تمكن البريطاني لويس هاميلتون من حسم لقب بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد للمرة الثانية في مسيرته وذلك عن جدارة واستحقاق بعدما اختتم الموسم بفوز جديد حققه في جائزة ابوظبي الكبرى, المرحلة التاسعة عشرة الاخيرة التي اقيمت على حلبة مرسى ياس. ودخلت البطولة الى المرحلة الختامية ولقب السائقين مؤكد لمصلحة فريق مرسيدس اي ام جي الذي سبق ان توج ايضا بطلا للصانعين للمرة الاولى في تاريخه, وذلك لان المنافسة كانت محصورة بين ثنائي "السهم الفضي" هاميلتون والالماني نيكو روزبرغ مع افضلية واضحة للاول اذ كان يتقدم بفارق 17 نقطة عن زميله الذي لاحقه الحظ السيء في الحلبة الاماراتية وانهى السباق في المركز الرابع عشر بسبب اعطال في سيارته وذلك بعد ان كان اول المنطلقين. ورغم ان مركز روزبرغ المتأخر كان سيمنح هاميلتون اللقب حتى لو لم ينه السباق, الا ان السائق البريطاني الذي سبق ان توج بطلا عام 2008 مع فريق ماكلارين-مرسيدس وفي موسمه الثاني فقط في سباقات الفئة الاولى, لم يتراخ منذ البداية حين أخذ زمام المبادرة منذ اللفة الاولى بعدما انتزع المركز الاول من زميله وحافظ عليه حتى خط نهاية اللفة الخامسة والخمسين, محرزا فوزه الحادي عشر لهذا الموسم والثالث والثلاثين في مسيرته التي انطلقت عام ,2007 مانحا فريقه لقبه الثالث في بطولة السائقين بعد عامي 1954 و1955 حين قاده الى اللقب الارجنتيني الاسطورية خوان مانويل فانجيو (كان الفريق حينها تحت تسمية دايملر-بنز. "انه يوم رائع في حياتي. عام 2008 كان مميزا في حياتي لكن ما يخالجني الان اكبر واهم واعظم بكثير. ان الشعور الذي يخالجني هو الافضل على الاطلاق", هذا ما قاله هاميلتون الذي تقدم في نهاية السباق على ثنائي وليامس-مرسيدس البرازيلي فيليبي ماسا والفنلندي فالتيري بوتاس. واضاف السائق البريطاني الذي انضم الى اساطير توجت باللقب العالمي في مناسبتين وهم الايطالي البرتو اسكاري (1952 و1953) ومواطناه البريطانيان (غراهام هيل (1962 و1968) وجيم كلارك (1963 و1965) والبرازيلي ايمرسون فيتيبالدي (1972 و1974) والفنلندي ميكا هاكينن (1998 و1999) واخيرا الاسباني فرناندو الونسو (2005 و2006) الذي ودع فريقه فيراري بشكل مخيب باحتلاله المركز التاسع امام زميله الفنلندي كيمي رايكونن, قائلا: "كان عاما مذهلا, لا يمكنني ان اصدق الامور الرائعة التي حصلت بانضمامي الى هذا الفريق. ما قاله الناس باني اخطأت في خياري, والخطوات الهائلة التي قمنا بها العام الماضي وهذا العام يجعل ما حصل لا يصدق". وكان سباق ابوظبي استثنائيا بكل ما للكلمة من معنى وذلك لان نقاطه مضاعفة (اي 50 نقطة للفائز و36 للثاني...), ما فتح الباب امام احتمالات متعددة بالنسبة لهاميلتون وروزبرغ الذي اشعل المنافسة بعد فوزه في المرحلة السابقة على حلبة انترلاغوش البرازيلية ما سمح له بتقليص الفارق الذي يفصله عن زميله الى 17 نقطة قبل السباق الختامي لموسم طغى عليه اللون الفضي تماما بعد ان تمكنت سيارة "اف 1 دبليو 05 هايبريد" من الفوز ب16 سباقا (انجاز قياسي) من اصل 18 (5 لروزبرغ و11 لهالميلتون), فيما كان الاسترالي دانيال ريكياردو (ريد بول-رينو) السائق الوحيد الذي يكسر احتكار هذا الثنائي باحرازه ثلاثة سباقات. كما عزز الفريق الالماني رقمه القياسي لهذا الموسم من خلال احراز ثنائية المركزين الاول والثاني للمرة الثانية عشرة بعد سباق كان هاميلتون بحاجة خلاله الى الفوز او حلوله ثانيا بغض النظر عن مركز روزبرغ او باحتلاله المركز الخامس اذ لم يفز زميله او باحتلاله المركز السادس او شرط ان لا يأتي الاخير في المركزين الاولين او باحتلاله المركز الثامن في حال لم يصعد الالماني الى منصة التتويج, لكنه السائق البريطاني البالغ من العمر 29 عاما والذي نجح رهانه على فريق مرسيدس اي امي جي الذي انضم اليه عام 2013. وقد اثبت هاميلتون خلال هذا الموسم الذي شهد انسحابه من ثلاثة سباقات فيما حل ثانيا ثلاث مرات وثالثا مرتين وفاز بالسباقات ال11 الاخرى, انه يتمتع بالموهبة الكافية لكي يتفوق على ابطال وطنيين سابقين مثل نايجل مانسيل (بطل 1992) ودايمون هيل (1996) وزميله السابق جنسون باتون (2009) وربما السيرعلى خطى اساطير مثل الالماني ميكايل شوماخر (7 مرات) وفانجيو (5 مرات) والفرنسي الن بروست (4 مرات) او الالماني سيباستيان فيتل الذي ودع اليوم فريق ريد بول الذي قاده الى اللقب العالمي في المواسم الاربعة الاخيرة من اجل الانضمام الى فيراري, بنتيجة مخيبة في المركز الثامن بعدما اضطر وزميله الاسترالي دانيال ريكياردو الذي حل رابعا في النهاية, الى الانطلاق من ذيل الترتيب بعد ان حلا امس السبت في المركزين الخامس والسادس على التوالي, وذلك بسبب تركيب اجنحة امامية مخالفة للقوانين المعمول بها. واستهل هاميلتون السباق بشكل مثالي حيث تمكن من انتزاع المركز الاول من روزبرغ ثم حافظ على مركزه حتى اللفة 11 عندما اجرى توقفه الاول ثم سرعان ما لحق به زميله الالماني ما سمح للبرازيلي فيليبي ماسا (وليامس-مرسيدس) التصدر موقتا لكنه اضطر بعدها الى التنازل بعد دخوله بدوره الى حظيرة فريقه. وبقي الوضع على حاله بالنسبة للصدارة حتى اللفة 27 عندما استغل ماسا معاناة روزبرغ من مشاكل في السيارة لكي يتمكن من تجاوز الالماني بسهولة. وشهدت اللفة 32 توقف هاميلتون للمرة الثانية ما سمح لماسا بتصدر السباق امام روزبرغ والسائق البريطاني الذي سرعان ما تخطى زميله "الجريح" الذي وجد نفسه ينحني ايضا امام الفنلندي فالتيري بوتاس (وليامس-مرسيدس ايضا) الذي تجاوزه في اللفة 34 ثم تراجع السائق الالماني كثيرا بعد توقفه للمرة الثانية وتعاظم حجم المشاكل في سيارته. وبقي ماسا في الصدارة بعدما اخر توقفه الثاني حتى اللفة 44 قبل ان يترك الصدارة لهامليتون مجددا, وذلك في وقت كان ريكياردو يتألق على الحلبة ويسجل لفات سريعة في المركز الثالث امام بوتاس الذي قدم بدوره سباقا رائعا وتمكن من تجاوز سائق ريد بول-رينو بعد دخول الاخير في اللفة 48 لاجراء توقفه الثاني. وبقي الوضع على حاله حتى خط النهاية التي شهدت تارجع روزبرغ حتى المركز الرابع عشر لكنه رغم ذلك رفض الانصياع الى فريقه الذي طلب منه الانسحاب من السباق وبقي على حلبة حتى تجاوزه خط النهاية. "نيكو قاتل بشكل لا يصدق خلال هذا العام", هذا ما قاله هاميلتون عن زميله الالماني "الجريح", مضيفا "تقابلنا عام 1997 ولطالما قلنا انه سيكون من الرائع التسابق معا في نفس الفريق من اجل الفوز ببطولة العالم. قام بعمل رائع اليوم. من المحزن ان نرى بان سيارته كانت تفتقد الى السرعة التي تسمح له بالقتال, لكنه كان لبقا بما فيه الكافية ليتقدم مني" ويهنئه على اللقب. اما روزبرغ الذي كان يأمل السير على خطى والده كيكي روزبرغ الفائز باللقب عام ,1982 فاعرب بدوره عن خيبته قائلا: "اشعر بخيبة كبيرة, كانت امامي فرصة جيدة اليوم. لم تحصل الامور كما اشتهي لكن في نهاية المطاف النتيجة التي كنت ساحققها (لو لم يواجه المشاكل) لم تكن لتؤثر كثيرا لان لويس فاز بجدارة في كافة الاحوال". وواصل "كان افضل مني بعض الشيء خلال الموسم ويستحق الانتصار تماما. كان افضل سائق على الحلبة هذا العام". - ترتيب العشرة الاوائل في التجارب الرسمية: 1- البريطاني لويس هاميلتون (مرسيدس اي ام جي) 619ر02ر39ر1 ساعة 2- البرازيلي فيليبي ماسا (وليامس-مرسيدس) بفارق 5ر2 ثانية 3- الفنلندي فالتيري بوتس (وليامس-مرسيدس) بفارق 8ر28 ث 4- الاسترالي دانيال ريكياردو (ريد بول-رينو) بفارق 2ر37 ث 5- البريطاني جنسون باتون (ماكلارين-مرسيدس) بفارق 3ر00ر1 دقيقة 6- الالماني نيكو هولكنبورغ (فورس انديا-مرسيدس) بفارق 1ر02ر1 د 7- المكسيكي سيرخيو بيريز (فورس انديا-مرسيدس) بفارق 11ر1 د 8- الالماني سيباستيان فيتل (ريد بول-رينو) بفارق 12ر1 د 9- الاسباني فرناندو الونسو (فيراري) بفارق 8ر25ر1 د 10- الفنلندي كيمي رايكونن (فيراري) بفارق 8ر27ر1 د