شغلتنا بتأجيلاتها وتقلبها بين السيناريوهات والإحتمالات، عصبة الأبطال الإفريقية وكأس الكونفدرالية، وهما تشهدان سابقة تاريخية تتمثل في وصول أربعة أندية مغربية للدور نصف النهائي العالق بين تلابيب جائحة «كورونا»، عن أن نسأل، ماذا يا تراه الإتحاد العربي لكرة القدم، فاعل بكأس محمد السادس للأندية الأبطال التي بلغت بدورها مرحلة نصف النهائي، بل إن الرجاء البيضاوي كان يتأهب لخوض مباراة إياب المربع الذهبي لرد هزيمة الذهاب أمام الإسماعيلي المصري، قبل أن تجثم الجائحة على الأنفاس لتوقف كرة القدم عن الدوران.. بينما اشتغلت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم على ممكنات المرحلة القادمة بكثير من التشنج والترنح، بهدف إعادة الحياة للمسابقات القارية، وانتهت إلى ما أطلعنا عليه، سيناريوهان لإتمام ما بقي من المسابقتين المهمتين، فإن الإتحاد العربي لكرة القدم يشتغل على استيحاء وبوجع أيضا، لوضع خاتمة لكأس محمد السادس لكرة القدم، والتي كان قد قرر سلفا أن يجري نهائيها بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، بحكم أن النسخة الحالية للأندية العربية الأبطال تتشرف بحمل إسم جلالة الملك، ومصدر هذا الإستيحاء الأقرب إلى الإرتباك منه إلى شيء آخر، أمران إثنان كشف عنهما ل«المنتخب» السيد محمد راوراوة نائب رئيس الإتحاد العربي لكرة القدم، وهما في كل الأحوال يبطنان الكثير من الإشارات المقلقة، بخصوص المصير الحالي والمستقبلي لهذه المسابقة، التي كان تركي آل الشيخ إبان رئاسته للإتحاد العربي لكرة القدم، قد أطلق نسختها المستحدثة لتكون الأغلى في تاريخ كأس الأبطال العرب، بل ولتتفوق في منحها المالية على عصبة الأبطال بقارتي إفريقيا وأسيا.. الأمر الأول أن جائحة «كورونا» علقت المسابقة في دورها نصف النهائي المبرمج سلفا، والذي يضع في المواجهة الأولى الرجاء أمام الإسماعيلي المصري، في حين ستكون المواجهة الثانية شأنا سعوديا خالصا، بالنظر إلى أنها ستجمع اتحاد جدة بالشباب، ومن دون ضجيج يسمع له الطنين، بادر الإتحاد العربي لكرة القدم إلى مخاطبة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يقترح عليها تنظيم نصف نهائي ونهائي مجمع بالمغرب، بالنظر إلى أن تداعيات الجائحة تجعل من العسير تنظيم اللقاءات الثلاثة المتبقية عن المربع الذهبي متفرقة، وبالطبع فإن الجامعة لم تواف الإتحاد العربي لكرة القدم بأي رد، لأنها هي الأخرى ما زالت تنتظر إشارة الضوء الأخضر من الحكومة لإتمام الثلث المتبقي من البطولة الوطنية. ولا يبدو عمليا أن الجامعة سترفض للإتحاد العربي لكرة القدم هذا المخرج العملي من نفق الجائحة، ما دام أن المسابقة تحمل إسما غاليا على كل المغاربة، وحلمنا جميعا كمغاربة أن تكون هذه النسخة من نصيب الرجاء، الذي بقي السفير الوحيد للكرة المغربية في المسابقة، بعد أن خانت التجربة والحظ أولمبيك آسفي، فخرج مكرها من الدور ربع النهائي على يد الإتحاد السعودي. وكما أن جائحة «كورونا» قلبت تضاريس كأس محمد السادس، النسخة الحالية لمسابقة الأبطال العرب، فإنها ستؤثر لا محالة على النسخة القادمة، وقد تدفع الإتحاد العربي لكرة القدم إلى اختزالها بحيث لا يجري عنها دور تمهيدي بصيغة التجمع كما حدث مع نسختي زايد ومحمد السادس، ولا تلعب أيضا بهذا الكم الكبير من الأندية، وذاك أمر متروك بالتأكيد لما سيستجد من ظروف، والعالم في صراع مرير من أجل التخلص من الفك المفترس للفيروس. أما ثاني الأمرين، وهو صادم في ملامحه الأولى ولا يحمل أخبارا سارة للنسور الخضر، فيتعلق بالعسر المالي الذي بات يشكو منه الإتحاد العربي لكرة القدم، وقد أبلغ من قبل الشركة الراعية، أنها قد تصبح لوجود قوة قاهرة، في حل من الإلتزامات المنصوص عليها في عقد الرعاية، وهي في طريقها ربما لإعلان إفلاسها، وسيكون تأثير ذلك قويا على الإتحاد العربي لكرة القدم، بل وسينعكس سلبا على قيمة الجوائز المالية المرصودة سلفا، والتي ناهزت الستة ملايين دولار للفريق البطل. وفي حال ما إذا تعذر على الإتحاد العربي لكرة القدم إكمال النسخة الحالية لكاس محمد السادس للأندية الأبطال، فإنه سيكتفي بمنح كل فريق من الفرق الأربعة التي بلغت الدور نصف النهائي وبينها الرجاء البيضاوي طبعا، مبلغ 500ألف دولار، وهذا المستجد الحزين والمؤثر بقدر ما يشهد على سلبية تداعيات جائحة «كورونا» على الإتحاد العربي لكرة القدم، فإنه سيصيب الأندية الأربعة المتنافسة على اللقب وفي طليعتها الرجاء البيضاوي بحسرة كبيرة، فما أكثر ما علق مسؤولو الرجاء الآمال على منحة بطل كأس محمد السادس، للتخلص من جاذبية الأزمة المالية التي لم يعرف إلى اليوم خلاصا منها، بسبب ما علق بالعش الأخضر من ملفات محكومة من «الفيفا» ومن الجامعة وحتى من «طاس»، أرقامها المالية توجع الرأس فعلا.. هل تبخرت الآمال في اصطياد منحة الملايير؟ هل استحال الحلم العربي إلى مجرد أضغاث؟ تلك هي الأسئلة التي تزدحم في الأخيلة..