احرز الاسباني رافايل نادال المصنف أول عالميا اللقب في بطولة فرنسا المفتوحة، ثاني البطولات الأربع الكبرى لكرة المضرب، للمرة الحادية عشرة في تاريخه بفوزه على النمساوي دومينيك تييم السابع 6-4 و6-3 و6-2 بعد ساعتين و42 دقيقة. واللقب هو السابع عشر لنادال (32 عاما) في البطولات الكبرى، وبات على بعد ثلاثة القاب من منافسه وغريمه السويسري روجي فيدرر (20) الذي لم يشارك للموسم الثاني على التوالي على الملاعب الترابية في رولون غاروس. واحتفظ الاسباني بالمركز الاول للتصنيف العالمي للاعبين المحترفين، وهو لم يخسر في 11 مباراة نهائية خاضها في باريس منذ عام 2005، وفاز في 86 مباراة مقابل خسارتين فقط في 13 عاما. وقال نادال "إنه أمر لا يصدق. لعبت مباراة كبيرة، وهي الافضل لي في البطولة. دومينيك (تييم) منافس شرس". وتابع نادال الذي تساوى مع اللاعب الصربي نوفاك ديوكوفيتش بتجاوزه حاجز ال 100 مليون دولار من الجوائز المالية، "مررت بوقت عصيب عندما عانيت من تشنج (في يده اليسرى) خلال المجموعة الثالثة وكنت خائفا. الامر لا يصدق، لا يمكنني أن اصف ما اشعر به، لم أحلم حتى بالفوز هنا 11 مرة لأنه لا يمكن تصور ذلك". وواصل "الماطادور" الاسباني "بعض الاشخاص بحاجة لبعض الوقت كي يستوعبوا ما حدث. اما انا فلا. انا واثق تماما مما حصل. لا اريد ان اقول بنفسي هذا الشيء فريد من نوعه. لا يمكن تخيل الفوز ب 11 لقبا في بطولة واحدة. لقد حققت ذلك، واعتبر نفسي محظوظا". وعلى غرار ما حصل العام الماضي أمام السويسري ستانيسلاس فافرينكا، لم يحتج نادال الى ابراز كامل موهبته من أجل أن يبقى استاذ الملاعب الترابية، كون تييم (24 عاما) وهو اللاعب الوحيد الذي تمكن من اسقاطه على هذه الارضية مرتين في عامين، ارتكب الكثير من الاخطاء المباشرة وافتقد عنصر الاستقرار في ادائه في أول نهائي له في دورات الغراند سلام. وكان المصنف ثامنا عالميا صرح قبل اللقاء المنتظر أنه يملك "خطة" لايقاف نادال، لكن بدا واضحا أنه لم يتمكن من وضعها حيز التنفيذ على تراب باريس، على الرغم من الدعم الذي حصل عليه من قبل غونتر بريسنيك، المدرب السابق للاعب الاسطورة الالماني بوريس بيكر. وتحت انظار اللاعب السابق والبطل البرازيلي غوستافو كويرتن الفائز بلقب البطولة الفرنسية ثلاث مرات، والفرنسي زين الدين زيدان المدرب السابق لريال مدريد الاسباني، والذي كان سلم كأس المركز الاول لنادال عام 2005، لم يتمكن "الذئب" النمساوي الصغير من مقارعة خصمه نادال سوى في المجموعة الاولى والنتيجة تشير الى التعادل 4-4. ولكن تييم سقط في هذه المجموعة بنتيجة (4-6) بعد ارسال كارثي وضربة خلفية خاطئة وثلاثة أخطاء متتالية. وانهار تييم في المجموعة الثانية تحت وابل الضربات المباشرة القوية لنادال الذي انتظر بنجاح تراجع اداء منافسه والنتيجة تشير الى 4-1 لصالحه. وكان نادال ثابتا في ضرباته من خط الملعب ليحرز هذه المجموعة بنتيجة 6-3. وبدا ان تييم فقد الامل في التفوق على "ملك" الملاعب الترابية فلم يبد مقاومة كبيرة في المجموعة الثالثة التي خسرها بنتيجة 2-6. واحتاج نادال الى العلاج في هذه المجموعة بعدما شعر بآلام في اصابع يده اليسرى عندما كانت النتيجة تشير إلى 2-1 والارسال بحوزته مع 30-صفر، فطلب تدخل المسعف مرات عدة. وعاد نادال سريعا الى الملعب ليحسم الشوط لصالحه 3-1، وخضع مرة جديدة للعلاج وتناول دواء، قبل أن ينهي المباراة لصالحه بعدما تمكن من كسر ارسال النمسوي مرتين (5-2)، ولكنه احتاج إلى خمس كرات حاسمة من أجل إنهاء اللقاء لصالحه في ساعتين و42 دقيقة. وقال "لقد احسست ببعض الالم حيث تشنج اصبعي ولم اعد اقوى على تحريكه. ربما تكون الضمادة التي اضعها على معصمي السبب في ذلك لانها تسبب بعض الضغط ولا تسمح بمرور الدم". واضاف "اعتقد بأنه تشنج، وان الامر سينتهي عند هذا الحد. لا اكذب اذا قلت اني لم افكر اطلاقا بترك الملعب واني كنت مستعدا للعب باليد اليمنى. كنت متقدما بهامش مجموعتين وعلي ان اكمل المباراة بطريقة او بأخرى". وللمرة الثالثة في رولان غاروس سقط تييم الذي فاز على نادال في ربع نهائي دورة مدريد للماسترز في 2018، وفي ربع نهائي دورة روما للماسترز ايضا في 2017، أمام منافسه الاسباني بدون أن يحرز أي مجموعة. وخسر تييم العام الماضي في نصف النهائي 3-6 و4-6 وصفر-6، وفي 2014 في الدور الثاني 2-6 و2-6 و3-6. ووصف اليوم بعد الخسارة الثالثة نجاح الاسباني في باريس ب"احد اكبر الانجازات في تاريخ الرياضة". واضاف ابن الرابعة والعشرين "لاول مرة بيننا في رولون غاروس، كانت هناك معركة حقيقية على ما اعتقد. لم اقدم مباراة سيئة". وتابع "لقد لعب (نادال) بشكل جيد ولهذا السبب احرز اللقب الحادي عشر في رولون غاروس. هذا الامر لا يمكن انكاره، هو احد اكبر الانجازات في تاريخ الرياضة".