حين يكون التأهل عبر بوابة الديربي يكون له مذاق رائع وسائغ وحين يكون الخروج أيضا من بوابة الديربي يكون أيضا طعمه مرا علقما. ديربي عبدة – دكالة يضع فارس الجديدة وأبناء القرش في مواجهة يبدو الدفاع الأوفر حظا خلالها ويلعب الفريق المسفيوي فيها كل حظوظه لتجاوز ما أضاعه بالمسيرة. دكالة تبتهج كيف لا تكون دكالة كلها مبتهجة وسعيدة وفريقها يوقع على بداية لم يكن أكثر متفائل بالمدينة يحلم بها خاصة بعد سقطة الإنطلاقة أمام اتحاد طنجة برباعية وحالة التفكك والتشرذم التي ظهر بها الفرسان أمام الإتحاد أول دورة. كيف لا يكون أنصار الفارس الدكالي سعداء بعد حكاية الثلاثيات التي سجلها الفريق نزالات الكأس والبطولة وحالة التدفق الهجومي التي ظهر بها رفاق حدراف، بعد تخطي عديد الحواجز والإختبارات الصعبة و الحقيقية. الدكاليون مسرورون أيضا بسبق الذهاب أمام غريمهم التقليدي وهو سبق تكرر بميدان الأولمبيك في مناسبتين (بالبطولة والكأس ويخدمهم من الناحية الذهنية). القرش وفرصة العمر فرط الأولمبيك في نزال الذهاب وتحصل على النتيجة الأسوأ، وحين نقول النتيجة الأسوأ فهي بطبيعة الحال أن تخسر بقواعدك وبالميدان وأن تتخلف رقميا وتفقد هامشا من الحظوظ في آخر ظهور قبل لعب المباراة النهائية، لأن القرش ومدربه أساءوا التعامل مع مباراة غير تقليدية ولا عادية ومباراة توصف بلقاءات السد الفاصلة وهم يخسرونها. الخيارة كانت للمرة الثانية في موسم واحد وفي ظرف زمني وجيز أمام الدفاع الجديدي، ما يعني أن الأخير استحق تفوقه في مباراة البطولة بغض النظر عن السجال والبوليميك الذي فجرته وأثارته. القرش أمامه فرصة العمر وأمامه مباراة ليست كغيرها عليه الإنتحار فيها وعليه أن يكون فعالا بما يكفي ليسجل أولا بملعب العبدي وبعدها يحصن مرماه أو أن يحقق انتصارا بأكثر من هدفين للعبور للمباراة التي لم يسبق له تاريخيا وأن تواجد فيها وفي كل الحالات المهمة لا تبدو سهلة أمام منافس يعيش وضعا صحيا أكثر من رائع. ديربي الجنون سيظل هذا الديربي منقوشا بالذاكرة وسيخلد في سجلات التاريخ على أنه ديربي جهوي مختلف عن باقي الديربيات السابقة لأنه الديربي الممهد للقاء النهائي والديربي الذي سيقود طرف من الطرفين للتواجد في نزال نهائي حالم وتاريخي بمدينة العيون. ديربي الجنون هذا بين الدفاع الجديدي المنتعش بالبطولة والحائز على لقب للكأس وتواجد في 4 نهايات في فترة سابقة وبين القرش المسفيوي الذي يتطلع لإنقاذ موسمه وتحقيق إنجاز تاريخي سيدخل الأولمبيك خانة الأندية المرصعة بفضة أغلى الكؤوس والتكهن صعب حتى وإن كان الدفاع أنجز نصف المهمة بملعب المسيرة. الزمن: الأربعاء 2 نونبر 2016 المكان: ملعب العبدي بالجديدة (س17) الحكم: بوشعيب لحرش (عصبة الدارالبيضاء الكبرى)