بعد حلوله وصيفا في 2014 و2016، ودع أتلتيكو مدريد الاسباني مسابقة عصبة أبطال اوروبا في كرة القدم الثلاثاء من دور المجموعات للمرة الأولى في خمسة مواسم. أقر الارجنتيني دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو ان فريقه "حكم عليه" لعدم قدرته في التغلب على الوافد الجديد قره باغ الاذربيجاني ذهابا وايابا، برغم نيله 4 نقاط من اصل 6 ضد روما الايطالي متصدر المجموعة، اذ حل ثالثا بفارق اربع نقاط عن روما وتشلسي الانكليزي، لينتقل الى المسابقة الرديفة اوروبا ليغ. انتقل أتلتيكو أخيرا الى ملعبه الجديد "واندا متروبوليتانو" بكلفة 310 ملايين اورو (367 ملايين دولار اميركي)، والذي سيستضيف الموسم المقبل نهائي دوري ابطال اوروبا. ومع تحطيمه رقمه القياسي في الانتقالات بإعادة المهاجم دييغو كوستا في يناير المقبل، عنى خروجه المبكر من دوري الابطال بانه تلقى صفعة مالية لم يكن يتوقعها. تلقي وكالة "فرانس برس" نظرة على تداعيات خروجه من المسابقة القارية الأولى. حول سيميوني، في ستة أعوام على رأس الجهاز التقني، أتلتيكو من طامح بالدخول الى نادي النخبة الى قوة اقتصادية قارية. بحسب شركة ديلويت لكرة القدم المالية، احتل أتلتيكو المركز الثالث عشر لدى أصحاب الدخل الأعلى في عالم كرة القدم في موسم 2015-2016، ويتوقع ان ترتفع ايراداته على المدى الطويل بفضل طاقة استيعاب كبرى لملعب واندا متروبوليتانو. مع ذلك، حصد أتلتيكو 69,6 ملايين اورو كجوائز مالية وعائدات تلفزيونية من دوري ابطال اوروبا لوحده في موسم 2015-2016. حتى مع مشوار ممدد في الدوري الاوروبي الرديف، توقعت صحيفة "أس" الرياضية أن يحصد أتلتيكو 30 مليون يورو فقط بعد خروجه من عصبة الابطال. سيكون بمقدور أتلتيكو تسجيل لاعبين جدد مطلع يناير المقبل، للمرة الأولى منذ 18 شهرا، وقد رصد نحو 100 مليون يورو للتعاقد مع كوستا والمهاجم الدولي فيتولو. قام النادي أيضا بمجهود مالي كبير، لتحسين عقود نجومه الفرنسي أنطوان غريزمان، كوكي وساوول نيغويز. وأشارت الصحف المحلية الاربعاء ان لاعبين أو ثلاثة على الأقل ينبغي بيعهم في يناير لموازنة أرصدة أتلتيكو. لاعبون بدلاء مثل الفرنسي كيفن غاميرو، الارجنتيني نيكولاس غايتان والكرواتي سيمي فرساليكو يتوقع رحيلهم بسرعة. لكن أكثر ما يخشاه أتلتيكو رحيل غريزمان، هدافه في المواسم الثلاثة الماضية، خصوصا لسهولة دفع بنده الجزائي البالغ 100 مليون يورو، من قبل الاندية المهتمة به على غرار ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد الانكليزي. وعما اذا كان يشعر بالقلق حيال نزوح لاعبيه، رد سيميوني بعد تعادله مع تشلسي 1-1 الثلاثاء "بالعكس. نحول السلبيات إلى إيجابيات". وسيعول أتلتيكو على الأقل على مدربه صاحب الشخصية القوية والذي مدد عقده حتى 2020 في شتنبر الماضي. فشل أتلتيكو آخر مرة في تخطي دور المجموعات في دوري الابطال في موسم 2009-2010، عندما تحول الى الدوري الأوروبي وأحرز الاول بين لقبين في ثلاث سنوات. كتبت افتتاحية "أس" المدريدية الاربعاء "لا داع للبكاء على الحليب المسكوب، تطلعوا إلى اوروبا ليغ. النهائي الذي توجه في هامبورغ (2010) بنى أسس فترة مجيدة لأتلتيكو". بعدها بسنتين في بوخارست، كان اللقب الأول لسيميوني مدربا لأتلتيكو. بعدها بسنة، توجوا بلقب كأس الملك ثم بلقب البطولة بعد سنتين. نضبت الكؤوس في المواسم الماضية، وكانت الكأس السوبر المحلية في 2014 آخر الكؤوس التي حصدها أتلتيكو. أصر سيميوني "يفتح لنا تحديا جديدا". لقب جديد في اوروبا ليغ قد يفتح في نهاية المطاف، دورة أخرى من النجاح.