تنتظر نهضة بركان مواجهة غير سهلة، عندما يرحل للاصطدام بالإفريقي التونسي، في إياب الدور 32 لكأس الكاف، ورغم أن الفريق البركاني فاز في الذهاب بنتيجة (31)، إلا أن المباراة لن تكون سهلة، لذلك فالفريق البركاني مطالب بأن يضع كل إمكانياته لمواجهة ما ينتظره بملعب رادس أمام النادي الإفريقي بلاعبيه المجربين، ليعود ببطاقة التأهل. واستياء بتقليب صفحات مباراة الذهاب سيكون البركانيون من دون شك سعداء بما قدمه الفريق أداءا ونتيجة، بل إن الكثيرين لم يراهنوا على فوز فريقهم في هذه المباراة بتلك الحصة، نظرا لتجربة الخصم وقوته، غير أن أصدقاء أيوب الكعبي كذبوا كل التكهنات وقزموا الفريق التونسي، بدليل الأهداف الثلاثة التي سجلت بطريقة مدروسة تؤكد الإستعداد الجيد للبركانيين، مع أن نهاية المباراة قد أقلقت مكونات الفريق ولم تكن سعيدة، حيث سجل الإفريقي التونسي هدفا من ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع كان بالإمكان تفاديه، لأن السفر بثلاثية نظيفة كان أفضل بكثير من النتيجة النهائية، الشيء الذي قد يفرز معطيات أخرى. بين نارين هكذا حال الأندية التي تشارك في المنافسات القارية، حيث تكون مطالبة بالجمع بين ضغط البطولة ورحى المنافسة الإفريقية، ويبقى نهضة بركان واحدا من هذه الأندية المطالبة بتدبير أمورها بالشكل الأمثل، أكان على المستوى التقني أو التكتيكي وخاصة البدني. ويبدو أن نهضة بركان يعيش هذا الضغط ما جعل المدرب منير الجعواني يريح بعض اللاعبين في مباراة الفتح، ليكون في كامل جاهزيتهم البدنية والنفسية لمواجهة الإفريقي، ناهيك أن لفريق عاد في هذه المباراة بنقطة التعادل، في إشارة إلى أن الفريق البركان، قد استعاد توازنه بعد أن سجل الفوز في الدورة السابقة على شباب خنيفرة، قبل أن يتعادل مع الفتح. جحيم رادس للكرة المغربية ماضي كبير بملعب رادس، الذي لعبت على أرضه المنتخبات الوطنية والأندية المغربية في مناسبات كثيرة، وغالبا ما تكون هذه المباريات مثيرة وصعبة، خاصة أن الحوارات المغربية والتونسية، تكون دائما مليئة بالندية والإثارة، لذلك ينتظر أن تكون الأجواء صاخبة بالمدرجات. وتعرف المنتخبات التونسية وفرقها، أن ملعب رادس يشكل واحدا من نقاط قوتها وسلاحا مهما لكسر شوكة ضيوفها، إذ دائما ما تجعله جحيما للضيوف واستغلاله أفضل استغلال، وهو ما يسعى الإفريقي التونسي التسلح به، من أجل الضغط على البركانيين وكسب بطاقة التأهل. الهاجس النفسي مثل هذه الاختبارات والموجهة تتطلب استعداد ذهنيا كبيرا، لذلك مطالب المدرب منير الجعواني أن يعد فريقه أفضل استعدادا من أجل مقارعة الخصم التونسي. صحيح أن الطاقم التقني سيطبخ جيدا الوصفة التقنية والتكتيكية جيدا لمقارعة خصمه، لكن أمام هذا الإستعداد، فإن الطاقم التقني لا بد أن يركز أيضا على الجانب النفسي، الذي سيكون من الجوانب المهمة والفاصلة في هذا الإصطدام، خاصة عندما يتعلق بمنافس تونسي، يلعب على أرضه وجمهوره، إذ لنا في الأحداث التي شهدها مستودع الملابس بعد نهاية مباراة الذهاب خير دليل على أن الإياب سيلعب فيه مجموعة من الأمور، خاصة أن لاعبي الإفريقي وبعض مسيريه حاولوا استفزاز لاعبي النهضة البركانية والإصطدام معهم وتوعدوهم في مواجهة الإياب. لذلك ينتظر أن تكون أمورا أخرى خارج عن ما هو رياضي ستشهدها مباراة الإياب، على أن ينتبه الفريق البركاني ويركز على ما هو تقني وتكتيكي ويتفادى السقوط في الفخ. إختبار صعب يكفي الإفريقي التونسي الفوز بهدفين للاشيء ليقتنص بطاقة التأهل، وتبقى هذه المهمة بالنسبة للإفريقي التونسي غير عسيرة نظير عاملي الأرض والجمهور، حيث مطلوب من الفريق البركاني أن يتسلح جيدا، خاصة أن لديه الإمكانيات لتجاوز خصمه. وأكدت مباراة الذهاب بأن الإفريقي التونسي يشكو ضعفا في دفاعه، والمطلوب من ممثل الكرة المغربية أن يركز جيدا على ذلك، بل يستغل إمكانيات لاعبيه الهجومية، خاصة أيوب الكعبي ولابا كودجو، وكذا التمريرت الحاسمة والذكية للمباركي. الدفاع بقيادة الرباعي النمساوي ومحمد عزيز وسيبوفيتش وداهو ستكون مهمته غير سهلة، ومطلوب منه أيضا التركيز نظير الضغط المنتظر أن يمارسه التونسيون، ما يؤكد أن القمة ستكون ملتهبة ومثيرة، ولنهضة بركان كل الحظوظ للعودة ببطاقة التأهل إن هو ناقش المباراة بذكاء وعرف كيف يستغل إمكانياته. البرنامج السبت 17 مارس 2018 بتونس: الملعب الأولمبي برادس: س15: النادي الإفريقي نهضة بركان