لم يكن من خيار أمام الرجاء البيضاوي سوى تحقيق الفوز في المباراة التي جمعته بضيفه إتحاد تمارة وذلك بالنظر للفارق في الإمكانيات بينهما، وحتى يتمكن من بلوغ المربع الذهبي والإحتفاظ بكامل حظوظه في الدفاع عن اللقب الذي بحوزته. ووعيا منه بأهمية هذه المباراة التي يمكن أن تشكل فخا بالنسبة لفريقه خاصة في ظل المفاجآت المدوية التي عادة ما تحملها منافسات كأس العرش وتقديرا منه لإتحاد تمارة الذي سبق له أن أخرج حسنية أكادير في الدور السابق، فإن المدرب امحمد فاخر رفض المجازفة أو المغامرة ما جعله يعتمد على تشكيلته الأساسية التي ظهر بها في المباراة الأخيرة ونجحت في العودة بأول فوز في البطولة من قلب ملعب ميمون العرصي بالحسيمة باستثناء إقحام الحارس الحظ كبديل للعسكري. وكما كان منتظرا، فإن البداية كانت لفائدة النسور، حيث تمكن أشبال المدرب فاخر من بسط سيطرتهم الميدانية على أغلب أطوار المباراة التي عرفت إتجاها واحدا هو مرمى الحارس مروان فخر. وبالمقابل فقد حاول المدرب حسن أوغني ملء خط الوسط من خلال اعتماده على شاكلة (451) وذلك بهدف الحد من خطورة العناصر الرجاوية وعدم ترك مساحات فارغة خاصة على مشارف منطقة العمليات. وبالرغم من هذه الصرامة الدفاعية التي اعتمدها الزوار والمناورة عبر هجومات مضادة لم تقلق الدفاع الرجاوي فقد كان بإمكان البيضاويين إفتتاح حصة التسجيل منذ الدقيقة 10، لكن مرة أخرى ياجور يفشل في التسجيل رغم انفراده بالحارس فخر الذي نجح في الحفاظ عن نظافة شباكه. وتوالى بحث المحليين عن هدف السبق من خلال حملات منسقة بقيادة متولي والحافيظي والشطيبي لكنها لم تجد طريقها للشباك، حيث افتقدت للفعالية ولمهاجم يتقن لغة التهديف، واستمرت هذه المناورات إلى حدود الدقيقة 35، حين أعلن الحكم عبد الواحد الفاتحي من عصبة مكناس تافيلالت عن ضربة جزاء بعد إسقاط الهاشيمي داخل منطق العمليات ومنها نجح الهداف والعميد متولي في افتتاح الحصة لفريقه. وقبل نهاية الجولة الأولى بخمس دقائق إستغل الشطيبي خطأ من الحارس فخر وأودع الكرة في شباكه مضاعفا بذلك الغلة لصالح فريقه وهو هدف الإطمئنان بالنسبة للمجموعة الرجاوية التي لم تتعب كثيرا لتسجيل هذه الثنائية. الجولة الثانية كانت أفضل على مستوى الأداء بعد أن غير الزوار من نهجهم التكتيكي وأسلوبهم الدفاعي الذي اعتمده المدرب أوغني في الجولة السابقة وذلك في محاولة منه لتقليص الفارق، هذا الأسلوب خدم أكثر العناصر الرجاوية التي دخلت الجولة الثانية باطمئنان وارتياح أكبر وثقة مضاعفة في النفس وهو ما مكن النسور من إيجاد ممرات فارغة إستغلها الشطيبي في الدقيقة 57 ليضيف الهدف الثالث بضربة رأسية خدعت الحارس البديل الزيادي. ومع توالي الدقائق نجح النسور في في فرض إيقاعهم وبسط سيطرتهم، بل إنهم نجحوا في إضافة هدف رابع بنيران صديقة بعد مجهود للزئبق الحافيظي أنهاه المدافع الزيادي بهدف في مرمى فريقه في الدقيقة 75. وكان بإمكان الرجاء إضافة أهداف أخرى، لكن الدور جاء هذه المرة على الفريق الزائر الذي أبى أن يخرج خاوي الوفاض حيث نجح السمامي في هزم الحارس الحظ في الوقت بدل الضائع لتنتهي المباراة بفوز مستحق للنسور وذلك بفعل عامل التجربة التي شكلت الفارق في هذه المواجهة، وبذلك تتوقف مغامرة إتحاد تمارة عند عتبة الربع، في حين يستمر الرجاء في قلب المنافسة على اللقب.