بالرغم من أن عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، يحرص على تسويق الإنجازات التي حققها مخطط المغرب الأخضر، حيث اعتبر، في آخر خرجة له بخصوص المخطط، أن أهمية المغرب الأخضر تكمن في تحقيقه الاكتفاء الذاتي في عدد من سلاسل الإنتاج، كالخضر واللحوم الحمراء والبيضاء والزيتون، لافتا إلى أن المخطط حقق منجزات مهمة في تدبير الماء، حيث إن مساحة الأراضي المجهزة بالتنقيط بلغت منذ إطلاق المخطط 540 ألف هكتار من أصل 700 ألف هكتار من المتوقع إنجازها بحلول العام 2020، كما يصل حجم اقتصاد الماء السنوي إلى أكثر من مليار متر مكعب، فإن العديد من متتبعي المشروع الضخم يعتبرون أنه لم يستطع تحقيق النتائج التي كانت منتظرة منه. ويعتبر عدد من المتخصصين في الاقتصاد أن المغرب الأخضر يستفيد منه فقط الفلاحون الكبار دون الفلاحين الصغار، بالنظر إلى حجم التسهيلات التي تعطاهم لاقتناء الأراضي، والتشجيعات المالية لحفر الآبار الضخمة، والمساعدات لاقتناء الشجيرات، وكذا التسهيلات للحصول على قروض من القرض الفلاحي. نجيب أقصبي، الخبير الاقتصادي، شخص أعطاب المغرب الأخضر في أربعة معيقات؛ أولها فشل المخطط في خلق استقلالية الإنتاج، حيث يعرف الإنتاج الوطني مشاكل كثيرة، وذلك بسبب ارتباط الإنتاج بالأمطار، موضحا أن المغرب الأخضر كان من بين أهدافه الأساسية أن يخفف وطأة التبعية للتقلبات المناخية، بمعنى أن يعطي الحد الأدنى لاستقلالية الإنتاج الفلاحي، لكن هذا لم يتحقق إلى حدود الساعة، يقول أقصبي. بالنسبة إلى المعيق الثاني، فهو الخاص بالاكتفاء الذاتي، ويقصد هنا الاكتفاء من المواد الحيوية مثل الحبوب، السكر، الزيت… حيث أوضح أقصبي أن المغرب الأخضر لم يحقق الحد الأدنى في هذا المجال، ضاربا المثل بالحبوب، قائلا: «بالرغم من أن السنة الفلاحية تكون جيدة، فإن الكمية التي يستوردها المغرب من الحبوب تبقى ثابتة لا تتغير». رهان آخر فشل مخطط المغرب الأخضر فيه، حسب الخبير الاقتصادي، وهو التصدير، حيث رفع المغرب من إنتاجيته في الخضر والفواكه بهدف تصديرها، لكنه لم يتمكن من خلق أسواق جديدة. أما بالنسبة إلى الإكراه الرابع، فأفاد أقصبي بأن من بين الأهداف التي سطرها المغرب الأخضر، خلق مليون ونصف مليون منصب شغل ما بين 2008 و2020، لكن الأرقام الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط تؤكد أنه ما بين سنتي 2008 و2017، فُقد 150 ألف منصب شغل، ما يعني أنه خلال كل سنة يفقد 15 ألف منصب، مشيرا إلى أن الأرقام تتحدث عن نفسها، ولا داعي للتعليق.