بالأمس القريب جدا، وربما حتى اليوم، كان الثلاثي المغربي نور الدين أمرابط، كريم الأحمدي ومروان داكوسطا يشكلون الدعامات الأساسية في صفوف المنتخب الوطني، وما قدمه هذا الثلاثي خلال المونديال الروسي الصيف الماضي من قتالية واستماتة وأداء قوي جعل منهم لاعبين مميزين جدا، ومحط أنظار العديد من الأندية التي كانت تمني النفس بالتعاقد معهم. وفي تعاقدات أغرت الثلاثي وأحبطت الكثيرين انتقل أمرابط والأحمدي وداكوسطا إلى البطولة السعودية.. ولأن الكثير من الحسابات والأنماط والعادات تغيرت في حياة هذا الثلاثي الذي انتقل من أجواء احترافية صرفة مع الأندية الأوروبية، إلى أجواء مغايرة مازالت الأندية الخليجية تقيس فيها أولى خطواتها نحو الاحتراف الحقيقي.. تبدل الكثير في أداء اللاعبين.. فلا أمرابط ظل أمرابط المقاتل الذي كان يتنفس بألف رئة.. ولا الأحمدي ظل الأحمدي الذي كان يتنقل في كل المساحات بدقة فائقة مثل الفراشات.. ولا داكوسطا حافظ على هيبته كمدافع حازم لا يهاب صخب أقوى المهاجمين.. وبقدرة قادر تغير الكثير في أداء هؤلاء، ولن يستطيع أحد أن يكذب على نفسه أو أن يدعي أن بقية أسود الخليج من المهدي بنعطية إلى مبارك بوصوفة إلى خالد بوطيب.. إلى غيرهم.. لم يتبدل في أدائهم الكثير، ويكفي أن نقرأ كيف استبعد مدربا النصر والاتحاد الثلاثي المغربي أمرابط والأحمدي وداكوسطا من المشاركة في عصبة أبطال آسيا، وهي أهم مسابقة في القارة "الصفراء" وتوازي عصبة أبطال أوروبا من حيث القيمة والأهمية، وتحلم كل الأندية الآسيوية بالمشاركة فيها.