نقف هنا مع السيد ناصر لاركيط عند تقييمه لما تحقق داخل الإدارة التقنية الوطنية خلال الأربع سنوات التي تولى فيها تسيير هذا الجهاز بمعية طاقم تقني يتكون من العديد من الأطر التقنية الوطنية التي تقلدت عدة مسؤوليات وذلك للإرتقاء بالمنتوج الكروي الوطني، كما يقدم السيد ناصر لاركيط أهم الخطوط العريضة التي إنكبت عليها الإدارة التقنية الوطنية منها ما تحقق ومنها لم يتحقق. المنتخب: عندما توليتم مسؤولية تدبير شؤون الإدارة التقنية الوطنية سطرتم برنامجا محددا، مع الأسف الأمور لم تنطلق بشكل جيد، ما هي العراقيل التي واجهتكم دون النجاح في الأشهر الأولى؟ لاركيط: شكرا جزيلا على هذا السؤال المهم وسأكون معك صريحا، مع الأسف ما يقارب 14 سنة لم نشتغل بالشكل المطلوب على مستوى الإدارة التقنية الوطنية، وأعني بذلك الهيكلة وتكوين المنتخبات، صحيح كانت محاولات في هذا الصدد، إلا أن الإتجاه كان يصب فقط على المنتخب الأول، الذي إذا كان يحقق نتائج جيدة فالأمور تكون جيدة وإذا حصل العكس نقول الكرة في أزمة، مع الأسف لم نشتغل على مستوى المنتخبات الوطنية، وحتى العصب الجهوية لم يكن لديها برنامج موحد، وهنا لا أنكر بأنه كانت بعض العصب نشيطة، وكان هناك تكوين عادي للمدربين، لذلك إرتأينا أن يكون هناك تكوين على أعلى مستوى، علما أن عددا من المدربين تحصلوا على رخصة «كاف» بالمعادلة وليس بالتكوين، لذلك أقول بأن المدرب الذي يتوفر على تجربة متوسطة ويستفيد من هذه الرخصة بدون تكوين سيكون محدودا، لذلك قررنا عام 2014 توقيف الدبلومات مقابل المعادلة، وإنطلقنا في التكوين، والحمد لله نتوفر اليوم على كفاءات مهمة، ساهمت مبدئيا في تطوير المنتوج الكروي، بالإضافة إلى أننا كوننا منتخب أقل من 13 سنة من العصب، وهذا هو العمل الحقيقي للعصب، ثم المنتخب الفرنكفوني الذي توج بالذهب بكوت ديفوار، بعد التتويج مع حسن بنعبيشة، والتتويج بلقب «الشأن» ولقب الألعاب الإفريقية بالجزائر بدون أن ننسى المشروع الذي سطرناه مع رئيس الجامعة السيد فوزي لقجع وهو الإشتغال مع أندية البطولة الإحترافية من خلال دعمها بمدير تقني ومعد بدني على مستوى مراكز التكوين، والأهم في هذه المنظومة هو إستمرارية العمل مع المدربين رغم إقصائنا من العديد من المنافسات، ويتعلق الأمر بكل من مارك فوت، ومصطفى مديح، مع العلم أننا في السابق كلما وقع هناك إخفاق يتم الإنفصال عن المدرب، لذلك سيستمر العمل وأكيد ستأتي النتائج، لكن ذلك يتطلب بعض الوقت كذلك الشأن بالنسبة لكرة القدم النسوية، كما أنني أشيد هنا الدور الكبير الذي تقوم به عصبة الغرب، عصبة سوس ماسة درعة، عصبة الدارالبيضاء وعصبة الشمال لكون هذه العصب تبرمج بطولة للأطفال الصغار وتهتم بالقاعدة. المنتخب: نواصل حديثنا السيد ناصر لاركيط وهذه المرة سنقف عند أهمية مراكز التكوين، هل هناك عمل داخل هذه المراكز؟ لاركيط: مشروع مراكز التكوين تم تفعيله على عهد الرئيس فوزي لقجع في إطار مخطط يمتد لسنوات طويلة محددة الأهداف، والواقع إن السيد فوزي لقجع يسهر شخصيا على هذا المشروع، لذلك رسم معالم هذه الشراكة من خلال الإتفاقية المبرمة بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والقطاعات الحكومية المتعلقة بالنهوض بالبنيات التحتية ومراكز التكوين، والحمد لله اليوم يمكن أن أبشركم بأن مركز التكوين بكل من السعيدية وبركان وأكادير وبني ملال سيكونان في كامل الجاهزية للعمل تحت إشراف الإدارة التقنية الوطنية، وهذا المشروع يتطلب موارد بشرية جديدة لتعزيز كل التخصصات داخل العصب الجهوية والأندية، ولي اليقين بأن هذا المشروع سيشكل منعطفا حاسما في تاريخ الكرة الوطنية. المنتخب: بعد كل هذه المحطات التي تحدثنا عنها هل أنت راض على حصيلة العمل الذي قمت به داخل الإدارة التقنية الوطنية؟ لاركيط: في الواقع سؤال الحصيلة يجب أن يوضع على السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة وفريق العمل الذي يشتغل معنا لأنهم هم المعنيون بالحصيلة، إن كانت إيجابية أم سلبية، لكن ما أود أن أقوله لك في هذا الصدد هو أننا وضعنا الأسس، وينتظرنا عمل كبير في المستقبل، فكل ما تحقق أصبح من الماضي، والتفكير يجب أن ينصب على تصحيح الإختلالات ومواصلة العمل على مستوى الفئات العمرية للمنتخبات الوطنية، وتفعيل دور مراكز التكوين وتوعية الأندية بالدور المنوط بها، وأحس هنا بأنني فعلت ما يمكن فعله وإرضاء رئيسي السيد فوزي لقجع الذي وضع في الثقة، وكافة أعضاء المكتب المديري، أعرف أن الطريق مازال طويلا، وأننا في طور التأسيس الحقيقي لمنظومة كروية سليمة، تحقق فيها المنتخبات الوطنية لأقل من 17 سنة و20 سنة وأقل من 23 سنة ذكورا، ثم التتويج ببطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي ستستضيفها أثيوبيا، والتأهل لكأس العالم بقطر، وتحقيق نتائج إيجابية في كأس إفريقيا 2019 بالكامرون، ثم الإشتغال على ورش الكرة النسوية، مع الأسف الكرة النسوية الوطنية لا تعرف القفزة التي نريدها على المستوى الإفريقي، وهذا الورش الكبير يتطلب طاقما بشريا متحمسا وكفؤا، يكون في غنى عن العقد والأمور المالية، نريد أن تكون المرحلة الجديدة قفزة نوعية إن لم أقل ثورة حقيقية. المنتخب: برغم إنتهاء عقدك مازلت تواصل عملك لماذا فعلت ذلك؟ أنا مدرب محترف، إرتأيت أن أواصل عملي رغم إنتهاء العقد، إلى أن أتوصل برد من الجامعة، هل تريد أن أواصل العمل على رأس الإدارة التقنية أو أن أرحل، وفي حال ما قررت رحيلي، وعينت مديرا تقنيا جديدا، فيجب أن أسلم له المهام وأن أطلعه على البرنامج وجميع الوثائق كما أن هناك برامج يجب أن تستمر وهي مرتبطة بالإدارة التقنية الوطنية كمشاركة المنتخبات الوطنية في دوريات خارجية، أنا هنا أقوم بدوري إلى حين صدور قرار الجامعة.