وداد بينيطو أثارني الأداء الذي بصم عليه الوداد البيضاوي في مواجهته الأخيرة أمام أولمبيك خريبكة حين فاز بثلاثية نظيفة وقعها بهاتريك يونس الحواصي، لكن ما لفت إنتباهي أكثر هو أداء الفريق الأحمر الذي تحسن بشكل كبير مع قدوم الإسباني بينيطو فلورو الذي تمكن في ظرف وجيز من تحرير لاعبيه من ضغط عانوا منه منذ ضياع لقب عصبة الأبطال الإفريقية عقب خسارة النهائي أمام الترجي التونسي الذي فشل الأسبوع المنقضي في الظفر بلقب كأس السوبر بعد سقوطه أمام رجال المغرب الفاسي. قد يقول البعض بأنه من السابق لأوانه الحكم على العمل الذي يقوم به المدرب فلورو داخل وداد الأمة، لكن تراسيم فلسفة عمله أكدت بالملموس أن الرجل الذي تشبع بأدبيات الإحتراف وهو الذي سبق له تدريب فريق القرن ريال مدريد، مايوركا، خيخون بالإضافة إلى فياريال في إسبانيا ناهيك عن تجربته في أمريكا الجنوبية وبالضبط في المكسيك والأكوادور، حيث أشرف على فريقي مونتيري وبرشلونة سبورتينغ على التوالي تفيد بأن تحسن أداء لاعبيه ليس من ضرب الصدفة ولا يمث للحظ بصلة. فعلا إدارة الوداد البيضاوي وعلى رأسها عبد الإله أكرم نجحت في التعاقد مع مدرب محترف، ورئيس الفريق الذي تنقل ذات يوم للجارة الإيبيرية للتعاقد مع خواندي راموس كمشرف عام، تمكن من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وهي إستراتيجية مبنية على أهداف واضحة، لذا يهنأ مكتب الوداد على ربان سيفيد بطولتنا التي تستشرف الإحتراف وتتمسك بتلابيبه الأولى، خاصة وأنه رسخ روح المجموعة وألغى النزعة الفردانية التي غرقت فيها عناصر الفريق الأحمر مع السويسري ميشيل دوكاسطيل الذي سرحه الوداديون للجيران التونسيين وضحكوا عليهم، في الوقت الذي بات الربان القادم من بلاد الشوكولاتة غير مرغوب فيه في تونس الخضراء بعدما عجز عن فك شفرة النمور في موقعة رادس وهو الذي صرح قبل المباراة بأنه حفظ عن ظهر قلب طريقة لعب أبناء العاصمة العلمية الذين تفننوا أمام أعينه وردوا الدين لوداد القلوب، لترتفع معنويات لاعبيها الذين سيصححون مسارهم فيما تبقى من مسار البطولة بعد سقوط بعبع إسمه الترجي، فيما يصطلح عليه بعلاج الصدمة الذي سيمكن الفريق البيضاوي من الإيمان بحظوظه، وإنطلاقته ستكون محليا من الجولة القادمة حين سيرحل لمصاقرة الحمامة بسانية الرمل التي يعرف الحواصي العمراني ولكحل أدق تفاصيلها، علما أن التطوانيين بدورهم ينتظرون قدوم الوداد لقطع الشك باليقين لتأكيد الذات أمام فريق كبير. حقيقة ما أعجبني في بينيطو هو قدرته على التواصل مع لاعبيه رغم إصطدامه بحاجز اللغة، إبن مدينة خيخون إستفاد من التجارب التي خاضها في بطولات مختلفة وأكيد أن إسمه سيتردد داخل أروقة أكثر من ناد، خاصة وأنني أتنبأ له بقيادة الوداد لما هو أفضل في القادم من الأيام.. شخصيا لا أدافع عن هذا المدرب، بل عمله يضعه تحت المجهر وهو الذي إحترم لوصيكا بمدربها الجاي الذي مازال يعيش تحت وطأة الصدمة ويحمل لمريني واللوزاني مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع داخل الفريق، علما أنه لم يقو على تقديم الإضافة، ويسير بفارس الفوسفاط إلى المجهول.. أتأسف على أحوال بعض المنتقدين في بعض الأحيان من أطرنا الوطنية حينما يكون خارج «بون دو توش» ويقول العصيدة باردة وحين يدخل «المعمعة» يبتلع لسانه. الجاي قد يذهب ومعه وجب على كل المدريبن إحترام زملائهم في المهنة، ووضع ميثاق شرف فيما بينهم لأن «ليام كاتدور»، وإسألوا من مر من عاصمة الفوسفاط ليشرح لكم من يحرض على إنتقاد من يتعاقب على تدريب الفريق. أعود لوداد الأمة وبه وجب الإعتراف بعمل بينيطو والوقوف بجانبه، لأنه لن ينفع الفريق فحسب، بل تواجده سينعكس بالإيجاب على المنتوج الوطني الذي بات بحاجة لتواجد الأجانب بيننا لتظل خيوط التواصل قائمة مع «ولاد البلاد» ليجد الطوسي وأمثاله مع من يتنافسون أمام أعين العالمي غيرتس.