بعد رسالة تجباذ وذنين بعض المسيرين.. أعود والعود للأسف ليس أحمد.. ما دام حال كرتنا المغربية الغريب لا يسر عدواً ولا حبيباً.. كنت دائما أقول أن كرتنا تعزف لحنا منفردا.. تغرد خارج السرب.. ليس في جودة أدائها ولكن في طريقة تسييرها.. نموت حبا في الإرتجال.. وكم حاجة قضتها الإرتجالية.. لدينا كوزينة مختصة في وصفات لا يفهمها إلا الضالعون في عالم الظلمة.. وعشاق الضلعة.. مرة أخرى يفاجئنا مسيرونا المحصنون بأنياب أسود أطلسية فقدتها في الهضاب والسهول الإفريقية قبل الجبال.. ومرة أخرى يؤكد المسير قدرته على الإشتغال في الظلام الحالك.. لتقول له قارئة فنجان.. بخوف في عينيها: «واقع كرة مقلوب..» وبتنهيدة عميقة تضيف: «سترجع يوما مهزوما.. تطارد خيط (مدرب).. ومدربكم لا أرض له ولا عنوان.. ما أصعب أن تهوى مدربا في محراب شناقة أبواق.. بين رباط وبيضاء بحثا عن عصير برتقال فقد نكهته في عز الخريف.. «أتذكر وفقط للإستئناس وليس للتشدق والتباهي.. بأن العبد لله كان سباقا في أنغولا 2010 وفي وطيس كأس إفريقية غابت عنها أسودنا كالعادة..سألت ثعلب «إكس ليبان..» الإسم الذي أصبح يقض مضجع الكرة المغربية ب «الثعلب جاي.. الثعلب ما كاينش».. واليوم عندما التقى الثعلبان.. فلا يجب حذف ما سبق.. بل سنحذف ما تبع.. فوزي لقجع واحد من ثعالب التسيير الكروي في العشرية الثانية من الألفية الثالثة.. شعاره «اللي فاوض بكري يفوز بالكرسي».. بدأ في رسم خارطة طريق برنامجه.. حاجبا النور الأسود لشمعة أسود إحترق نصفها منذ بدايتها مع سلفه.. بغياب نتائج الأسود التي ترفع مول الكرة عندنا للقمة كما ترضخه مع الأرض.. لقجع وبحسب الباباراتزي الفرنسي يستعد ليضع الجميع أمام واقع ما منو هروب.. في انتظار تسلمه تركة ورثة تأخرت بسبب «الشفعة» الفيفاوية.. فوزي لقجع الذي اعتاد على عتاد أكبر من عتاد الجامعة.. خطط لميزانية يسكت بها أفواه الكوايرية عملا ب «ضربو لحلقو ينسى اللي خلقو». فوزي ليفوز قبل أن تظهر له ضرة من الجنب.. عرف أن شهية الأسود وحدها القادرة على إدخاله فردوس موائد المدرجات والمقاهي.. فبدأ البحث عن صك الغفران.. غفران نساك الجلدة وليس نساك التهجد.. ويحاول قطع الطريق على ضيوف آخر الليل.. لكن حذاري من مطبات منعرجات عازفي منتصف الليل.. أعتذر على دخولي وخروجي فالهضرة.. مبتعدا عن أنغولا 2010.. حيث سبق أن تعرفت شخصيا على هيرفي رونار.. ثعلب إيكس ليبان.. ولنا مع هذا المكان قصة معاهدات.. وهذه معاهدة أخرى.. تعرفت على هذا الفرنسي الذي لا يتأخر في أخذ حقه بيديه. وأتذكر ما وقع له مع صحفي زامبي رماه بالباطل في ندوة صحفية.. وصفه ب «إحتفالي ما بعد منتصف الليل».. شحذ رونار أنيابه في إفريقيا بعدما تتلمذ ب «لوحة» كلود لوروا.. الذي حرمنا من كأس إفريقيا 1988 الدارالبيضاء بثعلبيته.. حينها كانت جامعة علي تبحث عن بديل التركيبة الرباعية.. فسألت هيرفي رونار «لو اتصلت بك جامعة كرتنا هل تقبل العرض؟..». فرد بدون تردد «سآتيكم ماشيا على الأقدام» وهو التعبير الذي احتفظ به ليكرره اليوم مع صحافة نابوليون.. وعلى لسان شناقو... اكتفيت يومها بإبلاغ طموحه من منطلق مغربيتي.. بما لمسته في الرجل من صرامة وشدان اللجام بإحكام وليس كشناق وانتهازي.. ولتعميم المعلومة لأن لقائي به كان في إطار مهمتي كمسؤول كافاوي بمدينة مالابو وليس صقرا من صقور جامعة علي.. أبلغت ميساج الثعلب لبعض رجال السي علي.. فكان الرد «نحن لا نقرر.. والمقرر الوحيد هو السيد الرئيس..». وحذاري اليوم من تكرار القرارات الأحادية والفردية.. لأن «اللي كيحسب وحدو كيشيط ليه».. وهذا التخوف همس به كذلك أحد المبشرين بكراسي محظوظي الغد الذي قد يتأخر بسبب الضبابية المحتملة.. ما حدث بعدها.. لم يصل الميساج للسي علي ولم يلفت نظره لا رونار ولا إشارة المنتخب.. جلبنا غيرتس وتكركبنا معه لقاع البئر.. وفاز رونار ب «الكان» وخرجنا نحن من مولد الغابون بلا مانغ.. ولا (عكاز.. الكان) ليرحل غيرتس.. وتحصد جامعة الفهري أربع سنوات عجاف وبلا قطاف..؟ وماذا عن اليوم؟ اليوم بين بركان وإيكس ليبان.. هل بقي رونار صالحا للزمان والمكان؟