الوداد البيضاوي يواجه الإفريقي في مباراة نوسطالجيا مغاربية بيضوضان يلاقي رفاق الأمس وكارزيطو يبحث عن فرصة للإنتقام يدشن الوداد المغربي والنادي الإفريقي التونسي النسخة الجديدة لكأس إتحاد شمال إفريقيا للأندية البطلة التي تقام هذه السنة تحت رعاية قناة نسمة المغاربية، التي تعتبر هذه المسابقة الجهوية فرصة لترسيخ مفهوم مغرب عربي كبير وموحد على حد تعبير مديرها العام نبيل القروي. وعلى الرغم من أهمية البلاطو، الذي سيحتضنه ملعب رادس بالعاصمة التونسية مساء يوم الأربعاء القادم إبتداءا من الساعة الثامنة بالتوقيت التونسي، واعتباره الأجود في أجندة البطولة، إلا أن الظروف شاءت أن يعيش الفريقان معا في حالة من اللاستقرار على مستوى النتائج التقنية، فالفريق التونسي كاد أن يعرف غليانا لولا انتصاره في آخر مباريات البطولة على النجم الساحلي التونسي بهدفين لصفر، كانا بمثابة قرص الأسبرين الذي خفض من حمى غليان جماهير باب الجديد، وجعل المدرب الوطني مراد بلمحجوب يحضر لملاقاة الوداد بهدوء بعيدا عن ضغط الأنصار. أما الوداد البيضاوي، فقد كانت خسارته أمام أولمبيك خريبكة كافية لزعزعة استقرار البيت الأحمر، لاسيما وأنها لم تتوقف عند الهزيمة الميدانية، بل امتدت لتشمل أروقة الجامعة في ما بات يعرف بقضية الحكم الباعمراني. وإذا كان الوداد البيضاوي سيخوض مباراة ديربي مغاربي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إلا أن المباراة تأخد أبعادا أخرى خاصة بالنسبة لمدرب الوداد الفرنسي/الإيطالي دييغو كارزيطو الذي يسعى إلى الانتصار لإنهاء كابوس تونس، بعد أن كانت خسارته رفقة ناديه السابق مازيمبي أمام الترجي بنفس الملعب، النقطة التي أفاضت الكأس ومنحته بطاقة خروج بلا عودة من معقل النادي الكونغولي، لذا ستكون للمباراة مكانة أخرى في نفس المدرب الذي سيسعى إلى الانتقام من الكرة التونسية بكتيبة أخرى إسمها الوداد. وليس المدرب هو الوحيد الذي تتحرك في دواخله رغبة الانتقام، بل إن اللاعب مصطفى بيضوضان تحدوه نفس الرغبة، خاصة وأنه يريد أن يؤكد لفريقه السابق استمراره في ممارسة هواية هزّ الشباك، وقدرته على اقتناص الأهداف. وإذا كان النادي الإفريقي قد دخل معسكرا مغلقا استعدادا لمواجهتين دفعة واحدة، الأولى جرت أول أمس أمام نادي أريانة برسم تصفيات كأس الجمهورية، والثانية مرتقبة أمام الوداد مساء الأربعاء القادم، إلا أن الهدوء الذي يخيم على فضاء أبناء الباب الجديد يعود إلى الفوز المستحق والهام على نجم الساحل التونسي، الذي أجمعت كل القوى الرياضية التونسية على أهميته ودوره في إبعاد شبح الأزمة، لاسيما في ظل مرض رئيس الفريق الشريف بلامين وغيابه المستمر عن مباريات الإفريقي مما جعل البعض يتحدث عن استقالة مقنعة وهو ما نفاه الرئيس. ورغبة من الفعاليات التونسية لدعم مسار الإفريقي في هذه المسابقة المغاربية، بادر أحد محبي النادي ويدعى حمادي بوصبيع بتقديم منحة مالية للاعبين والإطار التقني لدعم معنوياتهم قبيل المواجهة الهامة أمام الوداد. من جهته، فضل مدرب الوداد البيضاوي التحضير لمواجهة الحسيمةوتونس دفعة واحدة، واختار ملعب العربي بن مبارك المعشوشب بشكل طبيعي لترتيب أفكاره التكتيكية استعدادا لملاقاة الإفريقي، فيما استعد لشباب الريف الحسيمي على أرضية الملعب الاصطناعي لمركب محمد بنجلون في ازدواجية تحضير فرضتها ظروف المباراتين. ونظرا لضيق الحيّز الزمني، فقد اضطر الوداد إلى السفر صوب الحسيمة عبر الطائرة، والعودة إلى الدارالبيضاء مساء السبت، على أن يلتحق اللاعبون بأحد فنادق الدارالبيضاء استعدادا للسفر إلى تونس صباح يوم الإثنين، ويخشى مسؤولو الوداد البيضاوي من مخلفات العياء خاصة وأن رحلة الحسيمة هي الأصعب هذا الموسم من بين رحلات الوداد في البطولة المغاربية. ويبدو من خلال المباراة الودية التي خاضها الوداد البيضاوي ضد اتحاد تمارة أحد أندية الدرجة الثانية، اعتماد المدرب في أغلب أطوار المباراة على خطة 442، التي يحاول كارزيطو الإعتماد عليها كبديل لخطة 433 التي يبدو أن اللاعبين لم يستوعبوها جيدا. ومن خلال متابعتنا لتداريب ومباريات الوداد الودية والرسمية يتبين أن المدرب دييغو ما زال في مرحلة البحث عن الرجل المناسب للمركز المناسب، وأنه بصدد «اختبار» مجموعة من الوصفات التكتيكية أملا في العثور عن التشكيلة المناسبة للاستحقاقات القادمة، ولو تطلب منه الأمر إجراء تعديلات تبدو غريبة في تموضعات اللاعبين ومراكزهم. وبادر المدرب كارزيطو إلى إقصاء لاعبين من لائحة منافسات الكأس المغاربية، كانا إلى أمد قريب يتمتعان بالنجومية المطلقة داخل الوداد، ويتعلق الأمر بهشام جويعة والوالي العلمي، بالرغم من إشراكهما في الاختبار الودي الأخير أمام اتحاد تمارة. ويراهن الوداد على كسر شوكة الإفريقي التونسي وإنهاء عقدة «التوانسة» التي طال أمدها قبل أن تختفي في آخر لقاء بين الفتح والنادي الصفاقسي حيث تقاسما معا طعم الفوز والخسارة. ويبدو أن الكأس المغاربية ليست من أولويات الوداد الذي يراهن بدرجة أولى على البطولة الوطنية وكأس عصبة الأبطال الإفريقية، إلا أن حوافز البطولة تفتح شهية الوداديين وترفع من درجة استنفارهم في هذا الحدث المغاربي. وقدر للناديين معا المغربي والتونسي أن يلتقيا في مسابقة تحفظها سجلاتهما وتذكرها الأجيال الماضية بكثير من الاعتزاز، فالوداد كان سباقا لتحويل اتجاه الكأس المغاربية نحو الدارالبيضاء منذ عهد الاحتلال وتحديدا سنة 1949 بينما انتظر التونسيون بداية النسخة المنقحة للكأس ليظفروا بها ثلاث مرات سنوات 1973 و1974 و1975 في عهد الكتيبة الإفريقية الكاسحة بقيادة الحارس الأسطوري الصادق ساسي الشهير بعتوكة. للإشارة فإن مباراة الإياب ستجرى يوم 12 نونبر القادم ابتداء من السابعة مساء بالتوقيت المغربي على أرضية مركب محمد الخامس، وسيواجه الفريق المؤهل في النهائي الفائز في المواجهة التي ستجمع اتحاد طرابلس ومولودية الجزائر.