ولو أردت المال لوقعت في الخليج أو الصين لم ينتظر الدولي المغربي غانم سايس طويلا من أجل البصم على حضور جيد في فريقه الجديد وولفرهامبتون الذي يمارس في الدرجة الأولى الإنجليزية التي توازي الدرجة الثانية بالمغرب، حيث استطاع كسب رسميته، فرغم أنه إلتحق بالفريق مصابا قادما من أونجي الفرنسي إلا أن المدرب الإيطالي والتر زينكا سرعان مع استنجد به بعد تعافيه ومنحه الرسمية، حيث يشركه كأساسي في وسط الملعب. صحيفة «فرانس فوتبول» الفرنسية والمتخصصة في دنيا كرة القدم، أجرت حوارا مع غانم سايس وتحدث عن تجربته الجديدة مع وولفرهامبتون وكذا أسباب اختياره البطولة الإنجليزية، كما سلط الضوء على مجموعة من الأخبار التي كانت خاطئة بخصوص عرض برشلونة الإسباني وكذا إصابته ومواضيع أخرى. - فرانس فوتبول: يبدو أنك تأقلمت بسرعة مع الأجواء، بدليل أنه تم اختيارك في تشكيلة الأسبوع في أول مباراة لك أمام نيوكاستل؟ غانم سايس: فعلا أنا سعيد ومرتاح لهذه البداية، لكن الأصعب هو الآتي لأني مطالب بالسير في نسق تصاعدي وعدم العودة للوراء، يجب الإستئناس بالأجواء وكذا إيقاع المنافسة في إنجلترا، خاصة أن الكرة الإنجليزية مشهود لها بإيقاعها السريع والعالي، لأن المباريات كما تعلمون تجرى في أجواء مختلفة عن تلك التي عايشتها بفرنسا. تعلمون أنني عدت من الإصابة بعد شهرين من الغياب، لذلك لن يكون من السهل استعادة كامل لياقتي البدنية، لكن مشاركتي في المباريات ستساعدني لاستعادة لياقتي شيئا فشيئا. - فرانس فوتبول: إنتقالك لبطولة القسم الثاني الإنجليزية رافقتها بعض الإنتقادات، هل لك علم بذلك؟ غانم سايس: لا، لم أهتم بما قيل، لأني أعرف أن هؤلاء الذين إنتقدوني تحدثوا عن الخلفية المالية وحاولوا الإشارة إلى أنني إنتقلت للبطولة الإنجليزية من أجل المال، أريد التأكيد هنا على أنني لم أكن ضد استمراري لموسم آخر مع أونجي، كما أنني أبديت موافقتي بالإنتقال لوولفرهامبتون دون أن أتحدث عن الجانب المالي، صحيح أن لاعب الكرة يتقاضى أجورا كبيرة في إنجلترا مقارنة بفرنسا، لكن هناك أسباب أخرى دفعتني للإنتقال للبطولة الإنجليزية. - فرانس فوتبول: هل لك أن تحددها؟ غانم سايس: هناك طموح كبير لفريقي الجديدي، حيث اشترى هذا النادي مستثمرون صينيون ووضعوا استرتيجية من أجل الصعود لبطولة القسم الممتاز هذا الموسم، ووفروا كل الإمكانيات لتحقيق هذا الهدف، ليس فقط على مستوى اللاعبين بل أيضا على مستوى التأطير، فقد تعاقدوا مثلا مع أندريا بورتي المدير التقني السابق لموناكو لوضع مشروع مناسب، كما أني شعرت بأن المسؤولين والطاقم التقني أصروا على انتدابي. فرانس فوتبول: هل تأثرت بهذه الإنتقادات؟ غانم سايس: مع الأسف أن هناك أشخاصا موجودين من أجل الإنتقاد لا غير، قمت بعمل جيد في أونجي ووقعت على موسم ناجح، ولم أندم عن أي شيء، هؤلاء الأشخاص هم أنفسهم ما أغرقوني بالمديح ورموني بالورود في الموسم الماضي، يكفي أنني أعرف لماذا أنا هنا، لو كان همي المال لانتقلت للعب إما في الخليج أو الصين. - فرانس فوتبول: هذا يعني أنك توصلت بعروض من هناك؟ غانم سايس: فعلا، توصلت بعروض وبشروط مالية مرتفعة القيمة، كان سهلا بالنسبة لي أن أوقع مثل هذه العقود من أجل المال فقط، لكن لم يكن ذلك هدفي، أنا ما زلت في مقتبل العمر وهناك أهداف كثيرة ومن مستوى عال أريد تحقيقها. - فرانس فوتبول: على ذكر العروض، كانت هناك أخبار كثيرة في وسائل الإعلام أكدت أنك توصلت قبل انتقالك للبطولة الإنجليزية بعرض من نادي برشلونة الإسباني؟ غانم سايس: لم يتصل بي أي مسؤول أو ممثل عن برشلونة، هم تابعوا إحدى مبارياتي، لكني لم أتحدث إليهم، مع الأسف أن الشائعات دائما ما تكثر أثناء الميركاطو، طبعا تناهى إلى علمي هذا الخبر، وتفاجأت لذلك. - فرانس فوتبول: هل تؤثر عليك مثل هذه الشائعات؟ غانم سايس: لا بتاتا، بل تضحكني في واقع الأمر، قالوا كلاما كثيرا في المغرب وفرنسا، لم أهتم بالأمر ولم أتابع هذه الأخبار، لقد واصلت تركيزي على عملي وكذا مستقبلي، وتفاديت الإهتمام بكل الأخبار. - فرانس فوتبول: لكنك عشت ضغطا كبيرا بعد نهاية الموسم الماضي، فما بين الإصابة التي تعرضت لها وكذا الحسم في مستقبلك عشت أجواءا غير سهلة؟ غانم سايس: سمعت أيضا كلاما غير صحيح في تلك الفترة، لأن هناك من أكد أنني تظاهرت بالإصابة، وطلبت من هؤلاء أن يزوروا طبيبي من أجل معرفة طبيعة الإصابة وحقيقتها قبل نشر أخبار زائفة، لذلك لم يكن استعدادي للموسم سهلا أمام ما كان يقال عن مستقبلي وكذا إصابتي، لكني ركزت في الإستعدادات ونجحت في وضع كل ما قيل جانبا. - فرانس فوتبول: يبدو أنك لم تتقبل كل الأخبار التي أثيرت حولك قبل انتقالك للبطولة الإنجليزية وأثرت في نفسيتك كثيرا؟ غانم سايس: الناس أحرار فيما يقولون، المهم أن مسؤولي أونجي كانوا يعرفون أنني فعلا مصابا ولم يكن لدي ما أفعله، حاولت العودة في التداريب لكن كنت مضطرا للتوقف، لأن صحتي أهم من أي شيء، لم أغش ولم أكذب على أحد، لذلك أستطيع القول بأنني غادرت أونجي ورأسي مرفوعا. - فرانس فوتبول: غيرت فريقك الصيف الأخير، لكنك اضطررت أيضا لتغيير نمط عيشك بعد انتقالك لانجلترا؟ غانم سايس : فعلا، أتمرن مثلا على قيادة السيارة من الجهة اليسرى (ضاحكا)، شيء جميل أن تغير فجأة طريقة العيش وكذا بعد التقاليد التي تعودت عليها، السياقة واللغة والعملة، ما عدا أحوال الطقس، أتمنى أن ننعم من وقت لآخر بأشعة الشمس، سبق أن لعبت مع لوهافر، حيث الأجواء تكون ممطرة وقريبة من الأجواء بإنجلترا، لكن في أونجي الأمر مختلف، إنها مدينة رائعة وجوها معتدل ولا تعرف برودة شديدة. - فرانس فوتبول: ما الذي أثارك كثيرا بعد انتقالك للبطولة الإنجليزية؟ غانم سايس: بدون تردد، الإيقاع المرتفع وكذا الضغط الذي يكون رهيبا مع بداية المباراة، الشيء الذي يترك مساحات متبادلة، هذا أهم ما يميز البطولة الإنجليزية، في فرنسا اللاعب له وقت للتفكير قبل القيام بتمريرة، والمباريات أكثر صرامة تكتيكية، إيقاع المواجهات في إنجلترا والسرعة في العمليات هو ما يعطي إثارة كبيرة في المباريات، وتحرك أيضا الجماهير التي تتابعها، ولو أن الأجواء نوعا ما تقريبا نفسها في فرنسا في بعض الملاعب وإنجلترا على مستوى التشجيعات في المدرجات. - فرانس فوتبول: هل من السهل التأقلم مع إيقاع مباريات البطولة الإنجليزية؟ غانم سايس: أولا يجب التأقلم مع التداريب، لأنها تسير بنفس إيقاع المباريات، ليس أمام اللاعب أي خيار وإلا سيلقى في طريقه الفشل، لم أجد أي مشكل في مبارياتي الأولى، لكن كما يقال فإن العبرة بالخواتم، والعبرة بالإستمرارية والحفاظ على الإيقاع، لذلك أنا مطالب بالتركيز ومواصلة العمل والإشتغال، خاصة بالنسبة لوضعيتي، لأني ما زلت أفتقد لإيقاع المباريات اعتبارا لغيابي عن استعدادات بداية الموسم للإصابة التي كنت أشكو منها. - فرانس فوتبول: الأمور تبدو أيضا صعبة مع عدد أندية القسم الثاني (24)، ما يعني أنه ليس هناك وقت للراحة في ظل تراكم المباريات. غانم سايس: فعلا، لأننا نلعب في أغلب الأوقات مباراتين في أسبوع واحد، هذا يتطلب لياقة بدنية عالية وبدل مجهود كبير في التداريب ليكون اللاعب جاهزا، طرق التداريب مختلفة مقارنة بفرنسا، كل شيء مدروس وليس هناك مجال للصدفة، التداريب، الأكل، طرق استعادة الطراوة البدنية، العلاج، كل ذلك يبقى مهما وضروريا، وإلا سيكون من الصعب إكمال الموسم بنفس الإيقاع. - فرانس فوتبول: وماذا عن موقع وولفرهامبتون في البطولة الإنجليزية؟ غانم سايس: مجموعة من اللاعبين إنتقلوا من البطولة الفرنسية كأونياغ وكافلييرو وهيدير، ولاعب آخر أتى من أتلتيكو مدريد الإسباني وآخر من مانشستر يونايتد، أما الآخرون فأغلبهم لعب في القسم الممتاز الإنجليزي، ظروف العمل مواتية والإمكانيات من المستوى الرفيع داخل النادي، مع أن أونجي فريقي السابق يملك أيضا مركزا تكوينيا رائعا، خلاصة الأمر أن لا شيء ينقصنا، بل حتى على المستوى الإداري، هناك على الأقل 200 موظف يشتغلون بالنادي، ليس هناك مجال للصدفة، كل الأمور تسير بطريقة احترفية من أجل النجاح. - فرانس فوتبول: الإختلاف يبدو أيضا على مستوى حرارة المدرجات والأجواء التي تجرى فيها مباريات الكرة الإنجليزية؟ غانم سايس: هناك أندية فرنسية تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة ومبارياتها تشهد حضورا كبيرا كمارسيليا وسانت اتيان، لكن باقي الملاعب تعرف شحا على المستوى الجماهيري، وهذا يؤثر على جمالية المباريات. الأمر مختلف في إنجلترا، طبعا لن أقول أن كل المباريات تعرف حضورا قياسيا للجمهور ولكن أغلبها، لدينا ملعبا يتسع لأزيد من 30 ألف متفرج، ومبارياتنا تجرى دائما أمام عدد لا يقل عن 25 ألف متفرج، علما أن مباراتنا أمام نيوكاستل بملعب الأخير جرت أمام 52 ألف متفرج. - فرانس فوتبول: هل فاجأتك الأجواء وطريقة التشجيع التي تميز ملاعب البطولة الإنجليزية؟ غانم سايس: بعض زملائي من يلعبون بالبطولة الإنجليزية أو من سبق أن عاشوا تجارب هناك، تحدثوا معي حول هذا الموضوع ومنحنوني صورة تقريبية لأجواء البطولة الإنجليزية وما يميزها، ناهيك أن متابعة المباريات في التلفاز يعطيك فكرة حول هذه البطولة، لذلك انتقلت إلى انجلترا وأنا أحمل مجموعة من الأفكار عن الحياة هناك بشكل عام. - فرانس فوتبول: وماذا عن المستوى الإعلامي، يبدو أن هناك أيضا اختلاف بين البطولتين؟ غانم سايس: سأكتفي بالتأكيد أن التلفزيون يقدم نتائج بطولة الدرجة الرابعة، لا أعتقد أن الأمر يحصل في فرنسا، هناك فعلا اختلاف كبير ومتابعة إعلامية مميزة لجميع الأقسام.