البنزرتي طلع راجل، والمدرب التونسي لم ينافق وتحلى بخصال الرجولة ليقول كلمة الحق دون ان يخشى فيها لومة لائم. مدرب الوداد قال أنه يجهل الكيفية التي صيغت بها بعض تعاقدات الفريق ومن رخص لبعض الصفقات ومن سمح للاعبين أقزام بحمل قميص وداد الأمة. ولم يكتف فوزي بهذا فحسب بل برأ ذمة و ساحة عموتا بقوله الصريح ان عموتا غير معني بمن يقصد بكلامه. اليوم راديو موزايك التونسي وكأنه يذكرنا بما حدث قبل 4 سنوات خلت، يومها طلع نفس الراديو وزف خبر رحيل البنزرتي عن الرجاء وفي حلق المدرب غصة على كيفية التفريط في لقب كان أقرب إليه من حبل وريده بآسفي، واليوم نفس الراديو يقرب مدرب الوداد من جوهرة الساحل ويؤكد بصيغة اليقين والواثق أن شكليات فقط تحول بين المدرب وبين العودة للنجم. لو يرحل البنزرتي عن الوداد بعد أشهر قليلة فقط على توثيق عقد الزواج، سيكون من الأجدى طرح سؤال عريض وكبير بخصوص اللغز الذي يكمن في هروب كل هذه القطط من دار العرس وبهته السرعة الفائقة. سيتأكد طرح عموتا الذي قبل رحيله تحدث بنفس اللهجة وانتقد تعاقدات الفريق ومن يهندس لها في الخفاء ويحاول أن يفرضها على المدربين. ما قاله عموتا يومها لم يعجب الناصيري في شيء، وموقف عموتا من شيكاطارا اللاعب الذي يمثل أسوا صفقة في تاريخ الوداد ومعه حضر ارجنتينيان نكرة غوسطافو وكينطانا وداهو الإيفواري وواطارا و غيرهم ممن لم يظهر لهم أثر، هو أمرلم يرق رئيس النادي فتوترت الأجواء واحتقنت وانتهت بطلاق خلع لم يسدد لغاية اليوم مؤخر صداقه. اليوم عاد البنزرتي ليرش الملح على نفس الجرح، ويؤكد أن بقاءه مشروط بأمور لا يظهر لها أثر أو أنها غير متوفرة في الوقت الحالي وذهابه سيمثل ضربة موجعة لحامل لقب بطل إفريقيا، وسيؤكد على أنه تمت شيء ما ليس على ما يرام في علاقة المدربين برئيس الفريق بدءا من طريق رحيل طوشاك ومرورا بتسريح دوسابر رغم ما ذهابه الانطولوجي الكبير وانتهاء بالطريقة التي غادر بها عموتا وكلفتها الكبيرة التي كان مهرها لقب البطولة الذي ضاع في زحمة الصراع بين الرئيس والمدرب. موقف البنزرتي حرك طابور الصف الخامس ليتحامل على المدرب و يتهمه بالخيانة وكونه يأتي للمغرب ليلمع اسمه وبعدها يرحل بعد أن يعلي أسهمه. ليست هذه هي الحقيقة، الحقيقة الساطعة هو كون هذا المدرب الذي يجر خلف ظهره إرثا ثقيلا من البطولات والألقاب، هو بكاريزما قوية ترفض الإملاءات والتوصيات وهو رجل لا يعترف بقوة رئيس فريق ولا غيره و دائما ما سعى لفرض كلمته وان يكون الآمر الناهي والمسؤول في الختام عن المحصلة، وتاريخه مع رؤساء الترجي و النجم الصناديد بتونس يشهد على هذا القول. لو رحل البنزرتي عن الوداد فستكون مفارقة في غاية الإثارة في مساره التدريبي بالمغرب، درب الغريمين في الشتاء ورحل في الصيف. وعوض مدربين مغربيين متوجين فاخر بالرجاء وعموتا بالوداد، وقادهما معا لاحتلال الوصافة وضاع منه اللقب والدرع في نفس المسرح وهو ملعب المسيرة بآسفي. ويبقى أهم ما في هذه الحكاية هو أن المدرب التونسي تحلى بالشهامة حين تحدث بصريح العبارة وحتى دون أن يطلب منه ذلك عن عموتا وقال أنه غير معني بالصفقات المشبوهة وهو نفس ما كان يقوله عموتا ويغضب الرئيس.