الجيش والفتح يغيران قواعدهما مؤقتا.. فهل من تأثير ؟ وأخيرا سينعم مركب مولاي عبدالله بالإصلاح الذي انتظرناه طويلا، الملعب الذي احتضن العديد من التظاهرات الدولية والمباريات التاريخية سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية سيخضع للإصلاح إستعدادا لمناسبتبن دوليتين هامتين لهما وزنهما على الصعيد العالمي، كأس العالم للأندية وكأس أمم إفريقيا، حيث تمَ اختيار الملعب الرئيسي بالعاصمة الرباط لاحتضان مباريات المنافستين، والأكيد أن الخاسر الأكبر من هذا الإغلاق هما الجيش والفتح، الفريقان اللذان إعتادا الإستقبال منذ سنوات فوق أرضيته، إذ وجدا ممثلا العاصمة نفسيهما مضطرين لتدبير أمورهما والبحث عن ملعب لاستقبال مبارياتهما إلى حين أن تعود الحياة لمركب مولاي عبدالله. للضرورة أحكام كان لا بد أن تكون هناك التفاتة حقيقية لمركب مولاي عبدالله، بعد الحالة الكارثية التي بلغها عشبه وكذا مرافقه، وكان من المؤسف أن يظل هذا الملعب على أهميته وموقعه وسعته يشكو تهميشا كبيرا وسوء تدبير مرافقه، لدرجة أن كل الأندية التي تحل ضيفة عليه إنتقدت سوء عشبه، حيث عانى الجيش والفتح من رداءة أرضيته بل اشتكى لاعبو الفريقين خاصة في ظل الإصابات التي كانت تطارد لاعبي الفتح والجيش. وأمام هذه المعطيات كان من الضروري إسدال الستار وإغلاق المركب لإخضاعه للإصلاح وليس أي إصلاح، لأن الرتوشات والإصلاحات الترقيعية كان عبارة عن مضيعة للوقت من المسؤولين، إذ سرعان ما كان مركب مولاي عبدالله يعود لحالة عشبه الكارثية، وهو ما استلزم إغلاقه لخضوعه لإصلاح بالمعنى الحقيقي، بدليل الزيارة الأخيرة التي قامت بها اللجنة المنظمة لمونديال الأندية برئاسة محمد رواراوة، من أجل معاينة المركب وإبداء أهم الملاحظات والخطوات التي سيتم إتباعها ليكون المركب جاهزا للإستحقاقات القادمة. وضعية مختلفة تزامن هذا الإغلاق مع دخول رحى النصف الثاني من البطولة الإحترافية، وغالبا ما يكون الشطر الثاني حاسما للأندية ومؤثرا من أجل تحديد أهدافها، لذلك كان لا بد من تسليط الضوء على وضعية الفريقين بعد أن اضطرَا لتغيير ملعب الإستقبال، ذلك أن الجيش يعيش وضعا مهزوزاً هذا الموسم بسبب نتائجه غير المستقرة حيث يحتل المركز 12 ب 16 نقطة دون احتساب مباراته أمام أولمبيك آسفي، وهو موقع لا يستجيب لتطلعات كل مكونات الفريق العسكري ولا يوازي أيضا الإمكانيات التي يتوفر عليها، ناهيك عن الخروج المبكر من عصبة أبطال إفريقيا، لذلك سيدخل العسكريون رهان الإغتراب وهم ليسوا في أفضل أحوالهم. وعلى النقيض من الجيش فإن وضعية الفتح أفضل بعد أن سجل نتائج إيجابية، بدليل أنه يحتل المركز الأول، إذ عرف كيف يرتقي ويتجاوز كل الحواجز بنجاح قبل أن يصل إلى طابور المقدمة، وبالتالي فإن أشبال المدرب جمال السلامي سيغيرون معقلهم وهم في أفضل أحوالهم وبثقة ومعنويات جد مرتفعة. العساكر في ضيافة فاس كان الجيش مطالبا بالبحث عن ملعب ينهي به الموسم ويستقبل على أرضيته المباريات المتبقية له في الموسم، ثلاثة ملاعب كانت مرشحة لاحتضان العساكر بطنجة ومراكش وفاس، قبل أن يقع الاختيار على ملعب مركب فاس، حيث راهن المدرب رشيد الطوسي على جودة الأرضية وطبيعتها، بدليل أنه رفض المقترحات التي كانت أمامه والتي كانت ستخفف بعض الأعباء عن جماهيره ولن تشعر لاعبيه كثيرا بالإغتراب، بعد أن رفض الإستقبال بملعبي سلاوالقنيطرة بسبب عشبهما الإصطناعي، كما رفض أيضا الإستقبال بالخميسات لعدم جودة عشبه. والأكيد أن جودة أرضية مركب فاس قد أغرت الطوسي وكذا اللاعبين الذين ارتاحوا أيضا لهذا الإختيار، خاصة أن أرضية مركب مولاي عبدالله شكلت لهم هاجسا كبيرا وخصما اعتبروه من بين الأسباب التي جعلت فريقهم لا يسجل نتائج إيجابية، كما أن بعض اللاعبين سبق أن كانت لهم تجارب بفاس، كالزنيتي وحجي والمراني وبنجلون وعزيم ويوسف أنور وأجدو. الفتح ونصف الإغتراب مرة أخرى تبدو وضعية الفتح مخالفة مقارنة بالجيش على مستوى اختيار بديل لمركب مولاي عبدالله، ذلك أن الفتح يبقى محظوظا لأنه يملك ملعب مولاي الحسن الذي اختصر عليه جهد البحث عن البديل وكذا الإغتراب، وبالتالي يمكن اعتبار أن الفتح سيعيش نصف الإغتراب بعد أن ظل بالرباط وغيَر فقط ملعبه، ولو أن الأخير يبقى مكسو بالعشب الإصطناعي، على أن النقطة الإيجابية أن لاعبي الفتح متعودون على الملعب ويتدربون فوق أرضيتهم، كما أجروا العديد من المباريات فوق أرضيته، منها ما هو رسمي كمباراة جمعية سلا عن البطولة والتي انتهت بفوز الفريق الرباطي بهدف للاشيء. بأي تأثير؟ لا شك أن الجيش والفتح يمنيان النفس اقتفاء آثار نهضة بركان الذي لم يتأثر بعنصر الإغتراب في الموسم الماضي بعد سجل نتائج إيجابية رغم أنه استقبل جل مبارياته بوجدة، رغم أن الفتح سيعيش كما أسلفنا نصف إغتراب، وإذا كان القاسم المشترك بين الجيش والفتح أنهما غيَرا ملعبهما مكرهين، فتحدوهما أيضا الرغبة أن لا يكون لهذا التغيير في نصف الموسم تأثير سلبي، والأكيد أن ما يزيد من أهمية وضعيتهما أنهما مرغمان لتسجيل النتائج الإيجابية. الجيش لم يعد مستعدا لتسجيل المزيد من النتائج المتواضعة وسيرفع شعار إيقاف نزيف ضياع النقاط، فهو على الأقل يريد الإرتقاء في الترتيب وبلوغ المراكز الأمامية، رغم اصطدامه بعنصر الإغتراب وبالسفر لفاس لاستقبال مبارياته، علما أن جماهيره انتقدت هذا الإختيار وطالبت بإجراء المباريات بأحد الملاعب القريبة من الرباط، كسلا أو القنيطرة، لذلك سيكون الجيش مطالبا بتسجيل النتائج الإيجابية، وإلا سيجد نفسه وحيدا يستقبل ضيوفه وسط ملعب مهجور إذا استمرت النتائج السلبية. وفي الجانب الآخر فإن الفتح يريد أن يجعل من ملعب مولاي الحسن فرصة لمواصلة نتائجه الإيجابية ومناسبة ليلعب وسط جماهير كثيرة، مقارنة بالمباريات التي كانت تجرى بمركب مولاي عبدالله، ولربما قد تكون خطوة الإستقبال بملعبه جد إيجابية ومفيدة للفتح الذي يراهن على مواصلة التألق بين أحضان ملعبه.