12 عاما من التحليق المستمر والمتواصل خارج البطولة، 12 سنة على التوالي فسحة ومساحة زمنية ليست سهلة على الإطلاق، بعدما غادر الوداد قبل أن تشرق شمس 2005 وهو في سن صغير صوب الليغ 1، حيث انطلق من حيث انطلق الملهم والقدوة نور الدين نيبت، فكلاهما مثل الوداد وكلاهما لعب في نفس المركز وكلاهما أطل على فرنسا في أول تحليق خارجي. إليكم جديد العدوة الذي مدد مع الظفرة ويواصل حجره الصحي بدولة الإمارات مقدما وعوده بطفرة لاحقة ستكذب شائعة تعليق الحذاء الذي لم يحن أوانه بعد. قواسم مشتركة مع نيبت كلاهما ودادي الإنتماء والهوية، وكلاهما انطلق للإحتراف في ذات السن تقريبا مع أفضلية للعدوة بسنتين أقل، ليلحق عصام بلانس بعدما عرج نيبت على نانط، وما هو إلا موسم واحد حتى لبس العدوة قميص نانط الفرنسي بدوره. لم يقتصر هذا التناغم وتوارد المصير على هذه المحطة فحسب، نيبت من نانط انتقل صوب البرتغال وتحديدا لفريق لشبونة والعدوة حلق صوب غيماريش الذي توج معه بكأس البرتغال. وسيتواصل نفس العزف بإلتحاق نيبت بالليغا وتحديدا لا كورونيا وليمتطي عصام صهوة ليفانطي الذي أمضى معه مواسم هي الأفضل والأقوى في مسيرته الإحترافية. بطبيعة الحال لم يكتب لحلم عصام الكبير أن يتحقق بالتوقيع لفريق إنجليزي كما حدث مع نيبت بطوطنهام، لكنه أبحر صوب الصين طلبا لعلم زائد في فن الكرة وليعود بعدها للخليج الذي كان عرج عليه في فترات متقطعة لكن هذه المرة باختيار ريما يطول لفترة يقول عنها عصام «مررت من الكويت ذات يوم وحتى الإمارات لكن شتان بين التجارب الأولى والعودة، فقد لمست أن هؤلاء القوم قطعوا مسافات بسرعة فائقة على درب التطور». الظفرة العشق والإحترام للموسم الثالث تواليا سيواصل عصام مع الظفرة بتمديده لموسم إضافي وهذه المرة سيواصل بلباس القيدوم والمخضرم وصاحب النفس الطويل والعارف بالأسرار «لم أجد من مسيري وفعاليات هذا الفريق غير الإحترام والتقدير. لم ألمس فيهم ومنهم غير الود وجميعهم يشعرونني بأهميتي داخل الفريق والمجموعة ولست رقما زائدا على الحاجة. بعيدا عن التفاصيل المالية، نمط الحياة واحترام المسؤولين وانسجامي المطلق داخل الفريق هو من أسباب اختياري البقاء هنا ومن يقول عن البطولة الإماراتية أنها متواضعة أو متوسطة المستوى فهو حتما يجهل النجوم العالميون الذين مروا منها وبأي إيقاع تلعب». العدوة وفي سن 34 سنة يعد واحدا من اللاعبين المغاربة القلائل جدا الذين غادوا البطولة منذ 12 سنة ولم يعلنوا استسلامهم وواصلوا بنفس اليقين والثقة بالنجاح. لاعب نموذجي فذ وخلوق يمثل قدوة حقيقية للجيل الحالي.