مركز سابع ومعاناة في سباق الأمتار الأخيرة إكتفى نهضة بركان بالمركز السابع في البطولة الوطنية هذا الموسم، ليفشل المدرب الفرنسي بيرطران مارشان في رهان التموقع ضمن أندية المقدمة في موسم صعب خاضه الفريق البركاني وتأرجحت فيه نتائجه بين الإيجاب والسلب. نهضة بركان حضر جيدا للموسم الكروي قبل أن يدخل الفريق غمار المنافسة المحلية التي أنهاها بحصيلة متوسطة ضيع معها فرصة المشاركة في إحدى المنافسات الخارجية التي كان يطمح ممثل المنطقة الشرقية بأن يؤكد حضوره فيها. مركز سابع في موسم صعب أنهى نهضة بركان موسمه في البطولة الوطنية الإحترافية في المركز السابع برصيد 43 نقطة حققها فارس البرتقال ب 10 إنتصارات و13 تعادلا، علما أنه خسر في 7 مباريات، في موسم صعب وشاق لممثل المنطقة الشرقية رفقة المدرب الفرنسي بيرطران مارشان ومساعده المغربي هلال الطاير. نهضة بركان نجح خلال هذا الموسم في لفت الأنظار بعدما تحسن كثيرا أداء الفريق الذي إكتسب مناعة كبيرة في مواجهة مختلف المنافسين، ورغم تضييعه لفرصة ضمان المشاركة في إحدى المنافسات الخارجية فإن الفريق البركاني حسن ترتيبه في المنافسة المحلية وهو الذي إحتل الموسم الماضي الصف التاسع. الحضور الجيد للنهضة البركانية هذا الموسم تجلى بالأساس في صلابة وقوة الفريق داخل ملعبه وخارجه بعدما إكتسب مع المدرب الفرنسي مارشان هوية بركانية بمنح الفرصة لأبناء الفريق كالأخوين برابح ورفاقه نبيل بركاك، أيوب شرطي وإسماعيل العماري، والإعتماد على لاعبين ذوي التجربة في البطولة كأمين الكاس والعربي الناجي وعبد الهادي حلحول وعمر كوناطي ومحمد عزيز وحمدي لعشير. شحن البطاريات ببوسكورة وفارو قبيل إنطلاق البطولة الوطنية خاض نهضة بركان معسكرا إعداديا بمنطقة بوسكورة ضواحي الدارالبيضاء وبعده طارت بعثة الفريق صوب البرتغال، حيث استعدت بمنتجع فارو وخاضت مجموعة من المباريات الودية قبل أن تعود للمغرب لإستكمال التحضيرات من خلال خوض بعض المباريات الودية التي وقف فيها الفرنسي مارشان على جاهزية لاعبيه قبل دخول منافستي البطولة وكأس العرش. الطاقم التقني لنهضة بركان عبر عن رضاه بعد التحضيرات الناجحة التي خاضها الفريق داخل أرض الوطن وخارجه، في الوقت الذي لم يعتد فيه فارس البرتقال على خوض معسكرات بأوروبا، إلا أنه دخل صف الكبار وأصبح بإدارة مهكيلة ومحترفة يسهر عليها فوزي لقجع الذي تمكن في ظرف وجيز من جلب العديد من الموارد المالية التي ساهمت في إنعاش خزينة النادي الذي أصبح يضرب له ألف حساب بالمقارنة مع ما كان عليه الحال قبل أربع سنوات، حيث كان الفريق يتخبط رفقة المعذبين في القسم الثاني. بداية متوهجة.. ولكن دخل الفريق البركاني منافسة البطولة الوطنية بشكل قوي بعدما حقق إنتصارين وازنين على حساب النادي القنيطري والدفاع الجديدي وتعادل الفريق أيضا مع الوداد البيضاوي وأولمبيك خريبكة، ما جعل الكثير من المتتبعين يشيدون بالنهضة ودخولها القوي في البطولة، وبعدها مباشرة خسر الفريق أمام أولمبيك أسفي بملعب مراكش لتتراجع نتائجه ويطالب العديد من المتابعين للشأن الكروي البركاني وفي مقدمتهم الجمهور بضرورة الإنفصال عن مارشان، لكن مسؤولي الفريق ظلوا متشبتين بالإطار الفرنسي إلا أن جاء الفرج في ديربي الشرق أمام المولودية والذي حقق فيه النهضة الإنتصار الذي أخرج اللاعبين من ضغط النتائج السلبية، واستعاد الفريق توازنه من جديد بعدما وجد الطاقم التقني التوليفة المناسبة من العناصر التي إعتمد عليها. دفاع قوي وهجوم تحت المتوسط خيب هجوم نهضة بركان أمال جماهير الفريق في الوقت الذي عجزت فيه العناصر التي تلعب في الخط الأمامي والمشكلة من حمدي لعشير وعبد الهادي حلول وكذا المالي شيبان طراوري والفرنسي روي كونطوت عن تسجيل عدد كبير من الأهداف، بعدما اكتفت عناصر الفريق البرتقالي بتوقيع 24 هدفا فقط، علما أن بعض اللاعبين الشباب لم يأخذوا كثيرا فرصتهم كيوسف السعيدي وزميله سفيان البهجة وكذلك أيوب شرطي، وعكس الهجوم فقد تألق خط دفاع النهضة البركانية الذي إستقبل طيلة الموسم 19 هدفا فقط بفضل الحضور الجيد للمالي عمر كوناطي والبوركينابي يوسوفو دايو الذي خطف من اللاعب المهدي بلطام الرسمية مباشرة بعد إنقضاء الثلث الأول من البطولة، وكذلك أنس النية ومحمد عزيز، ناهيك عن الحضور الجيد للحارس عبد العالي المحمدي والذي قاد فريقه لتحقيق العديد من الإنتصارات في بطولة الموسم المنتهي، شأنه شأن لاعبي خط الوسط بقيادة أمين الكاس والعربي الناجي وكذلك لحسن أخميس. إياب بأداء ثابث دخل نهضة بركان إياب البطولة الوطنية وكله عزم على مواصلة مشوار المنافسة المحلية بإيقاع مرتفع، لكن نتائج الفريق ظلت تتأرجح بين الإيجاب والسلب رغم التحضيرات التي وصفها المدرب بيرطران مارشان بالجيدة خلال فترة توقف البطولة، والتي كشف من خلالها بأن فارس البرتقال سيعود متوهجا بعد إلتقاط الأنفاس. تصريحات الربان الفرنسي حول فريقه ظهرت صحتها من خلال تحسن أداء النهضة الذي وجدت كل الأندية الوطنية صعوبة في تجاوزه خلال النصف الثاني من البطولة، ناهيك عن لعبه كرة جميلة جعلت الجمهور البوركاني يعود من جديد لمؤازرة الفريق في الملعب البلدي لمدينة بركان بعدما كان قد هجر المدرجات التي عاد وتركها في الدورات الأخيرة بعد ضمان الفريق للبقاء في البطولة الإحترافية، وهو ما ضيع على النهضة مداخيل مهمة من عائدات بيع التذاكر. ضمان البقاء بإمكانيات كبيرة يعاتب العديد من متتبعي النهضة البركانية على مسؤولي الفريق الإكتفاء هذا الموسم بالصف السابع، ففي الوقت الذي ضمن فيه الفريق بقاءه في قسم الصفوة حتى تراجع مستواه، لم يهتم أبدا مدربه لضرورة المنافسة على المشاركة في إحدى المنافسات الخارجية. الإمكانيات المادية المحترمة التي يتم رصدها لتسيير نهضة بركان لم تضاه قيمة الأمال التي حملها عشاق الفريق هذا الموسم الذي جاءت حصيلته لا بأس بها، والجمهور كان يتطلع بأن تكون أفضل من خلال حضور الفريق في المراكز الثلاثة الأولى، في الوقت الذي كان المدرب الفرنسي بيرطران مارشان قد صرح بعد نهاية ذهاب البطولة وبداية الإياب بأن الفريق سينافس بقوة على الحضور ضمن ثالوث المقدمة، لكن لا شيء من ذلك حصل ونتائج النهضة ظلت تتأرجح بين المد والجزر. السرعة النهائية خانت النهضة خانت السرعة النهائية النهضة البركانية في سباق الأمتار الأخيرة، فقد كان بإمكان فارس البرتقال بأن ينهي موسمه الكروي بين أندية المقدمة لولا تراجع نتائج الفريق في الدورات الأخيرة، حيث خسر أشبال الفرنسي مارشان أمام المغرب التطواني بهدف لصفر برسم الدورة 29، وقبله إنهزموا ببركان ضد شباب الريف الحسيمي بهدف لصفر أيضا برسم الدورة 28، وتعادلوا مع المغرب الفاسي بهدفين لمثلهما في الدورة 27، وتواضعوا أمام الوداد عندما إنهزموا أمامه بهدف لصفر في الدورة 26، بغض النظر عن الإنتصار الأخير الذي حققوه في آخر دورة من البطولة أمام الجيش الملكي بهدفين لواحد. الفريق البركاني تراجعت نتائجه في المباريات الأخيرة التي خاضها في البطولة ولم يقدم ما يشفع له بالمنافسة على المراكز المتقدمة في ظل الإنتعاشة التي حققها منافسوه المباشرين الجيش الملكي وكذا إتحاد طنجة والرجاء البيضاوي.