالكامل. وادعت عياري بأن عملية عملية الإغتصاب كانت بعد الساعة التاسعة ليلا بفندق "كراون-بلازا -بلاس "، الواقع بضاحية باريس، يوم 26 ماي 2012، في حين كانت قد أكدت في شكواها الأصلية التي تقدمت بها في أكتوبر عام 2017، أن ''اللقاء الوحيد مع طارق رمضان تم خلال الفترة ما بين نهاية شهر مارس و بداية شهر أبريل من عام 2012، في فندق ''هوليداي-إن'' بباريس''. وبهذا الخصوص، نشرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية تحقيقا مثيرا في الموضوع، حيث كشفت أن التاريخ الجديد الذي أدلت به هندة عياري، كونه يوم الإغتصاب المزعوم، يتزامن مع حضورها في نفس اليوم حفل زفاف أخيها. وحسب مصادر الصحيفة، فإن القضاة المعنيين بالإستجواب يمتلكون حاليا عددا من الأدلة التي أمدتهم بها الشرطة القضائية في باريس، والتي تتعارض تماما مع أقوال المشتكية. وحسب ذات المصادر التي اطلعت على محاضر الإستماع إلى شقيق هندة عياري، فإن هذه الأخيرة قد كانت حاضرة لحفل الزفاف، انطلاقا من الساعة الثامنة ليلا من مساء يوم 26 ماي 2012، وحتى الثالثة صباحا من اليوم الموالي، حيث يؤكد شقيق المشتكية أنها تظهر في عدد من الصور وتسجيلات الفيدوي الخاصة بالحفل، وهو ما تأكدت منه عناصر الشرطة. كما أكد شقيق عياري أن علاقته بأخته ليست على ما يرام، كما أنهما لا يلتقيان إلا في مناسبات محدودة، مضيفا بأنها شخصية تحب الشهرة وتحلم دائما بأن تكون مشهورة، وبأنها شخصية انتهازية، مؤكدا في الوقت ذته بأنه لا يصدق ادعاءاتها ضد طارق رمضان بتعرضها للإغتصاب. وبالإضافة إلى هندة العياري، سيواجه طارق رمضان أيضا ''كريستيل'' (40 عاما)، المدعية الثانية عليه، التي تتهمه باغتصابها وضربها وإهانتها خلال لقاء وحيد بينهما في أحد فنادق مدينة ليون الفرنسية عام 2009. وهي المواجهة الثانية بينهما بعد تلك التي جرت في أوائل فبراير الماضي، قبل أربعة أيام من توجيه إليه تهمة اغتصاب امرأتين، وحبسه في باريس. وحسب مصادر قريبة من التحقيق، فإن جلسة المواجهة الأولى بين رمضان و كريستيل استمرت ثلاث ساعات، وتمسك خلالها كل طرف بمواقفه. ومن المفترض أن يتقدمَ إيمانويل مارسيني، محامي طارق رمضان، مجدداً بعد هاتين المواجهتين، بطلب لإسقاط التهمة عن موكله، في ظلّ ما اعتبره ''تناقضات'' و ''أكاذيب'' في شهادات المدعيتين، خاصة هندة العياري التي غيرت روايتها، متسائلا كيف لامرأة اغتصبت وبطريقة فظيعة كما ذكرت، أن تنسى الزمان والمكان الذي تمت فيه عملية الاغتصاب!؟.