في الوقت الذي انخرط فيه عدد من الفنانين في حملة المقاطعة الجارية في المغرب معلنين ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تريث أيام، خرج الفنان الرابور المغربي الشهير مسلم بتدوينة مثيرة وصف فيها موقف بعض الفنانين على "الفايسبوك" من الحملة المذكورة ب"المنافقين"، وقال إن طبيعة العمل الذي يقدمه الفنان هو ما يشهد على "قلبه". كلام مسلم جاء ذلك ردا على من طالبوه بالانضمام للحملة عبر ملصق أو كتابات على حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي يشهد فيه رصيده الفني الممتد لسنوات على مساندته للشعب وانخراطه في قضاياه مناداته بحقوقه. وهو ما أكده في حوار سابق مع "أخبار اليوم" قال فيه "أنا أنتمي لحزب التمرد"، ويقصد التمرد على الوضع الاجتماعي البئيس الذي ترزح تحته شريحة واسعة من قاعدة الشعب. مسلم لم تشفع له "الرسالة" أغنيته التي أطلقها سنة 2014، والتي كانت رسالة واضحة ومباشرة، وخيرت الحكومة بين محاربة الفساد المتربص بحقوق الشعب المغربي وفرص الشباب في العمل والاستقرار، وبين ""الثورة"، التي اعتبرها قادمة لا محالة لو استمرت الأمور على وضعها الحالي. واتهمه عدد من متابعيه على فايسبوك بكونه "مرايقي". مسلم عبر عن رأيه سالف الذكر بخصوص المقاطعة، في تدوينة، مرفقة بهاشتاغ "متمردون"، على صفحتيه الرسميتين على موقعي التواصل ب "انستغرام" و"فايسبوك"، جاء فيها: "أغلبكم تيقول مال مسلم ممقطاعش معانا.. بالنسبة لي مسلم فنان الواقع ماشي المواقع لهذا ماتسناونش منو يلوح ليكم تصويرة فيها مقاطعون باش يضحك عليكم بها هو راه الأغاني ديالو شاهدة على القلب ديالو.. أما أسهل حاجة في هاد المقاطعة هي تلوح تصويرة وتقول مقاطع كيف كاعملو بعض المنافقين". تدوينة الرابور مسلم، بصرف النظر عن صوابها من خطأها، انقسم حولها متابعوه، بين صنف مشيد دعا صاحب "الرسالة" للمواصلة في درب النضال عبر الفن، مؤمنا أن المواقف يعكسها الفعل في الواقع لا الشعارات، وصنف ثان اتهمه ب"الخذلان لأنه لم يعلن انضمامه المباشر للحملة ونعته ب"المرايقي" الخائف على فرص إحياء حفلات بالمهرجانات". يذكر أن آخر أغنية أطلقها مسلم حملت عنوان "آجي معايا" غنيته الجديدة بعنوان "أجي معايا"، التي واصل فيها تشبثه بقضايا المجتمع المغربي وهمومه. ودعا فيها السياسيين والمسؤولين المغاربة إلى النزول للشارع، حيث يعيش الشعب في ظروف قاسية، منتقدا العديد من الظواهر المتنامية في المجتمع المغربي، بينها العنف والتطرف، وتعاطي الشباب للمخدرات، والهجرة غير القانونية عبر قوارب الموت، والتشرد. يذكر أن المنتجات التي تتواصل مقاطعتها بشكل ناجح، من لدن فئة كبيرة من الشعب المغربي هي حليب شركة "سنطرال"، وعبوات المياه المعدنية "سيدي علي"، ومحطات الوقود "إفريقيا".