حرق رضى التكناوتي حارس اتحاد طنجة المراحل واستطاع أن يتألق ويجد له مكانا بين الكبار، حيث يعيش موسما إستثنائيا بعد انتقاله لاتحاد طنجة، ويعتبر الحارس الرسمي لفارس البوغاز، كما استدعي للمنتخب المغربي لأول مرة، ووقع على أول مشاركة له بقميص الأسود في ودية كوريا. والواقع أن هذا التحول لم يأت بمحض الصدفة، بل هو نتاج للعمل الدؤوب لهذا الحارس الواعد، والذي تعلق بمركز الحراسة منذ أن كان عمره 8 سنوات. التكناوتي يعترف في حواره أنها مجرد بداية، وأنه لم يحقق شيئا بعد، بالنظر إلى طموحاته الكبيرة وتطلعاته، مؤكدا أنه مطالب بالعمل والإجتهاد لتحقيق باقي الأحلام التي تراوده. المنتخب: لا شك أنك تعيش موسما إستثنائيا وأحداثا توالت بسرعة غير منتظرة؟ رضى التكناوتي: فعلا، هما حدثان بارزان، الأول تمثل في المنعرج الحاسم الذي عشته بداية هذا لموسم بعد انتقالي من الوداد لاتحاد طنجة وكسبت رسميتي، حيث أحمل ألوان الفريق كأساسي منذ انطلاق الموسم، والثاني يتمثل في استدعائي للمنتخب المغربي لأول مرة من طرف المدرب هيرفي رونار، لمباراتي الغابون وكوريا الجنوبية، لذلك يبقى فعلا موسميا مهما أتمنى أن كون فيه عند حسن ظن الجميع. المنتخب: الملاحظ أنك حملت ألوان 3 أندية رغم سنك الصغير، وهي نهضة بركان والوداد ثم اتحاد طنجة، هل ما زلت تبحث عن الإستقرار؟ رضى التكناوتي: كل شيء مرتبط بالمستقبل، وكذا العروض التي يناقشها وكيل أعمالي، واللاعب في الأخير يبحث عن ما يخدم مصالحه، خاصة على المستوى التقني، وأترك الأمور لوكيل أعمالي، ولو أن الشيء الوحيد الذي كنت أخطط له هذا الموسم، هو أن أرفع من درجة المنافسة وأن أشارك في المباريات، الحمد لله حققت هذا الهدف مع اتحاد طنجة، الذي منحني الفرصة للعب كأساسي، بعد أن أعرت له هذا الميركاطو الصيفي من الوداد. المنتخب: ألم يخطر ببالك أن الإنتقال بصفة نهائية للوداد، بعقد ل 5 سنوات فيه نوع من المجازفة، اعتبارا للمنافسة التي يعرفها الفريق في هذا المركز؟ رضى التكناوتي: لا بتاتا، لأني أعرف أن عدم الثقة هي بداية للإستسلام والفشل، لا أخفيك أني انتقلت إلى الوداد من أجل الدفاع عن حظوظي والمنافسة على الرسمية، لم يخطر ببالي ما يمكن أن أجده من منافسة في الوداد، كان همي الوحيد أن أتدرب بشكل جيد، وأن أبحث عن فرصتي لحراسة مرمى فريق كبير، على أن الإختيار يعود في الأخير للمدرب. المنتخب: كيف جاء الإنتقال لاتحاد طنجة؟ رضى التكناوتي: أولا، لقد تكونت بأكاديمية محمد السادس، وفي سن 18 سنة إلتحقت بنهضة بركان ولعبت له لموسمين، ثم انتقلت بعدها للوداد ل 6 شهور معارا، وعدت لنهضة بركان، حيث كنت مرتبطا معه لموسم آخر، لكن الوداد إنتدبني بصفة نهائية، ووقعت له لخمس سنوات، كنت أعرف أن الأمور ستكون صعبة من أجل المشاركة، وعندما جاء عرض اتحاد طنجة لم أرفض الإنتقال إليه، والأمور كما تتابعون تسير بشكل جيد. المنتخب: البداية كانت ناجحة مع اتحاد طنجة، حيث وقعت على مستوى جيد، هل كنت تتوقع ذلك؟ رضى التكناوتي: كما أكدت فأنا كنت أبحث عن أجواء المنافسة وإبراز مواهبي، وقد كنت واثقا، بل ومستعدا لتقديم الأفضل، عندما تسنح لي الفرصة، وهو ما تحقق، حيث أريد أن أشكر بهذه المناسبة المدرب الزاكي بادو الذي وضع الثقة في إمكانياتي، ومنحني فرصة اللعب مع اتحاد طنجة، أتمنى دائما أن أكون عند حسن ظن الطاقم التقني وجميع مكونات الفريق. المنتخب: هل واجهت بعض الصعوبات في البداية مع اتحاد طنجة، خاصة أنك كنت مطالبا بتحمل المسؤولية وتقديم الأفضل؟ رضى التكناوتي: فعلا كنت مطالبا بعدم تضييع الفرصة، حيث أن الفرص لا تتكرر كثيرا، إذ بمجرد أن منحني المدرب الزاكي الفرصة لحراسة المرمى، حاولت قدر الإمكان أن أكون في المستوى وأن لا أضيعها، المسؤولية لم تكن سهلة، لكن بفضل دعم مكونات الإتحاد، نجحت في الإختبارات الأولى، الآن أنا مطالب بالإجتهاد أكثر وعدم التراجع للوراء، أنا فقط في البداية وما زال الموسم طويلا لتقديم المزيد. المنتخب: هذا يعني أنك استفدت أكثر من تجربتك اتحاد طنجة، مقارنة بالوداد ونهضة بركان؟ رضى التكناوتي: لكل تجربة إيجابياتها، لقد استفدت من تجربة نهضة بركان الذي لعبت له مباريات عديدة رفقة المدرب عبدالرحيم طاليب، كما استفدت من حضوري بالوداد، رغم أني لم أشارك في المباريات، لذلك لا يمكن أن أنكر إستفادتي من تجربة الفريقين. المنتخب: هل يمكن القول أن التكناوتي حرق نوعا ما المراحل، نظير ما عشته هذا الموسم بعد كسبك الرسمية باتحاد طنجة واستدعائك للمنتخب المغربي؟ رضى التكناوتي: الكثيرون يقولون بأنني ما زلت صغير السن أو حارسا شابا وغير ذلك، أنا لا أتفق مع هذا الكلام، أنا أبلغ 21 سنة، وهو سن مثالي لدخول أجواء التباري، لأن الكثير من اللاعبين والحراس بلغوا مستويات عالية، بل إن الحارس كاسياس فاز بعصبة أبطال أوروبا في سن 21 سنة، لذلك أعتبر أن الأمور عادية بالنسبة لحارس في هذا السن، سواء على مستوى النادي أو المنتخب المغربي. المنتخب: ماذا يمثل لك الزاكي بادو كمدرب وحارس سابق لعب في مستويات عالية؟ رضى التكناوتي: الزاكي بادو هو المثل الأعلى لكل الحراس، ويبقى من خيرة ما أنجبته الكرتين المغربية والإفريقية، لذلك أي حارس إلا ويكون محظوظا ويتدرب تحت إمرته الزاكي، طبعا أستفيد من النصائح التي يقدمها لي، وكل لاعب أو حارس إلا ويتمنى أن يستفيد من تجاربه.