سجلت المنتخبات الأوروبية قبل انتهاء الجولة الثانية لبطولة أمم أوروبا، 12 هدفًا بعد الدقيقة 87 من إجمالي 45 هدفًا في تلك المباريات، مما جعل اورو 2016 بطولة أهداف الدقائق الأخيرة. وتختلف النسخة الحالية من كأس الأمم الأوروبية التي تقام في فرنسا، عن النسخ السابقة من البطولة من عدة نواحي أهمها زيادة الفرق إلى 24 فريقًا، لكن هناك شيئا آخر يميز اورو 2016 عن سابقاتها، وهو تحولها إلى بطولة "أهداف الدقائق الأخيرة، حسب موقع "زود دويتش تسايتونغ" الألماني. وخلال مباراة الافتتاح، بين فرنسا ورومانيا، نجح الفرنسي باييت في خطف هدف الفوز لبلاده في الدقيقة 89 من تسديدة لا مثيل لها. وفي مباراة ألمانيا مع أوكرانيا، نجح البديل شفاينشتايغر في تثيبت فوز المنتخب الألماني بهدف في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع. وسجل بيللي، هدف إيطاليا الثاني في مرمى بلجيكا في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع أيضًا، فيما خطف ماكغين هدف التعادل لأيرلندا الشمالية في مرمى أوكرانيا في الوقت الضائع. وهكذا تحولت البطولة إلى بطولة الأهداف في الوقت الضائع. أسباب أهداف الدقائق الأخيرة وجود هذا العدد الكبير من الفرق في البطولة، أعطى الفرصة للعب الدفاعي، حيث تتكتل الفرق غير المرشحة لنيل لقب البطولة أمام مرماها، لمنع الخصم من تسجيل الأهداف. لكن في لحظة ما، عندما يبدو الإعياء والإرهاق على الجميع، تكون هناك فرصة لشن الهجمة الحاسمة مثلما يفعل الملاكمون في نهاية المباريات مع خصومهم لتحقيق الفوز بالضربة القاضية. كما يعزز أهداف الدقائق الأخيرة، بُعد نظر المدرب، الذي يقوم بتبديل اللاعب المناسب في الوقت المناسب، مثلما فعل روي هودجسون مدرب إنجلترا في مباراة ويلز، عندما أدخل المهاجمين جيمي فادري وجون ستوريدج معًا في الدقيقة 46، وتمكن فاردي من إدراك التعادل، فيما أحرز ستوريدج هدف الفوز في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع، ليتلقى المدرب عبارات الإعجاب من قبل المعلقين في إنجلترا تقديرًا لشجاعته وذكائه. لكن المنتخب الإنجليزي نفسه سبق وأن شرب من كأس أهداف الدقائق الأخيرة، خلال مباراة روسيا، حيث تلقت شباكه هدفًا في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع ليتعادل الفريقان 1-1، تاركين صدارة المجموعة حينها لمنتخب ويلز، الذي فاز على نظيره السلوفاكي. الإسبان استطاعوا أيضًا أن يفوزوا على التشيك بعد تغييرين، حيث نزل تياغو ألكانتارا بدلًا من فابريغاس في الدقيقة 70، ونزل بيدرو بدلًا من نوليتو في الدقيقة 82، ليتمكن بيكيه من تسجيل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 87. لوف وتكتيك المونديال وبعيدًا عن بطولة الأمم الأوروبية، استخدم يواخيم لوف مدرب منتخب ألمانيا، تكتيك الدقائق الأخيرة في نهائي مونديال البرازيل أمام الأرجنتين، التي عانت من تمديد المباراة، بعدما بدأ لوف يُنبه لاعبيه إلى اللعب على الأطراف وتمرير الكرات الطويلة، واستطاع البديل أندريه شورلي تمرير كرة أحرز منها جوتزه هدف المباراة والبطولة قبل 3 دقائق من نهاية الوقت الإضافي في المباراة. لكن المدرب الذي يريد استخدام تكتيك الدقائق الأخيرة لابد له من لاعبين جاهزين يجلسون بجواره يمكنه أن يدفع بهم في الوقت المناسب، غير أن وجود البديل المناسب الجاهز، مسألة ليست موجودة بالضروة لدى كل الفرق، ليس فقط في كأس أمم أوروبا وإنما في كافة البطولات.