إستعاد الوداد البيضاوي توازنه بمناسبة الدورة الرابعة حين تفوق على الفتح الرباطي برباعية مقابل هدفين، ولم ترقى الجولة الأولى للمستوى المطلوب إلا أن التغييرات التي أقدم عليها المدرب توشاك في الجولة الثانية غيرت وجه المباراة رأسا على عقب وقدم الوداد صورة مثالية من خلال اللعب الهجومي الذي صنع رباعية أعادت الأمل والإطمئنان للجماهير الودادية. اعتمد المدرب توشاك في الجولة الأولى على شاكلة (442)، وحافظ الحارس بنعاشور على رسميته في الشباك، كما عاد نوصير لمركزه كمدافع أيمن بعد استنفاذه لمدة التوقيف، وفي متوسط الدفاع منح المدرب الويلزي ثقته للثنائي رابح والعمراني ثم الكردي كظهير أيسر. وفي خط الوسط تواجد الرباعي النقاش وصلاح الدين السعيدي وبرابح ثم كوني، أما الهجوم فتشكل من الثنائي ماليك ولكحل.ومن جهته ظهر المدرب وليد الركراكي بشاكلة (451) في حالة الدفاع والتحول لشاكلة (433) عند الهجوم. ومن خلال هذا النهج اتضحت النوايا الحقيقية لمدربي الفريقين. ففي الوقت الذي كان مدرب الوداد يراهن على التحكم في خط الوسط وامتلاك مفاتيح اللعب ومن تم استغلال مؤهلات العناصر الودادية خاصة ماليك إفونا لخلخلة الدفاع الرباطي.كانت لوليد الركراكي نظرته الخاصة للأمور، إذ عمل من جانبه على سد كل المنافذ من خلال تقارب الخطوط، واعتمد كذلك الضغط العالي على لاعبي الوداد في محاولة منه لإستغلال التمريرات الخاطئة والكرات المرتدة للقيام بهجومات خاطفة ركز من خلالها على سرعة الثلاثي باتنا والعروي ثم فوزير. وبهذه الطريقة نجح الفريق الرباطي في التحكم في خط الوسط وعادت له الأفضلية في العديد من المناسبات، في حين عجزت العناصر الودادية عن فرض أسلوب لعبها بالرغم من الدعم والمساندة التي حظيت بها من طرف الجماهير وخاصة فصيل إلترا وينرز. وفي ظل هذا الوضع لم ترق الجولة الأولى للمستوى المطلوب وانتهت بالأصفار وبغياب محاولات واضحة للتسجيل، وكانت أفضلها للاعب فوزير في الدقيقة 15، لكنه تباطئ في التسديد ومنح الفرصة للدفاع للتدخل وإنقاذ الموقف. مع بداية الجولة الثانية تغيرت المعطيات وأصبحت المباراة مفتوحة من الجانبين خاصة بعد أن بادر المدرب توشاك بإقحام هجهوج كبديل لياسين لكحل، ولم يتأخر المحليون في جني ثمار هذا التغيير حين نجح لعمراني في افتتاح الحصة في الدقيقة 50 من ضربة رأسية خدعت الحارس بادا. وتابع الوداديون زحفهم الهجومي ومن تمريرة للبديل أصوفي ضاعف إفونا الغلة في الدقيقة 64. لكن رد الزوار كان قويا وتوفق باتنا من تقليص الفارق من ضربة جزاء أعلنها الحكم جيد في الدقيقة 66. هذا الهدف ضاعف من حماس المحليين. وبطريقة اللاعبين الكبار تلاعب الشاب هجهوج بدفاع الفتح وأسكن الكرة في الجهة اليمنى من مرمى الحارس بادا وهو هدف الإطمئنان بالنسبة لأشبال المدرب توشاك. ولم يكتف الوداديون بهذه النتيجة بعد أن استغل هجهوج تمريرة خاطئة من سعدان ليمرر لزميله إفونا وبدون عناء يسكن الكرة في الشباك معلنا عن الهدف الرابع، إلا أن الفريق الرباطي لم يستسلم ودلل الفارق بنيران صديقة وبالضبط بواسطة المدافع نوصير في الوقت بدل الضائع. وشهدت الدقائق الأخيرة كذلك طرد االلاعب سعدان بعد تدخل عنيف في حق أحد لاعبي الوداد.