بعد التعادل السلبي في مباراة الذهاب بملعب 5 جويلية بالعاصمة الجزائر، يعود فريقا الوداد البيضاوي واتحاد الجزائر لخوض الجولة الثانية والفاصلة لتحديد الفريق الذي سيحظى بشرف الحضور في نهائي النسخة الحالية من عصبة الأبطال الإفريقية، هي بالفعل مباراة حاسمة تنتظر الفريقين بعد غد السبت على الساعة الثامنة، ومن الطبيعي أن تتجه عشاق الكرة المستديرة بالبلدين الشقيقين لمركب محمد الخامس الذي سيحتضن هذه القمة العربية الإفريقية التي لا تقبل القسمة على اثنين، الفريق الأحمر لم يضيع اي مباراة داخل قواعده، ويحدوه طموح كبير لإعادة سيناريو 2011، نتيجة الذهاب تبدو في صالح الأحمر الودادي لكنها تبقى نتيجة ملغومة وتفرض الحذر الدفاعي لتفادي قبول اي هدف يمكنه بعثرة الأوراق، وفريق اتحاد الجزائر ليس لديه ما يخسره، وسيراهن على المرتدات السريعة لبعثرة أوراق الوداد، وهو ما يجعل المباراة مثيرة وحماسية، لكننا واثقون من قدرة العناصر الودادية على حسم التأهل في ملعب سيكون مشتعلا بحضور قياسي للجماهير الودادية. فكيف استعد الفرسان لهذه القمة؟ وكيف السبيل لحسم التأهل للمباراة النهائية؟ الإنطلاق من نقطة البداية نجح الوداد في الحفاظ على نظافة شباكه في مباراة الذهاب بملعب 5 جويلية أمام حوالي 60 ألف متفرج من أنصار اتحاد العاصمة، وهو الهدف الأول الذي سعى اليه المدرب عموتا من خلال اعتماده على نهج دفاعي صارم توفق به في الحد من خطورة أبناء سوسطارة، وشل خط هجومهم، ولم تساعد أرضية الملعب الفريق الأحمر على لعب ورقة الهجومات المضادة السريعة ومباغثة الخصم، ويبدو بان الفريقان سيطويان صفحة هذه المباراة التي لم تمنح الإمتياز لأي طرف، وسينطلقان بعد غد السبت من نقطة البداية، كل طرف سيستعمل كل الأسلحة التي يمتلكها، وننتظر أن يظهر الوداد بصورته الحقيقية التي تنطبق مع مؤهلات لاعبيه الذين يتمتعون بحس هجومي وبانضباط تكتيكي عالي، وبنفس الطريقة التي أطاح بها بالأهلي، وزاناكو وصنداونز،فإن الفريق الأحمر قادر على إسقاط اتحاد الجزائر. نتيجة ملغومة في الذهاب صحيح أن التعادل السلبي يبقى إيجابيا وفي صالح الوداد لكن شريطة استثمار الإستقبال بالميدان، والكل يجمع على أن النتيجة تظل ملغومة، لأنها تبقي على حظوظ الفريق الزائر قائمة، فتسجيل هدف واحد بالنسبة للوداد غير كافي لضمان التأهل قبل إعلان الحكم على نهاية المباراة، لأن أي هدف مباغث في الدقائق الأخيرة قد يقلب موازين المباراة لصالح الفريق الزائر، وهنا تكمن صعوبة المباراة بالنسبة للفريق الأحمر، ما يجعله مطالبا بتسجيل أكثر من هدف واحد، منذ بداية المنافسة لم تقبل شباك الوداد أي هدف داخل القواعد، فهل سيحافظ زهير لعروبي على نظافة شباكه بالميدان ويقود فريقه للصعود للنهائي الحلم؟ حسابات مختلفة للفريقين إتحاد الجزائر إستعد بدوره بشكل جيد لهذه المباراة من خلال دخوله معسكر إعدادي مغلق منذ يوم الجمعة الماضي، ويعرف ما ينتظره هنا بمركب الرعب، وبعد تعادله في الذهاب لم يعد لديه ما يخسره، وسيحاول بدوره الحفاظ على نظافة شباكه مع المناورة بهجومات مضادة سريعة، ويبدو بأن الأوراق باتت مكشوفة بالنسبة لمدربي الفريقين، فقوة الفريق الجزائري تكمن بالأساس في تواجد حارس بمؤهلات عالية من قيمة زماموش إضافة لظهيرين سريعين، وخط هجوم متميز يقوده الهداف درفلو، ويركز أبناء سوسطارة كثيرا على الكرات الثابتة لخلق الفارق، الفريق الأحمر نجح في الحد من خطورة الجزائريين في الذهاب، وبالدار البيضاء ستنعكس الصورة، باعتبار أن المدرب عموتا سيستعمل أوراقه الهجومية، ومن هنا سيتم اختبار القدرات الدفاعية للزوار ومدى قدرتهم على تحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم، في كل المباريات السابقة كانت الكلمة الحاسمة والفاصلة لهجوم الوداد، حيث استطاع أصدقاء أوناجم خلخلة كل دفاعات الخصوم، وهذا ما يجعل مهمة الفريق الجزائري صعبة بمركب محمد الخامس. الفرسان في كامل الجاهزية كل مكونات الوداد تعرف ما ينتظرها يوم السبت، وحتى يكون الفريق الأحمر في تمام الجاهزية، برمج المدرب عموتا معسكرا مغلقا منذ يوم أول أمس الثلاثاء لإبعاد لاعبيه عن الضغط، وتجهيزهم من الناحية النفسية لهذه القمة، فالمباراة ستحسمها جزئيات بسيطة، وبالتالي وجب التعامل بذكاء مع اطوار المباراة، والتركيز منذ البداية للنهاية، فالفريق الأحمر مطالب بتسجيل الأهداف، وممارسة الضغط على دفاع الخصم، لكن هذا لا يعني الإستعجال والتسرع، بل الضرورة تفرض التركيز وحضور الفعالية والنجاعة الهجومية، والمباريات السابقة أكدت توفر الوداد على مجموعة من الطاقات الإبداعية في خط الهجوم إن تم استغلالها ومطابقتها مع إمكانياتها فبإمكانها الوصول لمرمى زماموش في عدة مناسبات، لكن الضرورة تتطلب كذلك توخي الحذر الدفاعي لتجنب السقوط في المحظور، فكما قلنا مثل هذه المباريات تحسمها بعض الجزئيات التي يجب الإنتباه إليها وأخذها بعين الإعتبار. الجماهير المغربية كلها وراء الوداد الجماهير الودادية عبرت عن غضبها بعد اقصاء الفريق وخروجه المبكر من منافسات كأس العرش عقب الهزيمة في آخر اللحظات أمام النهضة البركانية، وكانت الهزيمة في هذه اللحظات درسا مهما للعناصر الودادية يجب تفادي تكراره أمام اتحاد الجزائر، وكما عودتنا الجماهير الودادية فإنها ستكون المعادلة الصعبة في مباراة الإياب بعد غد السبت، فهي متأكدة بأنها من ستدفع فريقها نحو شباك الخصم، بتحفيزاتها وتشجيعاتها طيلة أطوار المباراة، وكما عهدنا فإن الجماهير الودادية لن تتخلى عن فريقها في مثل هذه المواقف الصعبة، بل إنها ستكون إلى جانبه، وستكون الحناجر كلها وراء اللاعبين لتحفيزهم على البذل والعطاء، وليست الجماهير الودادية وحدها من ستكون وراء الأحمر، بل كل الجماهير المغربية باعتبار أن أصدقاء نقاش يمثلون الكرة المغربية، ونحن واثقون من قدرة هذه العناصر على التفوق وأمام هذا الجيل الجديد فرصة لكتابة تاريخ جديد لفريق الوداد، وتحقيق أمال كل الجماهير بحضور كأس العالم للأندية بدولة الإمارات، حيث الفريق المكسيكي في الإنتظار.