رسالة شديدة اللهجة من الميلاني لقي القرار «الجريئ» الذي اتخذه مدرب الدفاع الحسني الجديدي محمد جواد الميلاني خلال الأسبوع المنصرم، والقاضي بإبعاد لاعبين أساسيين هما عادل كروشي والمهدي قرناص من التشكيل الرسمي لفريقه الذي واجه في مباراة هامة شباب الريف الحسيمي برسم منافسات البطولة الوطنية الإحترافية، إستحسان عدد كبير من المتتبعين الرياضيين وأنصار فارس دكالة. فقد آثر الميلاني في إطار اختياراته البشرية واختصاصاته التقنية طبعا، الإحتفاظ بالدولي الأولمبي قرناص في دكة البدلاء وعدم الإعتماد عليه كأساسي منذ البداية، أولا لأنه فقد تنافسيته ومكانته الرسمية بعد غيابه الإضطراري عن الدفاع بسبب توقيفه لمباراتين، وثانيا كإجراء تأديبي من المدرب على خلفية خلافه مع الإيفواري فامارا ديارا خلال إحدى الحصص التدريبية للفريق. وعلى عكس اللاعب الناشئ المهدي قرناص الذي تقبل القرار رغما عنه وبصدر رحب، فإن زميله عادل كروشي ركب رأسه ورفض الإمتثال لقرارات الميلاني الذي خيره بين شغل الجهة اليسرى في هجوم الدفاع لتوفره على نزعة هجومية، أو الجلوس في كرسي الإحتياط، على اعتبار أن الرواق الأيسر أنيطت مهمته للخريبكي سعيد كرادة، وذلك تماشيا مع مبدإ تكافؤ الفرص الذي يحرص المسؤول الأول عن الطاقم التقني للفريق ترسيخه داخل المجموعة الدكالية، وأيضا لأنه (أي كرادة) قدم عطاء محترما في مباراة الجيش الملكي التي غاب عنها كروشي بداعي الإصابة، إلا أن هذا الأخير الذي يشرف عقده الإحترافي مع فارس دكالة على نهايته، رفض الإختيارين معا، مفضلا اللعب كأساسي وفي مركزه الأصلي، بدعوى أن بعض الأندية التي تخطب وده، تضعه هذه الأيام تحت المجهر، وتريد أن تشاهده في دور دفاعي، للحكم على مؤهلاته الفنية، وهو سلوك ينم عن غياب الإحترافية لابن شباب المحمدية الذي لم يراع مصلحة فريقه الحالي الذي كان فضله عليه كبيرا، وكان يراهن على مباراة الحسيمة الحاسمة لتعزيز موقعه في طابور المطاردة ودعم حظوظه في المنافسة على إحدى المراكز المؤدية إلى المسابقات القارية، فما كان على الإطار التقني الوطني جواد الميلاني الذي لقبه البعض ب «شحاتة» البطولة الوطنية، لوجود تشابه كبير بين الرجلين، وانسجاما مع الوعد الذي قطعه على نفسه بمعاملة كل اللاعبين على قدم المساواة، سوى إسقاطه من اللائحة الرسمية، وإراحة ضميره المهني. ما قام به الميلاني استحق عليه كل التنويه والتقدير من قبل فئات عريضة من الجماهير الدفاعية، لأنه أرسل من خلاله مروض فرسان دكالة إشارة قوية لجميع اللاعبين بأنه لا يؤمن بالمراكز المحجوزة ولا مكان عنده للرسمية المطلقة داخل الفريق، مهما كانت قيمة اللاعب ووزنه، وأتمنى أن يلتقط من يهمهم الأمر هاته الإشارات التي لا تحتاج إلى تفسير أو توضيح.