غانا تدعم المغرب في مجال الفلاحة    نشرة إنذارية.. تساقطات ثلجية ورياح قوية مرتقبة الأحد والاثنين بعدد من مناطق المملكة    وفاة أسطورة الملاكمة جورج فورمان عن 76 سنة    أكادير.. 172 كلغ من الشيرا تجرّ شرطياً وشريكه إلى التحقيق    سائق دراجة نارية يلفظ أنفاسه الأخيرة ملتحقا بشقيقته عقب حادثة سير مروعة بطنجة    وزارة الصحة توفر دواء "الميثادون" لضحايا الإدمان بطنجة وتطوان عقب احتجاجات وتهديدات    بعد اجتياحه لليبيا وتونس والجزائر.. مطالب للحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة خطر الجراد    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    بلعمري يعوّض حكيمي أمام تنزانيا    أسبوعي إيجابي في بورصة البيضاء    جماعة الدار البيضاء تواصل جهودها لمواجهة الإجهاد المائي وتنزيل مشاريع تثمين الماء    شراكة تعزّز الوعي بصحة الفم بالمغرب    كرة القدم.. المنتخب الوطني لمواليد سنة 2000 فما فوق يواجه وديا نظيره الغيني يومي 23 و25 مارس    قصف يخلف قتيلة وجرحى بجنوب لبنان    اليماني يدعو أخنوش لتغليب المصلحة العامة للمغرب واستئناف أنشطة التكرير في مصفاة "سامير"    السّياحة في أكادير تُحافظ على وتيرتها التصاعدية والسُّياح البريطانيون في المقدمة    وزارة الصحة والنقابات يتفقان على رفع تعويض الحراسة وزيادة 500 درهم للممرضين    "مغربيات ضد التطبيع" تدين تخاذل وتواطؤ الدول العربية وتدعو للضغط على الحكومات    سفير إسبانيا السابق بالرباط يكشف أمرا مثيرا بخصوص مطالب بالمغرب بسبتة ومليلية    التفاهة على مواقع التواصل تحت المجهر.. خبراء "نخرجو ليها ديريكت" يحذرون من خطر المغالطات والتسيّب الإعلامي    المغرب يتقهقر للمركز 89 في "مؤشر السعادة" العالمي    تقنين قطاع المقاهي والمطاعم في المغرب يقترب من الحسم    صحيفة ايطالية تصدر طبعة مولدة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي    تسخينات "انتخابات 2026" .. إنزال لوزراء "الأحرار" في خنيفرة    مجلس السلم والأمن الإفريقي يناقش أجندة المرأة والسلام والأمن تحت الرئاسة المغربية    الولايات المتحدة تستعد لطرد مئات الآلاف من المهاجرين    الأمم المتحدة تحذر من "صدمة نفسية هائلة" لأطفال غزة بعد تجدد القتال    الأرجنتين تقترب من التأهل لكأس العالم بعد فوزها على أوروغواي    جرائم الكراهية تتضاعف... ومساجد تتحول إلى ساحات استهداف في ألمانيا    ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إلى "العودة الفورية لوقف إطلاق النار في غزة"    أجواء ممطرة في توقعات طقس السبت    المنتخب المغربي يفوز على نظيره النيجري 2-1    مبعوث ترامب: الأوضاغ في غزة قد تؤدي إلى انهيار الأنظمة في مصر والأردن والسعودية (فيديو)    انطلاق فعاليات "زهرية مراكش"    الزاكي: تأثرت بسماع النشيد الوطني    تحقيقات في قضايا تخص حوادث للسير تجر محامية بهيئة الرباط إلى الاعتقال    المنتخب المغربي يفوز بصعوبة على مضيفه النيجر ويقترب من بلوغ مونديال 2026    هكذا كان أداء لاعبي المنتخب الوطني المغربي بعد الفوز الصعب على النيجر    بركة ولقجع يوقعان بروتوكول اتفاق لتطوير البنية التحتية الطرقية للمملكة    المجلس العلمي الأعلى يحدد مقدار زكاة الفطر لهذه السنة    مجموعة "أكديتال" تتصدر معاملات البورصة متقدمة على "التجاري وفا بنك" و"اتصالات المغرب"    رحيل مخرج "وادي الذئاب" "دموع الورد".. نهاية أسطورة الدراما التركية    أمطار الخير تُعيد الحياة لفلاحة الشمال وسدوده!    المجلس العلمي الأعلى يحدد قيمة زكاة الفطر لعام 1446 ه في المغرب    إقبال خاص على المنتجات المحلية في شهر رمضان    تنظيم منتدى الصحراء المغربية الدولي للصحافة والإعلام بسيدي إفني    أبحاث جديدة تفسر سبب صعوبة تذكر الذكريات الأولى للأطفال    المجلس العلمي الأعلى يرفع قيمة الزكاة في المغرب    الصيام بين الفوائد الصحية والمخاطر    منظمة الصحة العالمية تدعو لاتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة السل    صحة الصائم الجيدة رهينة بالتوازن في الأكل و النوم و شيء من الرياضة..    من أجل فلسفة جذرية    أمسية شعرية وفنية تحتفي باليوم العالمي للشعر في طنجة    عمرو خالد: هذه شفاعات كبرى للنبي صلى الله عليه وسلم تنجي من أهوال يوم القيامة    التوازن بين العقل والإيمان: دعوة لفهم شامل وعمق روحي.. بقلم // محمد بوفتاس    2025 سنة التطوع: بواعث دينية ودوافع وطنية    بعد 15 سنة من العطاء…اعتزال مفاجئ للمخرج المصري محمد سامي للدراما التلفزيونية    أوريد: أزمة السياسة "ليست مغربية".. والشعبوية متحور عن الفاشية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عن الفساد العربي بمناسبة "المؤشر العربي"
نشر في الرأي المغربية يوم 10 - 10 - 2014

ارتباطاً بحدث الربيع العربي، سيعود بقوة الحديث عن الفساد، عندما رفعت الساحات العُمومية شعاراً صادحاً، يكثف كل عناوين الحراك الشعبي: إسقاط الفساد والاستبداد.
والواقع أن الربط بين الاستبداد والفساد في الحالة العربية أمرٌ يتجاوز، بالتأكيد، سُهولة البلاغة السياسية التي رافقت انفجارات 2011، فالربط قائمٌ في عُمق الواقع، وفي قلب البنيات السياسية التي أنتجت ظروف الثورات الشعبية، حيث شكل الفساد نمطاً للحُكم، وجوهراً لتدبير الدولة الريعية والقمعية، وآلية لبناء شبكات الزبونية التي تُعضد علائق النظام السلطوي بحلفائه الطبقيين والاجتماعيين.
داخل منظومة الفساد هذه، يعَدُّ الفساد السياسي أصلاً لباقي الأنواع والفروع؛ من فساد اقتصادي وفساد اجتماعي وغيرهما، حيث يبقى الفساد السياسي بمثابة الإطارِ العام الذي تنتظم داخله باقي الأشكال، في سعيٍ موصولٍ إلى تغدية استمرارية النظام السلطوي وإعادة إنتاج آلياته الهيمنية والإدماجية /الإقصائية.
علاقة بالموضوع، ومن خلال نتائج المؤشّرُ العربيُّ لعام 2014، وهو استطلاعٌ سنويّ ينفّذه المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات، في البلدان العربيّة؛ بهدف الوقوف على اتّجاهات الرّأي العامّ نحو مجموعةٍ من الموضوعات: الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، يتضح أن مؤشر انتشار الفساد يراكم أعلى المستويات ،إذ عبّر 83 % من المُستجوبين عن أن الفساد منتشر جداً، أو منتشر إلى حد ما، داخل بلدانهم، غير أن اللافت، في هذا الصدد، أن هذا المؤشر لم يُسجل أي تباين ملحوظ، قياساً على ما كان عليه عام 2012/2013، أو عام 2011.
بعد تركيب مُجْمل ما ورد في الأوراق الخلفية للتقرير، والتي تناولت حالة كل دولة على حدة، يخلص إلى تقديم توصيات، تتضمن اعتماد بناء دستوري، ينطلق من قاعدة الفصل بين السلطات، تفادياً لتَغَوّل السلطة التنفيذية، ما يحولها إلى سلطة شفافة وخاضعة للمُساءلة، ضمان الإفصاح عن الممتلكات وإقرارات الذمة المالية لكبار المسؤولين، إقرار تشريعات خاصة بتجنب تضارب المصالح، وسن قوانين تتيح الحق في الحصول على المعلومات، انتخاب البرلمان ومنحه صلاحيات تشريعية ورقابية، ضمان استقلال السلطة القضائية، ومنحها الموارد الضرورية لتأكيد فعاليتها، ضمان الرقابة العامة على إدارة الأموال والممتلكات العمومية، إقرار مبدأ المسؤولية السياسية على الأجهزة الأمنية، ضمان حرية تأسيس الأحزاب وحق المواطن في تأسيس المنظمات الأهلية، مع إقرار قانون يضمن حرية الإعلام واستقلاله.في السياق نفسه، أصدر حديثاً الائتلاف الفلسطيني من أجل النزاهة والمساءلة (أمان)، بشراكةٍ مع تنظيماتٍ تُعنى بالشفافية في المغرب وتونس ولبنان ومصر تقريراً حول "الفساد السياسي في العالم العربي"، يتأسس على مقاربة منهجية اعتمدت شبكة من المؤشرات التي حاولت رصد أبرز مظاهر الفساد داخل الدول المعنية، على مستويات: فصل السلطات، نزاهة الانتخابات، إدارة المُمتلكات والأموال العامة، هيئات الرقابة، الأحزاب السياسية، الإعلام، المؤسسات الأمنية، المُجتمع المدني.
كانت ظلال متغيرات المحيط الإقليمي حاضرةً بقوة في التقرير، وهنا، إذا كان من خلاصة أساسية، فان حدث الثورة في حد ذاته، كلحظة لإسقاط نظام الاستبداد لا يُمْكِنُ النظر إليه بسهولة، كإنهاءٍ مَشْهديٍ حاسم لحالة الفساد البنيوي، بقدر ما يتوجب التعامل معه منطلقاً لمسلسل من التفكيك المُسْتمر للمنظومة المُعقدة للفساد، انطلاقاً من إصلاحات عميقة ومتعددة الواجهات.
عموماً، لا تبتعد خلاصات التقرير كثيراً عن نتائج كلِ الدراسات ذات العلاقة بالموضوع، والتي تَطرح الإصلاح السياسي ركناً رئيسيٍاً في بناء المنظومة الوطنية للنزاهة، ذلك أن منبت ظاهرة الفساد يتمثل في قيام النظام السياسي على فكرة اللامسؤولية المنظمة، حيث لا ترتبط ممارسة السلطة بالمحاسبة، وحيث تظل ممارسات السلطة التنفيذية بعيدةً عن رقابة المنتخبين، والمواطنين، ومؤسسات الرقابة، ووسائل الإعلام. فضلاً عن تنامي حالات التداخل والالتباس بين السلطة والثروة، واعتماد قاعدة القرب من مراكز القرار، كآلية لتحقيق التراكم الاقتصادي.
تبقى الإشارة إلى أن أخطر ما تُواجِههُ المعركة ضد الفساد استسلامُ النّخَبِ. يحدث ذلك أساساً، عندما تستبطن الأخيرة خطاباً تبريرياً، ينطلق من ادعاء أن الفساد حالةٌ ثقافية عامةٌ، داخل المُجتمعات العربية، وأن ثمة طلباً مُجتمعياً واسعاً على الفساد، ويُطَورُ تحليلاً يكادُ يتمثل الفساد فيه قدراً لا ردّ لقضائه، لينتهي، في الأخير، إلى تطبيعِ كاملٍ مع الفساد.
تنطلق محاربة الفساد من الإيمان بفكرة أن مجتمعات عربية قائمة على مبدئي النزاهة والشفافية أمرٌ مُمكن.
العربي الجديد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.