• لاعبون متأهبون وآخرون بتنافسية «تحت الصفر»! بأي جاهزية دخل أسود الأطلس معسكرهم التدريبي الحالي؟ وهل توفق المدرب الوطني وحيد خاليلودزيتش في اختياراته؟ وهل أخضع لاعبيه لمقياس الدقة في الإختيار بين من يستحق الحضور ومن لا يستحق؟ وما هو المعيار الذي اعتمده أصلا في اختيارات أسماء لاعبيه؟ وهل يستحق كل اللاعبين المنادى عليهم الدفاع عن قميص الأسود في الوقت الحالي في ظل التباين الكبير في حجم جاهزيتهم وتنافسيتهم؟ • «خارطة طريق» جديدة دخل لاعبو المنتخب الوطني منذ يوم الإثنين الماضي معسكرهم التدريبي الأول استعدادا لخوض الجولتين الأولى والثانية من تصفيات كأس العالم 2022، أمام كل من السودان وغينيا.. ويتزامن هذا المعسكر مع انطلاق منافسات الموسم الجديد (2021/2022) في البطولات الأروبية موطن أغلب «أسود الأطلس»، حيث يحترفون وحيث يخوضون مبارياتهم. وتتفاوت نسبة الإستعدادات والجاهزية بين لاعبي الأسود، ليس فقط وفق برامج مباريات الأندية التي يلعبون لها والبطولات التي يمارسون فيها، ولكن أيضا وفق ظروفهم الشخصية، حيث هناك من اللاعبين من بدأ الإستعدادات متأخرا بسبب الإصابة، ومنهم من بدأ مبكرا لكن من دون أن يخوض أي مباراة وهو ما يكون له أثر بالتأكيد على حجم تنافسيته. ولعب نقل هاتين المبارتين من شهر يونيو الماضي إلى شهر شتنبر الحالي دور كبير من قلب توازنات الجاهزية لدى اللاعبين رأسا على عقب، وبات لحجم استعداداتهم وتنافسيتهم «خارطة طريقة» جديدة.. فخوض هاتين المبارتين في نهاية الموسم حيث يكون اللاعبون قد بلغوا درجة معينة من الجاهزية، مُختلف بكل المقاييس عن خوضها في بداية الموسم، حيث يبدأ اللاعبون استعداداتهم من الصفر عقب خضوعهم لفترة راحة ضرورية كإجازة موسمية. وبالنظر إلى لائحة ال24 لاعبا التي حدد وحيد خاليودزيتش أسماءها لدخول المعسكر التدريبي الحالي، يتضح أن نسبة تنافسية اللاعبين وجاهزيتهم متفاوتة إلى حد ما أحيانا بين لاعب إلى آخر.. ومتناقضة أحيانا أخرى، وبشكل ملحوظ، بين لاعب وآخر.. حيث أن هناك من اللاعبين من لم يشارك مع فريقه في أية مباراة بعد، في حين أن البعض منهم لعب 4 أو 3 مباريات. • اللاعبون الأكثر تنافسية قطع 15 لاعبا من لاعبي لائحة وحيد الحالية أشواطا بعيدة من حيث التنافسية والجاهزية قبل انضمامهم للمعسكر التدريبي الحالي، حيث التحقوا بالمركز الوطني محمد السادس لكرة القدم، موقع المعسكر التدريبي، وفي جعبتهم رصيد مهم من الإستعداد والجاهزية بعدما خاضوا عدة مباريات من أنديتهم منحتهم القدر الكافي من الجاهزية الذي سيخوضون به مباريات قوية وصعبة من حجم تصفيات كاس العالم، وأمام منافسين أشداء لديهم من العناد والشراشة ما يستطيعون أن يخلقوا به المتاعب لأكبر وأقوى المنتخبات. ورغم اختلاف حجم الأندية والبطولات التي يلعب ضمنها هؤلاء اللاعبين ال15، إلا أنهم التحقوا بمعسكر الأسود وقد استفادوا جيدا من المباريات التي خاضوها حتى الآن، وعدد الدقائق التي قضوها في الملاعب.. وعلى رأس هؤلاء كل من أشرف حكيمي الذي لعب 4 مباريات في «الليغ 1» وشارك في كل دقائقها (360د) ونايف أكرد الذي شارك في نفس عدد المباريات بذات البطولة، ولعب نفس العدد من الدقائق، ويأتي خلفهما مباشرة كل من بوفال الذي شارك في 4مباريات بالليغ 1 أيضا، لكنه لعب دقائق أقل أي 284 دقيقة. ثم شاعر الذي لعب 4 مباريات في تشامبيونتشيب وخاض 274 دقيقة من اللعب. ويأتي قبل كل هؤلاء ريان مايي لاعب فرينكفاروس الذي لعب حتى الآن 8مباريات في البطولة الهنغارية لهذا الموسم، على اعتبار انطلاقتها المبكر جدا، وخاض 467 دقيقة من اللعب. وهناك لاعبون آخرون خاضوا 3 مباريات أو مبارتين فقط في دورياتهم مع تفاوت ملحوظ في عدد دقائق اللعب التي خاضوها، لكنهم جميعهم في أتم الإستعداد والجاهزية للمشاركة في مبارتي الأسود القادمة، وهم بونو، المحمدي، ماسينا، الكرواني، سايس، أملاح، النصيري، تاعرابت وأبوخلال. وتظل حالة بنشرقي استثنائية، فهو اللاعب الوحيد الذي أنهى موسمه مع الزمالك في وقت متزامن من انطلاق المعسكر التدريبي للأسود، فالفترة الحالية بالنسبة إليه تعتبر نهاية الموسم، في حين أن بقية لاعبي المنتخب الوطني بدأوا موسمهم الجديد مع أنديتهم في مختلف البطولات باستثناء الحارس الزنيتي الذي لم تنطلق بطولته بعد. لكن بنشرقي أنهى الموسم بشكل مثالي حيث سجل لفريقه 15هدفا في البطولة المصرية. • اللاعبون الأقل تنافسية وهناك لاعبون تكشف أرقامهم أنهم أقل تنافسية من الآخرين، حيث لم يخوضوا الكثير من دقائق اللعب في المباريات الرسمية رغم أن بعضهم شارك في استعدادات بداية الموسم بشكل مكثف وخاض العديد من المباريات الودية.. وتختلف ظروف كل لاعب عن الآخر، حيث أن البعض منهم لم يلعب الكثير من دقائق المباريات بسبب عائق بدني ما، في حين أن البعض الآخر لم يشارك كثيرا بسبب نظرة مدربيهم التقنية للمباريات. واللاعبون الأقل تنافسية هم العكوش لاعب ميتز الذي شارك في 106 دقائق من اللعب في مبارتين بالليغ 1، يليه لوزا الذي لعب مع فريقه واتفورد مباراة واحدة فقط في البريميرليغ، وشارك في كل دقائقها ال90، ثم يميق لاعب بلد الوليد الذي شارك في مبارتين أيضا بالقسم الإسباني الثاني لكنه لعب 70 دقيقة فقط، ويأتي خلفه برقوق لاعب إنتراخت فرانكفورت الذي شارك في مباراة واحدة حتى الآن في البوندسليغا ولعب 63 دقيقة لا أكثر.. في حين أن مالح لاعب فيرونتينا شارك في مبارتين بالسيري أ لكنه لعب 51 دقيقة لا غير. • هؤلاء تنافسيتهم منعدمة لم تخل لائحة وحيد لمبارتي السودان وغينيا من أسماء مثيرة للدهشة والإستغراب ليس لقلة مواهبها وقدراتها، ولكن لقلة جاهزيتها التي تكاد تبلغ درجة الصفر.. ومهما اختلفت ظروف هؤلاء وتنوعت أسباب عدم جاهزيتهم في الوقت الراهن، فإنهم يلتقون جميعا في نتيجة حتمية واحدة، وهي أنهم غير جاهزين. فالبعض منهم بالكاد بدأ التدريبات مثل سفيان أمرابط الذي خضع لعملية جراحية على مستوى الفخذ في منتصف شهر يوليوز الماضي، وقضى زهاء شهر في هولندا تحت رحمة برنامجه العلاجي والتأهيلي، والتحق متأخرا بفريقه ولم يشارك سوى في بعض الحصص التدريبية دون أن يخوض حتى الآن أي مباراة مع فيرونتينا سواء كانت إعدادية أو رسمية. وتختلف حالة أمرابط عن حالة كل من الحدادي لاعب إشبيلية وشاكلا لاعب فياريال الذي انتقل مؤخرا لفريق لوفين البلجيكي.. فكلا اللاعبين شاركا في تدريبات فريقيهما لكنهما ظلا خارج المباريات الرسمية لأنهما لا يدخلان في حسابات مدربيهما.. وقد وجد شاكلا حلا لعزلته مع فياريال الذي وضعه في لائحة الإنتقلات وانضم لصفوف فريقه البلجيكي الجديد، في حين لا يريد الحدادي أن يغادر إشبيلة بعد رغم كل العروض التي تلقاها، وهذا يلحق به الكثير من الضرر على مستوى التنافسية فهو لم ولن يخوض أي مباراة مع الفريق الأندلسي، وقد كان معه مدربه جولين لوبيتيغي صريحا إلى أبعد حد عندما أكد له أنه لن يعتمد عليه ومن الأفضل له الإنضمام لفريق آخر عوض أن يلاحق «السراب» مع إشبيلية. هؤلاء اللاعبون الثلاثة من دون تنافسية تذكر، ويمكن أن نضيف إليهم الزنيتي حارس الرجاء على اعتبار أن البطولة الإحترافية لم تنطلق بعد، لكن الزنيتي كان في أفضل أحواله وفي قمة تنافسيته وجاهزيته إلى غاية تتويجه مع الرجاء قبل أيام بكأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال.