غصت شوارع الدوحةبالقطريين والمقيمين الذين احتفلوا مساء الثلاثاء بالفوز الكبير للعنابي على الامارات المضيفة برباعية نظيفة، وبلوغ المنتخب نهائي كأس آسيا في كرة القدم للمرة الأولى في تاريخه. وشهدت المباراة التي أقيمت على ملعب محمد بن زايد في أبوظبي، توترا نظرا للندية الكبيرة بين المنتخبين، وأيضا على خلفية الأزمة الدبلوماسية الخليجية المستمرة منذ حزيران/يونيو 2017. وبعد انطلاق صافرة النهاية، غصت شوارع الدوحة بالمحتفلين الذين أطلقوا العنان لأبواق السيارات لاسيما على كورنيش العاصمة، رافعين الأعلام القطرية وإشارات بأربعة أصابع من أيديهم، في إشارة الى الأهداف التي هزت شباك الحارس الإماراتي خالد عيسى. وقال عبدول (24 عاما) وهو يتابع الاحتفالات من على جانب الطريق عند الكورنيش، لوكالة فرانس برس "أنا سعيد جدا بالطبع. الآن سنلعب في النهائي"، مضيفا "لكن بالنسبة إلي هذه المباراة أهم من النهائي، هي ثأر لكل أمر سيئ قالوه (الإماراتيون) عنا". أضاف "كل القطريين سعداء جدا". وتلعب قطر مع اليابان الفائزة على ايران 3-صفر، في النهائي المقرر الجمعة في مدينة زايد الرياضية في ابوظبي. الا أن مباراة نصف النهائي التي أقيمت الثلاثاء، شهدت توترا كبيرا لاسيما من قبل المشجعين الإماراتيين الذين ناهز عددهم 38 ألف شخص. وباستثناء الهدف الاول الذي سجله بوعلام خوخي (22)، أمطرت الجماهير لاعبي قطر بالأحذية وقوارير المياه بعد الأهداف الثلاثة المتبقية للمعز علي (37) وحسن الهيدوس (80) وحامد اسماعيل (90+3). كما ترك لاعبو العنابي المستطيل الاخضر بسرعة إلى غرف الملابس بعد صافرة النهاية. وتشهد العلاقات الخليجية توترا منذ قطع الرياضوأبوظبي والمنامة، إضافة الى القاهرة، علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة منذ حزيران/يونيو 2017 على خلفية اتهام قطر بدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الأخيرة. وشمل قطع العلاقات وقف الرحلات الجوية المتبادلة. وفي ظل غياب الحضور الرسمي القطري عن ملعب المباراة، لجأ العديد من المسؤولين القطريين الى موقع "تويتر" للإشادة بالعنابي الذي يحقق مسيرة لافتة في البطولة، اذ بلغ النهائي الأول له فيها بعد تحقيق ستة انتصارات في المباريات الست له في كأس آسيا 2019، دون تلقي مرماه أي هدف. وكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عبر "تويتر"، "كفو يالعنابي... عندما يجتمع الأداء الرائع والأخلاق الرياضية العالية...". وتابع المباراة آلاف من المشجعين في أماكن عامة ومقاه في الدوحة لاسيما في سوق واقف وسط العاصمة، حيث نقلت المباراة عبر شاشة عملاقة. وإضافة الى المواطنين القطريين، حضر مقيمون من مصر والأردن والجزائر. وبعد صمت وترقب مع انطلاق المباراة، بدأت حماسة المشجعين ترتفع شيئا فشيئا مع بدء السيطرة القطرية على مجريات اللعب، وصولا الى إنهاء الشوط الأول بتقدم بهدفين. وزادت حماسة المشجعين كلما أظهرت الشاشة خيبة أمل المشجعين الإماراتيين في ملعب المباراة، قيل أن تطلق صافرة النهاية الاحتفالات الصاخبة. وقال أحد المشجعين القطريين بفرحة عارمة بعد الفوز "الشعب القطري والمقيمون يستحقون ذلك (الفوز). لقد سجلنا في مرماهم أربعة أهداف".