الذين حضروا مراسيم تشييع جنازة الطالب المقتول عبد الرحيم الحسناوي، السبت الماضي، بمدينة الجرف (إقليمالرشيدية) لاحظوا قدوم القناة الأولى ووكالة المغرب العربي للأنباء في ساعة مبكرة من صباح اليوم ذاته، وواكبتا مراسيم التشييع من بداية إلى نهايتها، بينما حضرت القناة الثانية (دوزيم) بعد أن انفض الجمع. وقالت مصادر حضرت الجنازة ل«الرأي» أن مصورا يعمل بمكتب القناة الثانية بالرشيدية هو من جاء بمفرده لتغطية الحدث، لكن بعد مغادرة رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران ووزير التعليم العالي والبحث العالي وتكوين الأطر لحسن الداودي ووزيره المنتدبة سمية بنخلدون، والمرافقين لهم. وأضافت المصادر ذاتها أن قياديين في منظمة التجديد الطلابي، ضمنهم الكاتب الوطني رشيد العدوني، "لوحوا لمصور القناة من أجل أن يتوقف ويأخذ تصريحا للعدوني في الموضوع، غير أنه لم يتوقف"، وأشارت إلى أن المصور، الذي كان على متن سيارة تحمل شعار (الدوزيم) اختار الذهاب عبر كلميمة، أي في اتجاه مغاير للاتجاه الذي مر منه موكب رئيس الحكومة. واستغرب المتتبعون من حضور مصور القناة فقط، فيما غاب مراسلها بالرشيدية، كما أعربوا عن اندهاشهم لتأخرها إلى ما بعد انصراف الوفد الوزاري. وظهر بعد بث ربورتاج جنازة الحسناوي خلال نشرة الأخبار "المسائية" أن الخبر تم تحريره على مستوى مركزية القناة بالدار البيضاء، فيما اكتفى مصور القناة بأخذ تصريحات أم الضحية وأخيه، مخلوطة برواية بلاغ ولاية أمن فاس التي قالت أن الحسناوي أصيب "عقب مواجهات بين فصيلين طلابيين"، وظهر، في الربورتاج، أيضا قبر الطالب الحسناوي في مقبرة خالية من الحشود الغفيرة التي حجت من مختلف مناطق المغربي لتشييع الطالب المقتول إلى مثواه الأخير. يأتي هذا بعد أن كذبت منظمة التجديد الطلابي ما سبق أن أوردته القناة في نشرة سابقة، من أن المنظمة الطلابية رفضت التصريح لها، مبدية استعدادها لمدها بالتصريح متى شاءت الدوزيم وأينما شاءت. لكن غياب قناة بنمسيك عن تغطية الندوة الصحفية لمنظمة التجديد الطلابي حول قضية مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي، الأحد الماضي، رغم توصلها باستدعاء في الموضوع، حسب ما أكده الكاتب الوطني للمنظمة رشيد العدوني، وتبني القناة، شأنها في ذلك شأن القناة الأولى ووكالة المغرب العربي للأنباء، دون أخذ إفادات الطرف المعني، يجعل المتتبع يتساءل عن سبب كل هذا أم أن هذه الأمور كلها مجرد صدف؟