بيان حقيقة من الرعدوني إلى غلاب كذب محمد الرعدوني لاعب الدفاع الحسني الجديدي ادعاءات كريم غلاب وزير التجهيز والنقل، بعد ساعات من خرجة الوزير الإعلامية التي بشر فيها المواطنين بتراجع ضحايا حوادث السير بنسبة 17,51 في المائة، مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2009، في إشارة إلى دور مدونة السير، التي دخلت حيز التنفيذ منذ ثلاثة أشهر في الحد من حرب الطرقات. ليس الرعدوني صحافيا كي يرسل إلى الوزير بيان حقيقة مكتوب بالدم، فهو مجرد لاعب كرة القدم في صفوف الفريق الدكالي، لكنه كذب ميدانيا أقوال غلاب وخطة السلامة الطرقية التي بشر بها كل من تتبع الندوة الصحفية ليوم الإثنين الماضي، إذ استفاق الشارع الجديدي صباح أول أمس الثلاثاء على خبر حادثة سير بالجملة، بعد أن داست سيارة كان يقودها وسط ميدان الدفاع الجديدي عشرة أشخاص لفظ واحد منهم أنفاسه والبقية تتمدد في قاعة العناية المركزة. مسرح الحادثة هو شارع محمد الخامس الذي يعرف نشاطا تجاريا كبيرا وصخبا واكتظاظا، والذي تحول إلى شارع معار من شوارع الفلوجة، فقد تمددت الجثت على قارعة الطريق وعلا الصفير الفضاء، وسيطرت كلاكسونات سيارات الإسعاف التي نقلت الضحايا من بينهم شرطي مرور، من شارع محمد الخامس إلى مستشفى محمد الخامس. ماذا أصاب الرعدوني حتى أرعد المدينة في هذا اليوم البارد؟ هل هي فورة غضب ناتجة عن مضاعفات وضعه على كرسي البدلاء؟، أم أن الأمر مجرد حلقة في مسلسل الإنفلاتات غير المحسوبة لبعض اللاعبين الذين يقودون سياراتهم كما يقودون هجوما مباغثا على الخصم في ملاعب الكرة؟ أم أن الحالة الميكانيكية للسيارة واللاعب ليسا على ما يرام؟ لم يضغط اللاعب على الفرامل حين داس أول ضحية، ولم يعبأ بصفارة شرطي المرور وصياح المارة، لأنه اعتاد التوقف فقط حين يرفع حكم الشرط راية التسلل. من المفارقات الغريبة في هذا الحادث المؤلم، أن السيارة التي كان يقودها لاعب الدفاع الجديدي في ملكية صهره وزميله في الفريق الدمياني، وهذه السيارة سبق لها أن تعرضت لحادث سير في العام الماضي، وكادت أن تضع حدا لمسيرة صاحبها، الآن تبين أن السيارة من صنف المقاتلات اللواتي لا يستقيم حالهن إلا إذا أريق على جوانبهن الدم. أغلب اللاعبين يقودون سياراتهم بسرعة جنونية، فهم يريدون أن يكشفوا للمارة امتلاكهم لقوة اختراق خارقة في الطريق العام وفي الملعب، فقد سبق لمدينة الجديدة أن شهدت معارك ميكانيكية كان أبطالها لاعبون يقودون سياراتهم ذات الزجاج الداكن بسرعة جنونية رغم أن الكثير منهم يضع في الزجاج الخلفي رقم 90 الذي يدل على أن سائق السيارة حديث العهد بالسير والجولان. في مدينة الجديدة داست سيارة كان يقودها لاعب الرجاء فتاح أحد المواطنين الذي جاء إلى الجديدة للإصطياف فقضى فترة إجازته برجلين ملفوفتين في الجبص الطبي، لم يكن فتاح قد حصل بعد على رخصة السياقة، لكن تدخلات وازنة حولت اللاعب من سائق إلى شاهد عيان أي سخفان. ويذكر الجديديون حادث انقلاب سيارة كانت تحمل في بداية التسعينات، خيرة لاعبي الدفاع الجديدي، وهم العركوب والمحجوب ومنعم، ليخوض الفريق مباراة حاسمة بلاعبين على رؤوسهم ضمادات كأنهم خارجون للتو من انفجار قنينة غاز. كما يذكر البيضاويون الحوادث التي يساهم فيها بقسط وافر لاعبون حديثو العهد بقيادة السيارات، كما حصل للاعب متولي ونعينيعة مع فارق بسيط أن الضحية في هذه الحالة هو عمود النور، ولأن العمود في ملكية المكتب الوطني للكهرباء الذي يرأس مجلسه الإداري رئيس الجامعة الفاسي الفهري فإن سوء النية حاضرة من وراء القصد. وحده لاعب الجيش السابق هشام الزروالي الذي لقي مصرعه في حادثة سير بتمارة إثر ارتطام بجدع شجرة، واختار الرحيل دون أن يطالب طرف مدني بتعويضات عن الضرر. في ظل هذا الوضع أقترح على اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير تخصيص حصص لتحسيس لاعبي الكرة بأهمية الوقاية الطرقية، كي لا يصبح لعبهم كسياقتهم.