كرول ينطلق في العمل ويضع القواعد والأسس لبناء فريق قوي عاد الرجاء البيضاوي ليستأنف تداريبه إستعدادا للموسم الجديد وكله أمل في تجاوز مخلفات موسم كارثي بكل المقاييس، وتعويض الجماهير الرجاوية عن كل الإخفاقات التي تجرعها على جميع الواجهات التي شارك فيها، ومن أجل المصالحة مع النتائج الإيجابية ووضع الفريق الأخضر فوق السكة الصحيحة والعودة مجددا للمنافسة على الألقاب، تم الإستنجاد بالمدرسة الهولندية المعروفة بالكرة الشاملة، وبأحد صناع مجد الكرة بالبلاد المنخفضة رفقة كرويف ونسكنز، الأمر يتعلق بالمدرب رود كرول الذي يخوض بالمناسبة أول تجربة في البطولة المغربية، بعد أن سبق له أن خاض تجارب بدول عربية وإفريقية. فكيف يستعد الفريق الأخضر للإستحقاقات التي تنتظره هذا الموسم؟ طاقم تقني جديد يتطابق مع المدرسة الرجاوية تعذر على رئيس الرجاء التعاقد مع المدرب التونسي فوزي البنزرتي، ومباشرة وضعت الخطة البديلة ليتم التوصل لإتفاق مع الهولندي رود كرول عله ينسي الرجاويين العديد من الإخفاقات الأخيرة، وينجح في إعادة الفريق للسكة الصحيحة والمنافسة على الألقاب، وقبل ذلك إعادة الهوية للنسور و«الدقة الدقة» التي تتميز بها المدرسة الرجاوية وتتشابه فيها كثيرا مع المدرسة الهولندية التي رضع منها المدرب الجديد وتشبع بأفكارها طيلة مساره كلاعب ضمن الفريق البرتقالي وكذا ضمن أجاكس أمستردام أحد أكابر الأندية الأوروبية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وبالرغم من أن كرول يخوض أول تجربة له في البطولة المغربية إلا أن تجاربه السابقة بتونس ومصر وبدول إفريقية تعتبر جد مفيدة بالنسبة إليه حيث تعرف بشكل كبير على عقلية اللاعب العربي والإفريقي، وكذا على ثقافة شعوب شمال إفريقيا وبالتالي فإنه لن يجد صعوبة كبيرة في التأقلم مع الأجواء داخل الرجاء وأيضا بالعاصمة الإقتصادية. وإلى جانبه وقع الإختيار على طلال القرقوري لمساعدته في مهامه، ويبدو الإختيار موفقا لحد بعيد باعتبار الشخصية والكاريزما التي يتمتع بها الرجل ولأنه مشروع مدرب كبير في المستقبل، وحان الوقت لكي يأخذ فرصته داخل الفريق الأم ويسخر عصارة تجاربه الإحترافية لهذا الجيل الجديد من اللاعبين، وعلى مستوى حراسة المرمى وقع الإختيار على طارق الجرموني ابن فضالة الذي جاور جميع المنتخبات الوطنية كما لعب لأكبر الأندية المغربية وتوج بالألقاب رفقة النسور، وهو حديث العهد بالممارسة ما يجعله قريبا من العناصر الحالية، وحتى يحصل الإنسجام داخل هذه التركيبة منحت الفرصة للمدرب الهولندي لكي يختار المعد البدني الذي يرتاح للعمل معه ويعرف طريقة عمله. إستعدادات مبكرة إستفاد النسور من ثلاثة أسابيع راحة عادوا بعدها ليستأنفوا التداريب يوم الفاتح من شهر يوليوز الجاري بمركب الوازيس، وستستمر تداريب الفريق لمدة ثلاثة أسابيع بالعاصمة الإقتصادية، سيركز خلالها الطاقم التقني على تطوير المؤهلات البدنية للاعبين بعد العودة من فترة التوقف، كما سيحاول المدرب الجديد ترسيخ إستراتيجية اللعب التي ينوي اتباعها وكذا النهج التكتيكي، وسيستغل هذه الفترة للتعرف على كل العناصر الرجاوية، والوقوف على مؤهلاتها بعد أن سبق له أن تابعها من خلال مجموعة من الأشرطة التي توصل بها قبل مغادرته صوب بلاده حيث قضى عطلته الصيفية التي امتدت حوالي أسبوعين. كما سيكون عليه تحديد اللائحة النهائية التي سيعتمد عليها هذا الموسم قبل الإنتقال للديار التركية التي تم اختيارها للإستعداد للموسم الجديد. وينتظر كذلك برمجة بعض المباريات الودية الإعدادية مع أندية وطنية في هذه المرحلة الإعدادية الأولى حتى تكتمل الصورة لدى المدرب ويأخذ فكرة واضحة عن التشكيلة التي سيعتمد عليها. معسكر بتركيا تتخلله مباريات ودية هذا الموسم وقع الإختيار على مدينة أفيون التركية لخوض التجمع الإعدادي الذي يسبق انطلاقة الموسم الجديد وذلك بالنظر لأهمية هذا العرض الذي توصلت به إدارة الفريق الأخضر من شركة إسبانية متخصصة في تنظيم المباريات الودية والتجمعات الإعدادية للفرق والمنتخبات، وبعد ثلاثة أسابيع من التداريب بالدار البيضاء سيغادر الوفد الرجاوي أرض الوطن يوم 25 يوليوز على أن يستمر هذا المعسكر لغاية يوم سادس غشت القادم، وستكون مدة 12 يوما كافية للطاقم التقني الجديد بقيادة الهولندي رود كرول للوقوف على جاهزية العناصر الرجاوية قبل دخول غمار الإستحقاقات التي تنتظره وأولها دوري شمال إفريقيا الذي ستحتضنه العاصمة الإقتصادية في الفترة الممتدة ما بين 13 و19 غشت بمشاركة النادي الإفريقي التونسي، الأهلي الليبي والإسماعيلي المصري. وسيستغل الفريق الأخضر مقامه بالديار التركية لإجراء مباراتين وديتين أمام أندية محلية، وفي هذا الإطار سيقابل النسور فريق قيصري إيرجياس سبور ثم فريق كارابوك سبور، وستقام المباراة الأولى يوم 28 أو 29 يوليوز في حين حدد تاريخ 31 من نفس الشهر كموعد للمباراة الثانية. كما ستكون الفرصة كذلك مواتية للنسور لإختبار قدراتهم وإمكانياتهم من خلال مشاركتهم في دوري دولي في الفترة الممتدة ما بين 2 و5 غشت، وذلك بمشاركة بانينيوس اليوناني ونجران السعودي ثم فريق أوسمانلي سبور. وتبدو هذه المرحلة الإعدادية جيدة وممتازة بالنسبة لفريق يراهن على العودة لواجهة الأحداث بعد أن مر بجانبها في موسم اعتبره رئيس الفريق كارثيا على مستوى النتائج. كرول يراهن على سياسة التشبيب يبدو بأن المدرب كرول سيراهن بشكل كبير هذا الموسم على أبناء مدرسة الرجاء و على سياسة التشبيب،و هي السياسة التي نجح فيها فريق أجاكس امستردام بشكل كبير حيث ساهم هذا الفريق العريق في تكوين العديد من اللاعبين الموهوبين ممن تركوا بصماتهم الواضحة في سماء الكرة العالمية،و ليس بغريب أن يتشبع المدرب الهولندي بهذا الفكر وهو الذي قضى أزهى فتراته ضمن هذا الفريق العريق. وداخل الفريق الأخضر قد يجد ضالته بالنظر للكثير من المواهب التي تزخر بها مدرسة الفريق،و كلنا نعرف بأن أفضل النتائج التي حققها النسور حين بسطوا سيطرتهم على المنافسات المحلية و القارية كانت بفضل الإعتماد على قاعدة من اللاعبين المنحدرين من مدرسة الفريق،و لهذا الغرض و من أجل ربط الماضي بالحاضر منح كرول الفرصة لحوالي 11 لاعبا من فريق الأمل إضافة للعناصر العائدة من الإعارة لفرق أخرى لكي تبين إمكانياتها في هذه الفترة الإعدادية علها تفرض وجودها و مكانتها ضمن اللائحة النهائية التي سيعتمد عليها الإطار الهولندي هذا الموسم. إنتدابات على المقاس مباشرة بعد نهاية الموسم الماضي وخروج الفريق الأخضر من منافسات كأس (الكاف) امام النجم الساحلي وضع المدرب المؤقت جمال فتحي تقريره بين أيدي الرئيس محمد بودريقة، ومن خلاله قام بتشريح لوضعية الفريق وحاجياته، وأشار لحاجة الفريق لتغيير جدري وشامل، وذلك بوضع عشرة لاعبين في لائحة الإنتقالات، لكن المدرب كرول كان له رأي آخر وأوصى بعد اتخاذ أي قرار يخص تسريح اللاعبين دون موافقته، وأخذ مهلة إلى حين الإطلاع على أشرطة تخص مباريات الفريق ومن ثم وضع لائحة بأسماء العناصر التي ستغادر، كما أشعر المكتب المسير بالمراكز التي يجب تعزيزها حتى لا تكون الإنتدبات عشوائية وتراعي الخصاص وحاجيات الفريق، وهي خطوة مهمة تحسب للمدرب الهولندي باعتباره المسؤول الأول عن الجانب التقني وهو الأدرى بالعناصر التي بإمكانها الإندماج مع طريقة وأسلوب عمله وتطبيق استراتيجيته وأفكاره على أرضية الميدان. الإستقرار والصبر من أجل البناء هذه خطوات مهمة قطعها الرجاء ولها علاقة بالجانب التقني، وتبقى الحاجة ملحة لإنتداب بعض العناصر لتغطية الخصاص الذي ما زال يشكو منه الفريق في بعض المراكز. لكن الأهم في المرحلة القادمة هو منح الثقة للطاقم التقني الجديد والتحلي بالصبر مهما كانت النتائج في البداية، وبالتالي عدم تكرار نفس الأخطاء التي ارتكبت في الموسمين الأخيرين حيث دفع الفريق ثمن عدم الإستقرار وتغيير المدربين غاليا. فالفريق حاليا دخل مرحلة البناء، والمدرب كيفما كان اسمه و تاريخه فهو بحاجة لبعض الوقت لكي يرسخ استراتيجيته و حتى يتأقلم اللاعبون مع طريقته و أسلوب عمله. رود كرول: جئت للرجاء لحصد الألقاب وأطلب الصبر بمجرد توقيعه على عقد إشرافه على الرجاء البيضاوي، أكد المدرب الهولندي رود كرول بأن التعاقد مع فريق كبير من حجم الرجاء يعني ضرورة المنافسة على الألقاب وعلى كل الواجهات التي سيشارك فيها، وأضاف بأنه يعرف الفريق الأخضر، حيث سبق أن تابعه في مجموعة من المباريات، كما إطلع كذلك على شرائط تخص مبارياته الأخيرة. ومن أجل النجاح في مهمته طالب الجماهير الرجاوية وكل مكونات الفريق بالتحلي بالصبر لتجاوز هذه المرحلة وبناء فريق قوي يمكنه أن ينافس على الألقاب، فهل سيمتلك مكتب الفريق وجماهيره خاصية الصبر التي افتقدها في الموسمين الأخيرين ويمنح الفرصة الكاملة للمدرب لإعادة ترتيب البيت الرجاوي من جديد؟ طلال القرقوري: هذا الموسم سيكون أصعب من سابقه خص طلال القرقوري مساعد المدرب الهولندي رود كرول موقع أنصار فريق الرجاء البيضاوي بحوار تحدث فيه عن ظروف إلتحاقه بالرجاء، وعبر فيه عن سعادته بعودته لفريقه الأم وكذا عن استعداده لتسخير تجربته التي راكمها في الملاعب العالمية لهذا الجيل الجديد من اللاعبين، واعتبر هذه المهمة الجديدة شرف بالنسبة له أكثر مما هو تحدي، كما وصفها بالصعبة في ظل الضغط الكبير الذي يميز العمل داخل فريق من حجم الرجاء. أما بخصوص النتائج الكارثية التي حصدها النسور في الموسم الماضي فقد اعتبرها طلال عادية في مسار الفرق الكبيرة، إذ لا يمكن في نظره الفوز بالبطولات في كل المواسم، وأي فريق يمكن أن يمر من مثل هذه المراحل الصعبة، وأوضح الدولي السابق بأن النتائج السلبية يتحملها الفريق ككل ولا يمكن أن نحملها للدفاع وحده ما لم تكن أخطاء فردية للمدافعين، وأضاف بأن المدرب كرول جاء بفلسفة جديدة يراهن من خلالها على سياسة التشبيب المقترنة بالنتائج الجيدة خاصة في ظل تواجد عناصر دولية مجربة ستساهم في تأطير الشباب. وبخصوص الإستعدادات للموسم الجديد أكد طلال بأنها تسير في الإتجاه الصحيح، وهناك تجاوب بين اللاعبين والطاقم التقني، ويراعى في هذه المرحلة ظروف شهر رمضان، وبعده سيعمل الطاقم التقني على الرفع من إيقاع التداريب مع إجراء بعض المباريات الودية قبل الإنتقال للديار التركية، أما عن توقعاته فيما يتعلق بالموسم المقبل فقد تابع حديثه قائلا: «هذا الموسم سيكون أصعب من سابقه، فمجموعة من الفرق القوية لم تظهر بمستواها الحقيقي في الموسم الماضي، وهذا الموسم ستعود للواجهة وستنضاف إليها الفرق التي نافست على اللقب في النسخة السابقة، ما يعني بأن دائرة المنافسة ستتسع أكثر وبالتالي فالبطولة ستكون أقوى، وأتمنى أن نحقق كل ما تتمناه الجماهير الرجاوية لأنه من العار أن يكون الملعب مملوء وتتعادل أم تنهزم». ومن جهة أخرى رفض طلال نعته بالجاسوس أو الشرطي بعد المهمة التي أوكلت له والتي لها علاقة بالجانب الإنضباطي حين قال: «الموضوع كبير وأعطي أكثر من حجمه، فطلال ليس جاسوسا أو شرطيا، فأنا مساعد مدرب ومن صلاحياتي أن أعطي أفكارا وأتحدث مع اللاعبين والعمل على حل بعض المشاكل التي يتخبطون فيها وتوجيه النصائح لهم، أما قضية الإنضباط فهناك قانون داخلي يسري على الجميع». وفي الأخير طلب من الجماهير الرجاوية الصبر وتشجيع اللاعبين، مؤكدا بأن النتائج ستتحسن مع مرور الدورات.. وختم حديثه بالقول بأن الرجاء لا يساوي أي شيء بدون جمهوره.