تميزت البداية في الشوط الأول بضغط خفيف من جانب النهضة البركانية بغية إرباك إتحاد بن قردان مبكرا وتسجيل الهدف الذي قد يبعثر أوراق الفريق التونسي الذي بدأ الشوط الأول بحذر كبير وبتريث من دون أن يقوم ببناءات هجومية حتى لا يترك المساحات فارغة للنهضة البركانية الذي يتوفر على لاعبين من ذوي السرعة والذين لا يفوتون الفرصة في كل بناء هجومي. إتحاد بن قردان كان يدرك جيدا خطورة لاعبي نهضة بركان لذلك إعتمد مبكرا على الضغط على حامل الكرة والتركيز على تبادل الكرة بدون إرتكاب الأخطاء التي قد يستغلها لاعبو نهضة بركان. إيقاع المباراة في ال10 دقائق الأولى لم يحمل أي جديد، حيث ظل لاعبو نهضة بركان معزولين من لاعبي إتحاد بن قردان، وأصبح من الصعب الوصول لمرمى الحارس علي العياري، الذي كان في راحة تامة خلال الربع ساعة الأولى، بعد ضبط خطة الدفاع والتقدم نحو الأمام كلما تطلب ذلك. إنتظرنا حتى الدقيقة 14 حيث سجلنا أول تهديد للفريق التونسي بواسطة الجزيري، الذي سدد بقوة لكن الحارس الحمياني تدخل بنجاح وحول الكرة للزاوية، بعد أن ظلت الكرة متمركزة في وسط الميدان. نصل للدقيقة ال20، ظل الوضع على ما هو عليه في غياب المبادرة من الفريقين وحتى النهضة البركانية لم يكن يستعجل في تسجيل الهدف الأول، حيث ظل يلعب دور المراقب وشل حركة لاعبي إتحاد بن قردان التونسي الذين كانوا يلعبون بحذر كبير من دون التسرع للوصول لمرمى الحارس الحمياني. ووجد النهضة البركانية مع مرور الدقائق صعوبة كبيرة في إيجاد الحلول لفك شفرة إتحاد بن قردان الذي كان يدرك جيدا خطورة النهضة البركانية. وأمام غياب الحلول كان الحل هو التسديد وهو ما قام به بكر الهيلالي في الدقيقة 25 عندما أرسل قذيفة صاروخية مرت قريبة من القائم الأيسر للحارس علي العياري، ثم محاولة إبراهيم البحراوي في الدقيقة 27 لكن بوعيشة كان في المكان المناسب وأبعد الكرة. وتبين أن إتحاد بن قردان قرأ جيدا النهج التكتيكي للنهضة البركانية الشيء الذي جعله يخنق أنفاس الفريق البركاني ويطبق خطة الضغط على حامل الكرة وملء المساحات وعدم ترك الفرصة للنهضة البركانية القيام ببناءات هجومية، وحتى الأجنحة لم تقم بدورها بإمداد المهاجمين بالكرات الحاسمة. نصل للدقيقة الثلاثين إزدادت الصعوبة للنهضة البركانية الذي لم يجد الحلول لهز الشباك، ولاحظنا أن عمر النمساوي الذي كان يجب أن يلعب دورا محوريا في خط الوسط، وأيضا إمداد زملائه بتسديداته فقد غابت فعاليته في الشوط الأول، وظل المهاجم إبراهيم البحراوي معزولا بالنظر للحراسة المشددة عليه وغياب المساندة، من دون أن ننسى تراجع مستوى حمزة الموساوي في الجهة اليسرى. ولأن الضغط يولد الإنفجار فقد جاء الفرج في الدقيقة 38 حيث سيرسل حمزة الموساوي تسديدة كالشهد للبحراوي الذي إرتقى بضربة رأسية وأسكن الكرة في الجهة اليسرى للحارس علي العياري ليرفع الضغط عن اللاعبين الذي عاشوا ضغطا رهيبا في غياب فرص التسجيل، وبعد دقيقة واحدة سيضيع النهضة البركانية هذفا ثانيا بواسطة يوسف الفحلي. ومباشرة عند إنطلاق الشوط الثاني أقدم مدرب إتحاد بن قردان على تغيير أربعة لاعبين دفعة واحدة وذلك للضغط على لاعبي النهضة البركانية. الدقيقة 49 سيتحصل النهضة البركانية على ضربة خطأ مباشرة قريبة من منطقة العمليات أشبه بضربة جزاء، لكن تسديدة النمساوي مرت بعيدا عن المرمى. وظل المدرب إبينغي محافظا على وضيع تويسيلا مالا يضيع في الدقيقة 58 عندما تسلم كرة فوق طبق من ذهب من بكر الهيلالي حيث لم يركز جيدا عندما تصدى له الحارس العياري الذي أغلق كل المنافذ، وعاد يوسوفا ضايو في محاولة ثانية لكنه أخفق في ذلك، ليستمر الإيقاع في إنتظار الهدف الثاني الذي سينهي كل أحلام إتحاد بن قردان. وأصبحت الخطورة تأتي من النهضة البركانية بعد ممارسته لضغط كبير بحثا عن الهدف الثاني إلا أن لاعبي إتحاد بن قردان أغلقوا المنافذ لإدراكهم لخطورة البناءات الهجومية للاعبي النهضة البركانية، الذين كانت تحذوهم رغبة كبيرة لإضافة الهدف الثاني الذي ستأتى في الدقيقة 74 عن طريق إبراهيم البحراوي الذي تلقى كرة فوق طبق من ذهب من يوسف الفحلي حيث أنهى كل أحلام إتحاد بن قردان. ولم يكتف النهضة البركانية بالهدف الثاني بل سيضيف الهدف الثالث في الدقيقة 79 عن طريق اللاعب بكر الهيلالي الذي تلقى كرة جميلة من إبراهيم البحراوي. وسيضيف النهضة البركانية الهدف الرابع في الدقيقة 88 عن طريق اللاعب المودن الذي تحول لخط الهجوم ونجح في مهمته عندما سجل الهدف الرابع في إحتفالية كبيرة أظهرت قوة النهضة البركانية وجاهزيته لكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. لتنتهي المباراة بفوز مستحق للنهضة البركانية برباعية خالدة أهلته لدور المجموعات في كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عن جدارة وإستحقاق.