تتفوق التوقعات العالية على الواقعية في انجلترا في الفترة التي تسبق نهائيات بطولة كبرى لكن تعيين الاتحاد الانجليزي لكرة القدم لروي هودجسون كمدرب يوم الثلاثاء يبدو انه صمم بشكل مثالي لمقاومة أي دعاية زائدة عن الحد. وتراجع التفاؤل بين الجماهير عقب استقالة فابيو كابيلو في فبراير شباط رغم مشوار لم يتجرع خلاله الفريق أي هزائم في التصفيات المؤهلة لنهائيات بطولة اوروبا 2012 بالاضافة الى ايقاف وين روني مباراتين وهو ما سيبعده عن أول مباراتين لانجلترا وأيضا الافتقار لاسلوب اللعب السلس قبل البطولة التي تنطلق الشهر القادم. لكن بدلا من تعيين هاري ريدناب مدرب توتنهام هوتسبير المرشح الابرز في نظر وسائل الاعلام والعامة والعديد من لاعبي انجلترا وفقا لتقارير اعلامية اتجه الاتحاد الانجليزي الى خيار أكثر أمانا. وربما كانت سمعة ريدناب في احداث تأثير فوري سترفع من سقف توقعات انجلترا في تهديد منتخبات مثل اسبانيا والمانيا وهولندا في النهائيات التي تستضيفها اوكرانيا وبولندا. الا أن الاتحاد الانجليزي فضل هودجسون البالغ عمره 64 عاما الذي يستطيع التحدث بعدة لغات وتولى تدريب العديد من الفرق. ووفقا لرئيس الاتحاد الانجليزي ديفيد برنستاين يستطيع هودجسون "دخول أي ملعب تدريب حول العالم ويحصل على احترام فوري." وبينما تعد سيرته الذاتية ممتازة خاصة قيادته لمنتخب سويسرا في تسعينات القرن الماضي وتحويل فولهام من فريق مهدد بالهبوط من الدوري الانجليزي الممتاز الى فريق متأهل لنهائي كأس الاندية الاوروبية الا أن سمعة هودجسون مبنية على أساليب التدريب المنظمة والصلبة وليس احراز الالقاب الكبرى. كما أن ألقابه الثمانية في بطولات الدوري المحلية تحققت في دول مثل السويد والدنمرك مقارنة باللقب الوحيد الذي حققه ريدناب في كأس الاتحاد الانجليزي رغم مشواره الرائع مع توتنهام حيث نافس على لقب الدوري هذا العام قبل التراجع في الاسابيع الاخيرة. وسيكمل هودجسون - وهو أول مدرب لديه خبرة سابقة على مستوى المنتخبات الوطنية تعينه انجلترا - الموسم مع وست بروميتش البيون الذي عين مدربا له قبل أقل من عام. وبعد ذلك سيركز هودجسون على كيف يجعل انجلترا قوة في بطولة اوروبا 2012 حيث ستتنافس في مجموعة تضم فرنساوالسويد واوكرانيا. وفي ظل الافتقار لمهاجمين من أصحاب الخبرة وللابداع في وسط الملعب وفي عدم وجود قائد للفريق بالاضافة الى احتمال نشوب خلاف بين قلبي الدفاع جون تيري وريو فرديناند فان عامل الزمن سيكون جوهر الامر. وستكون المهمة صعبة بالنسبة لمدرب فشل مع ليفربول الموسم الماضي ولم تكن هناك أي محاولة للتستر على ذلك في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء. وقال هودجسون "سنذهب دائما الى البطولات ونحن نؤمن بأننا نستطيع الفوز لاننا دولة كبيرة في كرة القدم." واضاف "لن يكون الامر سهلا وستصبح الامور أكثر صعوبة هذه المرة لان الرجل الذي قاد الفريق للصعود رحل وأنا جئت في وقت متأخر جدا." وتابع "من المهم أن يقف الجميع وراء الفريق واللاعبين. الحصول على دعم الناس مهمة صعبة والطريقة الوحيدة لذلك هي القيام بالعمل الذي أعرف أنني أستطيع القيام به." ونفى برنستاين أنه جرى تعيين هودجسون لانه الخيار الملائم في ظل انتهاء عقده مع وست بروميتش في يونيو حزيران وهو ما يعني أن الاتحاد الانجليزي لكرة القدم لن يدفع أي تعويض. وقال برنستاين انه تم تحديد هودجسون كمرشح مفضل منذ أكثر من شهر. واضاف "كانت هناك قائمة مختصرة تضم أكثر من شخصين ولم يكن السباق بين شخصين فقط. أنا سعيد للغاية بما قمنا به. أعتقد أن توقيتنا كان مثاليا تماما." وكتب لاعبون مثل لاعب وسط ارسنال المصاب جاك ويلشير سريعا رسائل مساندة لهودجسون في صفحاتهم بموقع تويتر لكن المدرب الجديد يعلم أن فترة شهر العسل ستستمر فقط حتى مباراة انجلترا الودية ضد النرويج في اوسلو يوم 26 مايو ايار. وبينما اعتبر موسم وست بروميتش صاحب المركز العاشر ناجحا الا أن الشكوك تبقى في أن تدريب ليفربول بطل اوروبا خمس مرات كان أمرا يفوق قدرات هودجسون. وقال هودجسون "ليفربول صفحة من الماضي. أركز فقط على المستقبل." واضاف "كلنا نعلم أن وظيفة مدرب انجلترا هي القمة بالنسبة لكل مدرب انجليزي وأعلم أيضا أنها تجلب معها الكثير من الانتقادات ويجب أن أكون مستعدا لذلك."