شهادة مؤثرة أدلت بها "خولة.ل" (17 سنة)، المعروفة بفتاة الرحامنة، أول أمس الخميس، أمام غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية مراكش، حول قضية ظهورها في فيديو وهي تتعرض لهتك عرضها ومحاولة الاغتصاب من طرف أحد الأشخاص، فيما كان صديقه يوثق المشهد المرعب بهاتفه النقال، فقد أكدت بأن المتهم الرئيس وصديقه سبق لهما أن تحرشا بها، لثلاث مرات، خلال عودتها من ثانوية مركز بوشان، بإقليم الرحامنة، التي تبعد بحوالي 3 كيلومترات عن منزل أسرتها بدوار "لمعلمين" بالجماعة نفسها، موضحة بأنهما كانا يمتطيان دراجة نارية من نوع "س 90″، ويعترضانها بالطريق التي كانت تسلكها مشيا على الأقدام برفقة صديقتيها "شيماء.ه" (14 سنة) و"خولة.آ" (14 سنة)، دون أن يعرنهما أي اهتمام أو تردن عليهما. وتابعت خولة بأن المتهمين تعقباها، في أحد أيام شهر يناير الماضي، بعد مغادرتها للثانوية في حدود الساعة الخامسة من ذلك اليوم، الذي قالت إنه كان يوم أربعاء، وشرعا يتحرشان بها وبصديقتيها، قبل أن يترجلا من الدراجة النارية، عند منتصف المسلك الطرقي، في منطقة خلاء، وفيما توجه المرافق نحو صديقتها "شيماء"، طلب منها المتهم الأول، الذي كان يقود الدراجة، التوقف وأمسكها من يدها معبرا لها عن رغبته في إقامة علاقة عاطفية معها، غير أنها أفلتت يدها منه ليعيد إمساكها بقوة، وهو ما أثار غضبها لتقوم بصفعه على مستوى خده الأيمن. رد فعل المتهم الرئيس كان عنيفا، فقد عنف الضحية وأسقطها أرضا وطفق يجردها من سروالها، الذي أنزله بالقوة إلى أسفل أعضائها الحساسة محاولا اغتصابها، فيما كانت تقاومه بشدة مستغيثة تارة ومتوسلة إليه تارة أخرى، إذ كانت تستجديه بعبارة "واش معندكش أختك.. واش تبغي يدير ليها شي واحد هكّا"، دون أن يكترث أو يعبأ بصراخها وبكائها، بينما كان مرافقه يصور المشهد بهاتفه النقال، في الوقت الذي لاذت صديقاتها بالفرار بمجرد أن طرحها المتهم أرضا. وأضافت خولة، التي كانت مرفقة بوالدتها في المحكمة، بأن واقعة هتك عرضها كانت ستنتهي باغتصابها بممارسة جنسية فعلية لولا أن المتهم لمح أحد الأشخاص يمر بالطريق على متن دراجة نارية، ليضطر إلى التوقف عن اعتدائه ويلوذ بالفرار برفقة صديقه، لتنهض الضحية وتلملم حوائجها وحقيبتها المدرسية وتنفض الغبار والأتربة عن ملابسها، وتلتحق بصديقتها اللتين طلبت منهما عدم البوح بما تعرضت له خشية أن يمنعها والدها من متابعة دراستها. من جهته، اعترف المتهم الرئيس "ياسين.ل" (21 سنة) بالمنسوب إليه، مقرا بأنه اتفق مع صديقه "حمزة.ص" على توثيق الاعتداء الجنسي من أجل الاحتفاظ بالشريط كوسيلة لابتزاز الضحية، وتهديدها بنشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في حالة رفضها الخضوع لنزواته الجنسية، مضيفا بأنه اضطر إلى الاكتفاء بتجريد خولة من سروالها وصفعها مرتين على مستوى مؤخرتها، بعد أن اقترب أحد الأشخاص من موقع الاعتداء، نافيا، في المقابل، أن يكون نشر الفيديو بمواقع التواصل، موجها الاتهام تارة إلى صديقه حمزة، ومشيرا، تارة أخرى، إلى أنه وبعد أسبوعين من الاعتداء، قام بإرسال الشريط عبر الواتساب إلى المتهم الثالث في الملف، "يوسف.ع"، الذي يعمل حلاقا ببوشان، مرجحا بأن يكون هو من عمد إلى نشره. وفيما وصفت النيابة العامة المتهمين ب"الذئاب البشرية"، مطالبة بالحكم عليهم بأقصى العقوبات خاصة وأنهم اعترفوا بارتكاب الأفعال المنسوبة إليهم، دعا المحامي الحسن مؤازر، من هيئة مراكش، الذي ينوب عن الضحية، إلى احترام النصوص القانونية، محذرا من تكرار ملف "فتاة ابن جرير"، خديجة السويدي، التي انتحرت حرقا احتجاجا ضد تبرئة مغتصبيها. وبعد أن رافع المحامي عبد المالك لحلو، من الهيئة نفسها، دفاعا عن المتهم الرئيس، حددت الغرفة الخميس المقبل تاريخا للجلسة الرابعة من المحاكمة، من أجل إتمام المرافعات.