الخبرة والجاهزية خاصيتان تحكمتا في رقصة الحراس نهضة بركان حسم صفقة الصيف والرجاء دخل عهد الزنيتي هاجس التكوين في الواجهة والمغرب التطواني الفريق الاستثناء المنتخب: عبداللطيف أبجاو وكأني به موسم الحراس بامتياز بعد أن أعطت مجموعة من الأندية الأولوية في بداية تعاقداتها لمركز الحراسة الذي بات يشكل أحد اهتمامات وأولويات المدربين، بدليل أن أكثر من نصف أندية البطولة المغربية المحترفة راهنت على استقدام حراس جدد ستناط لهم مهمة الذوذ عن خشباتها الثلاث، والأكيد أن كوطة الحارس ارتفعت هذا الموسم الذي ضرب في فترة انتقالاته الصيفية الرقم القياسي من حيث الإنتدبات، وهو الذي عاش في السنوات السابقة نوعا من التهميش في سوق الإنتقالات، إذ كان المدربون يركزون أكثر على المراكز الأخرى أكثر من تركيزهم على حراسة المرمى. إهتمام لا بد منه كان لا من للمدربين وللمسؤولين أن يصلوا إلى حقيقة هامة كون حارس المرمى بات من أهم أسباب نجاح أي فريق، حتى أن الكثير من الخبراء يعتبرون أن حارس المرمى يشكل 50 في المائة من النجاح اعتبارا لدوره الحساس والمركز المهم الذي يشغله، فالحارس المتألق غالبا ما يعطي الثقة والأمان للدفاع و للفريق ككل. وأمام هذا الدور الذي أضحى يظهر ويتأكد من خلال نجاح بعض الأندية، أصبحت هذه الأخيرة تولي اهتماما بالغا في تعاقداتها لحارس المرمى من المستوى الجيد وله الإمكانيات ليشكل الإضافة المرجوة، خاصة أن التجربة علمتنا بأن أخطاء الحراس غالبا ما تكون مكلفة وتتسبب في أهداف قاتلة، لذلك يسعى كل فريق إلى التشبت بحارسه المميز والمتألق، بينما تثوق أندية أخرى للتعاقد مع الحارس الأجود لسد خصاصها في سوق يصعب فيه إيجاد البديل، نظير الصراع الشرس الذي باتت تعرفه سوق الانتقالات الأندية. لماذا التغيير؟ هو السؤال الذي يطرح نفسه أمام مراهنة أغلب أندية البطولة على تغيير حراسها، وتختلف أسباب ومسببات الأندية على التغيير وضرورة الإستنجاد بحراس جدد، ويبقى الأهم بالنسبة لكل الفرق هو أن تجد حارسا يوازي الطموحات والأهداف، على غرار الوداد الذي استقدم الحارس زهير العروبي وتم إلحاقه بالحارسين الشابين محمد عقيد وبدر الدين بنعاشور، كما أن مجموعة من الأندية وجدت نفسها مجبرة للاستنجاد بحارس جديد لسد الفراغ الذي باتت تعاني منه لرحيل حارسها الأساسي، على غرار الجيش والكوكب المراكشي. ومهما اختلفت الأسباب والمسببات إلا أن الحالة تؤكد الخصاص الكبير الذي تعاني منه البطولة على مستوى وفرة الجودة بحكم أن نفس الأسماء تدور في فلك البطولة، وفي غياب الأسماء الجديدة التي بإمكانها إغناء سوق انتقالات الحراس. نهضة بركان وصفقة الموسم ضربة معلم تلك التي أنجزها نهضة بركان بعد أن نجح في كسب صفقة الحارس الموهوب عبدالعلي المحمدي، ومن يتابع مسلسل هذا الحارس سيتأكد أنه كان محط أطماع مجموعة من الأندية أبرزها الوداد الذي وضع كل إمكانياته من أجل كسب الصفقة منذ الموسم الماضي، لكنه فشل في ذلك، وعاد هذا الموسم ليطارد المحمدي لكنه فشل في ذلك، قبل أن ييقبض عليه نهضة بركان ليفاجئ الجميع يضم الحارس المحمدي في صفقة قياسية. ولم يجد الكوكب المراكشي من بد سوى الرضوخ لرغبة المحمدي، خاصة أنه عجز عن إغرائه بعرض مالي يليق بمكانته ويشجعه على البقاء، كما أن العامل النفسي كان سببا جوهريا في هذا الإنتقال، حيث أصر المحمدي على تغيير الأجواء ودخول تجربة أخرى، ولو أن الكثير من المتتبعين تفاجأوا لتغيير وجهة المحمدي لنهضة بركان، في إشارة إلى أن العرض المالي كان حاسما في هذا الاختيار. الرجاء.. من العسكري إلى الزنيتي لم يكن منتظرا أن يدخل الرجاء سوق الإنتقالات والمنافسة على حراسة المرمى، بحكم أنه كان يملك حارسا مجربا من قيمة خالد العسكري، والأكثر من هذا أنه جدد له لموسم إضافي في إشارة إلى أنه يريد الاعتماد عليه لموسم آخر، خاصة وأن الأخير أبدى نضجا كبيرا وقدم موسما مثاليا مع الفريق الأخضر، غير أن عدوى تغييره الحراس انتقلت للقلعة الخضراء ، بعد أن تعاقد الرجاء مع الحارس أنس الزنيتي الذي يعتبر من الحراس الجيدين، إذ آثر دخول تجربة جديدة مع الفريق الأخضر. الزنيتي بعد المغرب الفاسي والجيش انتقل لمحطة وازنة أخرى، حيث يدرك أن المهمة لن تكون سهلة مع فريق لا يعترف إلا بالمنافسة ويسعى لاستعادة توازنه بعد موسم مخيب بكل المقاييس، لذلك سيتحمل الزنيتي المسؤولية برهانين، الأول تأكيد أن الرجاء لم يخطئ عندما استغنى على حارس قدم مستوى جيد في الموسم الماضي ليضع الثقة في إمكانياته، والثاني العودة إلى الواجهة بعدما شابت تجربته الأخيرة مع الجيش بعض الهزات التقنية ولم يظهر بنفس المستوى الذي كان عليه مع المغرب الفاسي. الجيش على إيقاع المتغيرات حال الجيش يؤكد أنه أصبح من الأندية التي اعتادت العيش على إيقاع التغييرات في هذا المركز بالذات، في إشارة إلى عدم الإستقرار الذي يعاني منه في السنوات الأخيرة، الفريق الذي عاش حقبا ذهبية مع مجموعة من الحراس الذين ارتبط اسمهم بالمنتخبات الوطنية كالمرحومين علال بنقصو ومنير البرازي أو صلاح الدين احمييد وغيرهم لم يستقر حاله في السنوات الأخيرة، فكان آخر الهاربين أنس الزنيتي، لذلك وجد الفريق العسكري نفسه ملزما بأن يبحث عن حارس لسد الفراغ، فراهن على حارسين دفعة واحدة، كريم فكروش وياسين الحواصلي، بينما تخلى عن الحارس علي الكروني الذي لم يحظ بفرص كاملة، ولعب موسما واحدا كأساسي. ويأتي اختيار الجيش التعاقد مع حارسين من طراز كبير من أجل خلق نوع من المنافسة وتفادي السقوط في فخ الخصاص عند الغياب الاضطراري، خاصة أن مشوار الموسم يبقى شاقا وطويلا وبحاجة لتركيبة بشرية غنية. رهان الآخرين راهنت أندية أخرى على أن ترفع شعار التغيير، ولعل أبرز هذه الأندية بطل المغرب الوداد الذي كان الفريق الأول الذي تعاقد مع حارس جديد بعدما حسم صفقة الحارس زهير العروبي قبل نهاية الموسم الماضي، والأكيد أن هذه الخطوة تأتي لعدم اقتناع الطاقم القني والمسؤولين بأن الحارسين عقيد وبنعاشور لم يبلغا بعد المستوى الذي يمكنهما من حراسة مرمى فريق ينافس على أكثر من واجهة، فرغم أنهما قدما مستوى جيد ويحملان مواهب كبيرة إلا أن ذلك لم يشفع لهما بتجديد الثقة في إمكانياتهما. الفتح هو الآخر راهن على التغيير وانتدب عبد الرحمان الحواصلي، وتخلص دفعة واحدة من حارسين ارتبط اسمهما بالفريق الرباطي منذ سنوات، وهما عصام بادة وعلاء المسكيني، فقرر الفريق الرباطي إجراء تغيير على هذا المركز، بعد التعاقد مع الحارس عبدالرحمان الحواصلي، كما وجد النادي القنيطري نفسه مجبرا للتعاقد مع حارس جديد في شخص علاء المسكيني ثم أشرف زهيد حارس يوسفية برشيد، وراهن أيضا الدفاع الجديدي على تجربة وخبرة خالد العسكري القادم من الرجاء وفتوة المهدي مفتاح حارس الوداد الفاسي الذي يحمل مواهب كبيرة، كما انتدب المغرب الفاسي الحارس الثالث لحسنية أكادير جمال لامين. ============== هؤلاء راهنوا على الإستقرار أبت ستة أندية إلا أن تلتزم بالاستقرار على مستوى الحراسة ورفضت الإنسياق وراء رياح التغيير التي هبت على مجموعة من الأندية فآثرت الحفاظ على حراسها، الأمر يتعلق بحسنية أكادير الذي قرر الإحتفاظ بالحارس فهد الأحمدي أكبر حارس ومُعمَر بالبطولة المغربية، وأولمبيك أسفي الذي رفض التخلي عن حارسه حمزة الحمودي الذي سيلعب له للموسم الثالث على التوالي رغم أنه توصل بعرض من الجيش. وكان من الطبيعي أن يجدد المغرب التطواني الثقة في الحارس محمد اليوسفي رغم أنه سجل تراجعا ملحوظا في مستواه هذا الموسم، وسيواصل الحارس ياسين الحظ مقامه مع شباب الحسيمة للموسم الثاني عل التوالي، بعد أن ساهم بمستواه الجيد في محافظة شباب الريف على بقائه في الدرجة الأولى، وشفع المستوى الملفت للحارس محمد بورقادي في تشبث أولمبيك خريبكة به، كما واصل محمد بيسطارة مشواره مع الصاعد الجديد اتحاد طنجة، ثم مولودية وجدة الذي قرر الحفاظ على الحارس يحيى الأزهري رغم محاولاته جلب حارس جديد. ============== الحراسة وهاجس التكوين أمام مشهد انتقالات الحراس وكذا المسلسل الذي نتابعه، يتأكد مدى ضعف تكوين الحراس لدى الأندية وغياب المشاريع التي تهدف إلى صنع حراس من أبناء الفريق الذين تدرجوا بين مختلف فئات النادي قبل أن يصلوا لفئة الكبار، ذلك أن أغلب الأندية تعاني هذا الإشكال وتضطر لدفع المال من أجل إيجاد حارس يسد فراغ أغلب الأندية. ومن سخرية القدر أن الأندية التي نقول أنها تشكل قاطرة البطولة تبرز فشلها على مستوى تكوين الحراس والإعتماد على أبناء الفريق، بدليل أن أغلب هذه الأندية تضطر للجوء لحراس تكونوا بأندية أخرى، كالرجاء والجيش والوداد وأولمبيك خريبكة، ويشكل المغرب التطواني الاستثناء بين هذه الأندية، حيث يعتمد على محمد اليوسفي ابن الفريق الذي تدرج بين مختلف الفئات. ============== عقيد وبنعاشور.. عندما تُقبر المواهب خطوة مفاجئة تلك التي أقدم عليها الوداد البيضاوي وهو ينتدب زهير العروبي حارس الدفاع الجديدي، في الوقت الذي كان منتظرا أن يواصل الطاقم التقني لبطل المغرب والذي يقوده الويلزي جون توشاك وضع ثقته في الحارسين الشابين محمد عقيد وبدرالدين بنعاشور اعتبارا للمستوى الذي يميزهما وما قدماه في المباريات التي شاركا بها، يأبى الفريق البيضاوي إلا أن يتعاقد وينتدب حارسا مجربا في شخص زهير العروبي، في إشارة إلى أن الوداد راهن في هذا الإختيار على تجربته وخبرته، ضاربا بعرض الحائط الإهتمام باللاعبين الشباب، وعدم الإكتراث بأن هذه الخطوة سيكون له تأثير سلبي على موهبة حارسين لهما من الإمكانيات ما يشفع الإهتمام بهما أكثر ومنحهما فرصا أخرى. ============== الحواصلي والمسكيني.. تبادل غير مشروط شاءت الأقدار أن يتبادل حارسان الأدوار في فريقين مختلفين، الأمر يتعلق بعبد الرحمان الحواصلي الذي قرر مغادرة النادي القنيطري بعد موسمين ناجحين مع فارس سبو وقدم خلالهما أفضل المستويات، فكان من الطبيعي أن يتلقى مجموعة من العروض، قبل أن يختار الإنتقال للفتح الرباطي، في مقابل ذلك سارع النادي القنيطري لسد الفراغ الذي تركه رحيل الحواصلي فجلب علاء المسكيني من الفتح، في إشارة إلى أن كل فريق استفاد من الآخر بعد أن راهنا على التغيير في مركز شغل الكثيرين، علما أن فارس سبو جلب حارسين، فبالإضافة إلى علاء المسكيني انتدب أشرف الهلالي من يوسفية برشيد. ============== بيسطارة يمدَد عقده مع اتحاد طنجة آثر الحارس محمد بيسطارة ختم مشواره باتحاد طنجة، الفريق الذي بدأ معه مشواره، حيث لعب بعده للمغرب التطواني والنادي القيطري قبل أن يعود لاتحاد طنجة وساهم في صعوده للبطولة الإحترافية في الموسم الماضي، وقرر مواصلة مشواره بأن مدَد عقده لموسم آخر، فريق البوغاز رفض التفريط في حارسه وينتظر أن يعتمد عليه في الموسم القادم، خاصة أنه قدم مستوى جيدا وكان من صناع عودة فريق الشمال لقسم الأضواء، وينتظر أن يختم مشواره باتحاد طنجة، علما أن فارس البوغاز كان أيضا من الأندية التي عززت صفوفها بحارس جديد، ويتعلق الأمر بمروان فخر حارس اتحاد تمارة. ============== حركة انتقالات الحراس الوداد البيضاوي: زهير العروبي (الدفاع الجديدي) الدفاع الجديدي: خالد العسكري (الرجاء) أشرف الهلالي (يوسفية برشيد) الفتح: عبدالرحمان الحواصلي (النادي القنيطري) الرجاء: أنس الزنيتي (الجيش) نهضة بركان: عبدالعلي المحمدي (الكوكب المراكشي) الدفاع الجديدي: خالد العسكري (الرجاء) المهدي مفتاح (الوداد الفاسي) أولمبيك أسفي: فؤاد باعلا (المغرب التطواني ) الجيش: كريم فكروش (ليماصول القبرصي) ياسين الحواصلي (المغرب الفاسي) الكوكب المراكشي: عصام بادة (الفتح) اتحاد طنجة: مروان فخر (اتحاد تمارة) النادي القنيطري: علاء المسكيني (الفتح) المغرب الفاسي: جمال لامين (حسنية أكادير) ============== بوعميرة وكوحا غادرا في آخر لحظة لم يكتب للحارسين اسماعيل كوحا ومحمد بوعميرة تغيير الأجواء بعد أن كانا قريبين من تحقيق هذا الهدف، حيث كان كوحا في طريقه للإنضمام لمولودية وجدة والتحق بفارس الشرق قبل أن يغادره في آخر لحظة، ليقرر الفريق الوجدي الاعتماد على يحيى الأزهري الذي حرس مرمى الصاعد الجديد لعدة مواسم، وينتظر أن يعتمد المدرب الجزائري عز الدين أيت جودي عليه في الموسم القادم. بوعميرة قرر هو الآخر مغادرة شباب خنيفرة والإلتحاق بالكوكب المراكشي الذي آثر انتدابه بعد رحيل المحمدي لنهضة بركان، غير أن المدرب هشام الدميعي قرر في آخر لحظة عدم التوقيع له بسبب الفائض الكبير الذي تعرفه لائحة اللاعبين، وقرر صرف النظر والإكتفاء بالوافد الجديد عصام بادة ومحمد أوزوكا الذي كان احتياطا للحارس السابق عبدالعلي المحمدي. ============== فكروش الوافد الجديد حركة انتقالات الحراس أفرزت هذا الموسم عودة إسم وازن سبق أن صال وجال في البطولة قبل أن يقرر خوض تجربة في أوروبا، نتذكر إسم كريم فكروش الذي انطلقت مواهبه مع المغرب الفاسي واكتشفنا وقتها حارسا شابا متألقا، قبل أن يرحل للوداد البيضاوي، وبعد سنوات قضاها بالقلعة الحمراء قرر دخول تجارب في أوروبا، ولعب باليونان وقبرص، قبل أن يقرر العودة هذا الموسم للبطولة المغربية عبر بوابة الجيش، وسيكون واحدا من الأسماء التي ستسلط عليها الأضواء في هذه النسخة، باعتباره وجها معروفا، وينتظر أن تكون له بصمة ليس فقط مع فريقه الجيش ولكن في البطولة ككل. ============== هؤلاء مرشحون لحراسة مرمى أنديتهم الوداد البيضاوي: زهير العروبي الرجاء: أنس الزنيتي الجيش: كريم فكروش نهضة بركان: عبدالعلي المحمدي الفتح: عبدالرحمان الحواصلي النادي القنيطري: علاء المسكيني أولمبيك أسفي: حمزة الحمودي المغرب الفاسي: عزيز الكيناني حسنية أكادير: فهد الأحمدي اتحاد طنجة: محمد بيسطارة أولمبيك خريبكة: محمد بورقادي الكوكب المراكشي: عصام بادة شباب الحسيمة: ياسين الحظ المغرب التطواني: محمد اليوسفي الدفاع الجديدي: خالد العسكري