يوم أعلن الوداد تخطيه حاجز 10 مليار سنتيم موازنة سنوية في جمعه العام، صفق المنخرطون وباركوا للرئيس طفرة قادته لتحويل الفريق في سنوات قليلة من غريق يسبح في بركة الديون، لناد يغازل الأرقام التي تتحرك بها الفرق التونسية والتي طالما غبطناها على الرخاء الذي تنعم به. لكن ما تم كشفه خلال البيانات المالية المعروضة يوم هذا الجمع التاريخي، كان مجرد شجرة أخفت خلفها غابة من الديون الثقيلة التي لم يتطرق إليها التقرير رغم أن بعضها كان محسوم وتم الفصل فيه. لا أحد بحث ونبش في حكاية الإسباني بينيطو فلورو الذي كان يطالب الوداد مثلا ب 300 مليون، فعاد ليكسب مليار سنتم بفضل فيطو الفيفا، دون معرفة من دله وأرشده ليطرق أبواب الكنز داخل خزائن الفريق ويكسب تقاعده الأبدي بارتياح. ولم يكن فلورو هو المدرب الوحيد الذي رحل محملا بهذه الأكياس الثقيلة بالملايين، فاليوم فقط ينضم الحسين عموتا للقائمة ويكسب كما كان متوقعا قضيته مع الناصيري، طالما أن المدرب يرفض تنصيب الوداد طرفا ضده، لأن حسم هذا الملف كان يمكن أن ينتهي ومنذ أول يوم طلاق بين الطرفين وديا كما إقترحت عدة أطراف وقبل بها عموتا، إلا أن رئيس الوداد ركب رأسه وأصر على جرجرة المدرب لغرفة النزاعات، والتي انتصرت في نهاية المطاف لعموتا وحكمت له ب 600 مليون. ودون الحديث عن أسماء لاعبين كشفوا بالصوت والصورة عن كيفية الإنفصال عنهم وإرغامهم على التخلي عن مستحقاتهم، من المالي سيسوكو للبوركينابي واطارا مرورا بفهد أكتاو والمهدي قرناص والقائمة مفتوحة، يظهر المغرب الفاسي في الصورة لينقل اليوم رسميا شكايته ضد الوداد للطاس السويسرية مطالبا بفتح ملف صفقة إنتقال بشرقي للهلال السعودية، بعدما إستنفذ الفريق الأصفر كل مسلكيات الحوار الودي والحلول مع الناصيري. قبل الماص في شخص رئيس الفريق الحالي مروان بناني بمقترح الوداد وصدق رواية الرقم المالي المصرح به في الصفقة وهو مليارين ونصف، رغمأن الماص يحتفظ ببيان الفريق عبر موقعه الرسمي الذي يؤكد رفض الوداد بيع اللاعب للهلال ب 3 مليارات مطالبا برفع السعر لقبول الصفقة. واقترح الناصيري 500 مليون حظيت بترحيب رجال المغرب الفاسي، إلا أنه لا المرنيسي ولا غيره أفلحوا في تحويل هذا المبلغ من رقم إفتراضي للحساب البنكي للفريق. يمثل الوداد عبر تاريخ الكرة المغربية مرجعا كبيرا، للأسماء التي مرت منه وحملت قميص الفريق الوطني، كما مثل مرجعا لرواد الحركة الوطنية من بنجلون لغاية الكاريزماتي الراحل مكوار. وظل هذا الفريق الشامخ نموذجا كبيرا في معاملاته وحفظ حسن الجوار والعلاقة مع اللاعبين والمدربين والفرق الأخرى، إلا أنه اليوم مطالب بتوضيح حقيقة ما يحدث داخله وحقيقة كل ما يتم الترويج له بخصوص الأطراف التي تتهم رئيسه بحجب حقوقها. بين فلورو وعموتا والماص يكون حجم الضرر أو لنسميه الدين المستحق يفوق ملياري سنتم، وحري بفريق مونديالي ظفر بزبدة العصبة وكعكة المونديال وحلاوة بنشرقي أن يتعفف عن كل هذه المتابعات وينهي نزاعاته على السريع كي لا يعود الفريق لمحاكاة وضعه البئيس الذي عاشه في زمن غير بعيد. وموازاة مع هذا التناقض المطروح بين موازنة الفريق الكبيرة واقتناؤه لمركز تدريبات، وبين ما يدين به ويماطل في أدائه، يبرز الحانب التقني المرتعش الذي يحيل الفرنسي جيرارد اليوم على نفس الطريق الذي خرج به طوشاك ودوسابر وعموتا قبله، وهو أن يهيء نفسه للرحيل قبل ميركاطو الشتاء ما لم يخرج من ورطة النجم بسوسة بسلام.