قلتها بالحرف في عدد الاثنين الماضي «بإذن الله سنفوز» وفزنا بحمد وعون الله وبركة الشرفاء، وفازت الروح والمواطنة والرجولة بعرق القميص، ولعلكم شاهد كيف تعرق أصول الرجال داخل الرقعة، وكيف أبطلوا الخسارة وحولوها إلى ريمونطادا وليس بعقلية المشعوذين والنائمين على السحر والدجل وما شابه ذلك من خرافات الرش على المرمى وأماكن سوء الحظ التي نومت من يؤمن بالشعودة، وأرض المغرب هي منبع الشرفاء ومهما بلغت الأحقاد على هذا البلد يظل سيدا لنفسه وأنفته وكبريائه وأصوله ورغما على أنف الكارهين، هي امبراطورية العظماء وأرض النبهاء والعلماء والأولياء والصالحين، وفي مثل هذه الأحداث تتداخل الكرة في جميع التوجهات وتنبعث منها روائح الكراهية للبعض، ولكنها بروح المعنى تجمع العرب كلية ولا تفرقها مهما حاولت شرذمة ممن يصنعون ويربون الأجيال على حقد دفين للمغرب، لذلك أقول أن من ينفث سمه على المغاربة يجد نفسه أمام جحيم الرد العدواني ولو كان جارا بإسم العروبة لأنه فاقد أصلا لذلك، وبركة الشرفاء تقف بالمرصاد لغطرسة المارقين والغارقين في الوادي الحار للحقد والرد القاسي هو لبوق إعلامي من جار «هوك» يعرف جيدا ومن معه أنه يومه الموعود سيأتي برسائل المحاكمة. قلتها بالحرف أننا سنفوز على الخصم والوضع ومشكلة العبور الإضافية بقراءة وضعية هذه الشعلة التي أرخت لنفسها منتخبا يدخل التاريخ من بابه الواسع، ولأول مرة في مشاركاته القارية، ولكن سنفوز بالمحنة وبعسر خطة أريد منها وضع حد لأروقة الأسود حتى لا تفوز على مالاوي في معتقد الناخب الروماني ماريو مارنيكا، والحقيقة بدت واضحة لأن من يعرف مالاوي سابقا على أنها منتخب سهل التجاوز، فقد أخطأ القراءة ولكن بحكم احترافنا الإعلامي والمتابعة الإستقرائية لكل التفاصيل الدقيقة، وجدنا أن مالاوي من دولة المليون نسمة ستفجر الينبوع وستقول كلمتها، وقالتها بالفعل عندما عبرت إلى دور الربع، لكن الأجمل من ذلك أن هذا المنتخب كسائر المنتخبات الصغيرة الأخرى التي تأهلت من قبيل غامبيا لأول مرة إلى دور ربع النهائي، يعتبر منتخبا قويا أحرج السنيغال، وأحرجنا بالفعل ليس بسرقة موصوفة للهدف الرائع الذي سجله فرانك مهانغو بمرمى ياسين بونو، ولكن بمتعة الأنموذج الكروي السخي بالمطاردة والسرعة والمضاد السريع والهجوم المخيف، وسقت هذا الكلام لأنني حفظت ونسخت الأسماء المعروفة ليستدل بها الناخب الوطني وحيد ومن معه في الطاقم ليقرأ من هو فرانك مهانغو ومايوبا ومبولو، هذا الثلاثي قلت عنه أنه يلعب سويا بجنوب إفريقيا، وله ميزة الخطورة أساسا، ولعلكم شاهدتم كيف أزعج الرقم 11مهانغو عرين بونو ثلاث مرات أصاب في واحدة منها الهدف. وقلتها بالحرف، سنفوز على المالاوي بأي ثمن لأننا نريد قطع أوصال الثقة الزائدة وبتر ساق الشك الذي سيطر على الأسود ل18 عاما من الخروج من هذا النفق المسدود، أي من جيل 2004 الذي استند عليه الزاكي بإنجاز تاريخي وصل به مع الأسود إلى نهائي ذات الكأس في نفس السنة إلى جيل اليوم دون أن تفلح الأجيال الأخرى التي تسابقت على الكؤوس الإفريقية من دون أن تعبر دور الربع السابق في نسخة 16 فريقا وليس 24 فريقا كما هو عليه النهائيات الحالية، ما يعني أن وحيد خليلودزيتش نال العلامة الكاملة على كل المدربين الذين تعاقبوا على الأسود من دون اختراق لهذا الوضع، وما يعني أيضا أن ثورة الإنقلاب البشري التي أحدثها وحيد في ظل عامين من الترقب والتجريب أفلحت وأثمرت جيلا مبدعا ربحه وحيد باختياراته وتواصله وروحه النفسية التي تعطي للاعب الثقة بالنفس، وعندما أشاهد أملاح، بوفال، لوزا، ريان، النصيري، بونو، حكيمي، سفيان أمرابط وغيرهم من العيارات، يأتيني الرد بديهيا وباختلاف النوايا لأن بوفال لم يعد ذلك المبدع فرديا بقدر ما زاوج بين الفردية والجماعية، وأملاح ليس هو من يلعب بسطاندار دولييج لكون كوطة الوطنية ارتفعت ويستحق اليوم أفضل فريق بأوروبا، ولكن لحكيمي مكان خاص للعظماء لأنه هو من صنع هذا الحلم، والنصيري فك الغياب بعودة الروح التهديفية وأمرابط شنق الرئات الوسطية، ولوزا قدم للمغاربة أروع صور الجسارة، وهلم جرا من الشركاء المقاومين في خط الدفاع ومن معهم. نهاية، آمل أن يتواصل هذا العرس التاريخي بأنطولوجية البحث عن ورقة التأهل إلى نصف النهائي، لأنه يعنينا أيا كان الخصم إيفواريا أو مصريا، لأننا بحمد الله وصلنا للخطوة الثالثة، ولنفكر فيها من الآن وب 90 دقيقة فقط من الرجولة وعض العشب. الأسد يبقى أسدا، والحكيم يظل عظيما، ونريد صواريخ أخرى لا نصفها بالقصف كما يرددها إعلام «هوك» ولكن نصفها بعظمة الرجال ونجوم العالم، وديما مغرب، وبركة الشرفاء معكم يا أبطال.