اكتشاف كواكب تشير إلى وجود حياة على مجرة درب التبانة

اكتشف فلكيون أن هناك خمسة كواكب قديمة تدور حول واحد من أقدم النجوم في مجرة درب التبانة ما يزيد من احتمال ان تكون المجرة موطن أشكال غابرة القدم من الحياة.
اكتشف الفلكيون خمسة كواكب تدور في فلك النجم كيبلر 444 الذي يبعد 117 سنة ضوئية عن الأرض باتجاه كوكبة ليرا (القيثارة الصغيرة) في أعلى السماء.
واستخدم الباحثون تغيرات في بريق الضوء المنبعث من النجم لحساب عمره متوصلين إلى أنّه ينتمي الى الجيل الأول من النجوم التي أضاءت درب التبانة قبل 11.2 مليار سنة.
وكانت الشمس والأرض والكواكب الأخرى في المنظومة الشمسية نشأت في عهد أقرب بكثير بالمعايير الفلكية، وبالتحديد قبل نحو 4.5 مليار سنة. وبذلك يكون عمر منظومة الكواكب التي تدور في فلك النجم كيبلر 444 ضعف عمر منظومتنا الشمسية. وحين نشأت الأرض كان عمر الكواكب التي تدور في فلك كيبلر أطول من عمر الأرض.
ولا تُعتبر الكواكب التي تدور في فلك النجم كيبلر 444 صالحة لنشوء حياة بالشكل الذي نعرفه اليوم. ولكن اكتشاف كواكب غابرة القدم كهذه وذات تضاريس صخرية يشير إلى أنّ من الجائز ان تكون هناك عوالم قديمة أخرى في زوايا من درب التبانة صالحة لنشوء حياة فيها.
ونقلت صحيفة الغارديان عن البروفيسور بيل تشابلن استاذ الفيزياء الفلكية في جامعة برمنغهام "ان هذا الاكتشاف يقول لنا ان هذه الكواكب نشأت في وقت مبكر جدا من تاريخ المجرة. وإذا نشأت كواكب في المناطق الصالحة لنشوء حياة حول نجومها تكون لدينا بيئات يمكن ان تنشأ فيها حياة ومن الجائز انها وجدت لزمن طويل جدا". وكتب الباحثون الذين اكتشفوا المنظومة في مجلة الفيزياء الفلكية "ان كواكب بحجم الأرض تكونت طيلة الشطر الأعظم من تاريخ الكون الذي يمتد 13 مليار سنة وأن هذا يُبقي احتمال وجود حياة قديمة في المجرة احتمالا قائما".
وقال البرفيسور تشابلن ان المنطقة الصالحة لنشوء حياة في محيط النجم كيبلر حيث تكون درجة الحرارة مناسبة لتدفق ماء سائل تبعد عن النجم مسافة تزيد ستة اضعاف المسافة الفاصلة بين النجم وأبعد كوكب في منظومته.
واستخدم الباحثون لحساب عمر النجم تلسكوب كيبلر الفضائي الذي اطلقته وكالة الفضاء الاميركية لرصد التغيرات الدقيقة في بريقه. ويعتمد تغير بريق النجم على سرعة الموجات الصوتية داخله، وهذه يحكمها تركيب مركز النجم. وتتغير المادة التي يتكون منها مركز النجم بمرور الزمن وتحول وقوده من الهيدروجين الى غاز الهليوم. وقال تشابلن إن هذه التغيرات تتيح حساب عمر النجم بدقة. وأضاف أنه نجم غابر القدم يزيد عمره على 11 مليار سنة. ويتطلع الفلكيون الآن الى اكتشاف منظومات كوكبية قديمة اخرى بأمل تحديد بداية حقبة تكوين الكواكب في الكون.