بدأت أمس مراسم وداع الملاكم الأعظم في التاريخ محمد علي كلاي بصلاة الجنازة في مسقط رأسه مدينة لويزفيل في ولاية كنتاكي الأمريكية، والذي رحل قبل نحو أسبوع. وبدأت مراسم استثنائية لأسطورة الملاكمة، في صالة «فريدوم هول»، التي شهدت أول مباراة ملاكمة احترافية لمحمد علي عام 1960. وتوافد محبو الملاكم الراحل على مركز «محمد علي» الذي يقع أمام المنزل الذي شهد مولده ونشأته، وحرص الحضور على وضع أكاليل من الزهور أمام المركز، تعبيرا عن حبهم للراحل وحزنهم على رحيله. وشارك في صلاة الجنازة حوالى 15 ألف مسلم، بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي غادر للولايات المتحدة للمشاركة في وداع كلاي. وسيطوف جثمان كلاي شوارع مدينة لويزفيل قبل أن يُدفن في مقبرة «كاف هيل». ومن المنتظر أن يقام حفل تأبين للملاكم الراحل، اليوم الجمعة، في مركز «KFC Yum» في مدينة لويزفيل، حيث سيلقي فيه بعض الحضور كلمات، أبرزهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. وكان المتحدث باسم عائلة كلاي، بوب غونال، انتقد في مؤتمر صحافي، عقده، أمس، حول مراسم وداع كلاي، قيام البعض ممن حصلوا على تذاكر حضور حفل التأبين بالمجان، بعرضها للبيع على شبكة الإنترنت، مؤكدًا أن هذا التصرف «غير قانوني ويتعارض مع وصية محمد علي، وسيتم تقديم شكاوى جنائية بحق من يتم التعرف على هوياتهم ممن فعل ذلك». واعتبر الإمام زايد شاكر، الذي يشرف على مراسم توديع الملاكم، أن العالم الإسلامي فقد قيمة كبيرة بوفاة محمد علي، قائلا «أهم إسهاماته تمثلت في العمل على تحقيق التناغم بين أتباع الديانات المختلفة، وهو ما جعله مصدر إلهام للكثيرين حول العالم». وتوفي كلاي في 3 يونيو/ حزيران الجاري، في المستشفى الذي نقل إليه لمعاناته من مشكلات في جهازه التنفسي، ليضع بذلك نهاية لحياة مليئة بالانتصارات، فضلا عن معاناته جراء إصابته لسنوات طويلة بمرض الشلل الرّعاش «باركينسون». وعقب إعلان وفاته، بادر عدد من القادة والساسة في العالم بالتعبير عن حزنهم ببرقيات عزاء وإشادة. وإلى جانب البطولات العالمية التي حققها الملاكم الشهير، كان له دور في الحياة السياسية الأمريكية، بتقديمه الدعم لحركات السّود والمسلمين. واعتنق الراحل الإسلام عام 1964، وغيّر اسمه من «كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور» إلى «محمد علي». وكان علي وأفراد أسرته يخططون لجنازته منذ عشرة أعوام، مؤكدين بذلك أن الجنازة ستكون علامة على اعتزاز علي بالدين الإسلامي الذي يدين به. وسيلقي الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والممثل الكوميدي بيلي كريستال كلمات في مراسم عامة لتأبين محمد علي اليوم الجمعة. وجرى يوم الأربعاء احتفال بحياة محمد علي في لويزفيل حمل اسم مهرجان «أنا علي» واستمر ليوم كامل لإحياء تراثه من خلال القصص والموسيقى والرقص والمهارات، وقام الأطفال بتلوين أقنعة على شكل نحل وفراشات في تذكرة لمقولة علي الشهيرة عن أسلوبه في الملاكمة «أحلق كفراشة وألدغ مثل نحلة.»